أزمة الغاز توقظ المشاهير السوريين... والمواطنون المنهكون سبقوهم في الإبداع

23 يناير 2019
سوري يعزف على جرة الغاز التي صارت ربابة(فيسبوك)
+ الخط -
استطاعت جرة الغاز المفقودة في سورية فعل ما لم تستطع حرب السنوات الثماني فعله، بكل ما خلفته من مآس وويلات طاولت البشر والحجر، إذ أيقظت العديد من مشاهير سورية من سباتهم العميق، فخرجوا لأول مرة مطالبين، تلميحاً أو تصريحاً، بشيء من أبسط حقوقهم، جرة الغاز.

وكتب بعض هؤلاء المشاهير رسائل عدة عبر صفحاتهم في مواقع التواصل الاجتماعية، انتقدوا فيها أداء الحكومة السورية بهذا الشأن فقط، وطالبوا "سيدهم الرئيس" بالتدخل شخصياً لتأمين جرة الغاز، في حين اكتفى آخرون بالتلميح عبر نشر صورهم معانقين للجرار، كما فعل أخيرًا المغني شادي أسود، وملكة الجمال آنجي مراد، والممثل باسم ياخور  أحد "نجوم الكوميديا" في سورية.




غير أن الكوميديا في تلك البلاد، بات لها نجومها الحقيقيون، ممن يعانون الويلات التي فرضت عليهم بدورها تطوير سلاح الضحك لمواجهة ما يصعب مواجهته، فأبدعوا بالسخرية من أزمة الغاز التي تمر بها البلاد منذ مطلع الشهر الماضي، في مقاطع مصورة وأغنيات تضيء على معاناتهم بقالب كوميدي أسود، يجبرك على الضحك بغصة لن تفارقك... إليكم أبرزها:


زفاف سوري وأسطوانة غاز

يقال في سورية لمن تصل بعد تأخر طويل: "جاءت العروس!"، ويبدو أن الرجل الذي يظهر في مقطع الفيديو هذا حوّل الجملة الشعبية إلى واقع، مغطيًا أسطوانة الغاز التي انتظرها طويلًا بفستان أبيض، وهو يتمايل وسط الزغاريد مبرزًا من جيبه خاتمًا، وكأنه يعقد زفافه على هذه العروس التي يحلم السوريون بمثلها اليوم، لتوقد النار أخيرًا في مطابخهم الباردة.

 

أغنية "جاري فايز فعلًا فاز"

حققت هذه الأغنية الساخرة ضجة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما نجح كاتبها الشاعر ياسر صبرا، بالتعبير عن معاناة السوريين الذين ينتظرون في طوابير البرد أمام مراكز توزيع الغاز، قبل أن يستولي أصحاب المحسوبيات الذين أبرزتهم شخصية "فايز"، على أسطوانات الغاز بقوة السلاح، مثلما يستولون على كل شيء آخر في البلاد.

ويذكر أن الفنان غابي صهيوني أدى الأغنية ولحنها، بمشاركة الشابين سعادة بايع وجورج ديرعطاني، اللذين ظهرا في المقطع المصور وهما يغطيان جسديهما بالأغطية الصوفية، الوسيلة الوحيدة المتاحة للشعب السوري للحصول على القليل من الدفء في ظل انقطاع الغاز وغلاء الوقود.

 

 جرة الغاز توقظ الموتى حقاً

تداول مئات السوريين مقطع الفيديو هذا، الذي يحمل عنوان "حتى الميت فاق لما شاف سيارة الغاز"، "الكوميديا السوداء" بأوضح أشكالها، إذ يستعرض الحزن الجنائزي الذي يعيشه السوريون يوميًا، وكأنه حجر كبير يثير التعثر به الضحك والارتباك.

ويصور مقطع الفيديو أناسًا يسيرون في جنازة، في الوقت الذي تمر به سيارة أسطوانات غاز، ليركضوا وراءها تاركين النعش ومن فيه، قبل أن تتحول رائحة الغاز إلى ترياق للحياة، تبث الروح مجددًا في جسد المتوفى، الذي يخرج من نعشه ليزاحم الجميع بدوره على أسطوانة غاز يحملها معه إلى القبر، مثلما كان الفراعنة يدفنون مع موتاهم أشياءهم الثمينة.

العشق بأيام الغاز:

حول المغني السوري الكوميدي مازن أوطه باشي كلمات أغنية "2002" إلى سيناريو فكاهي يعبر فيه عن حنينه للأيام التي كان يلتقي فيها حبيبته، بينما كان يعمل مديرًا لوكالة غاز، وقال فيه: "كانت أيام حلوة، لما كان في غاز".

وسجل المغني اللاجئ في هولندا المقطع المصور على موقع أتاح له الظهور وكأنه يغني "ديو" مع صاحبة الأغنية الأصلية آن ماري، التي بدت وكأنها تسترجع معه أيامه السعيدة، ما أضفى المزيد من الفكاهة على الأغنية، وجعلها تحقق انتشارًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي.

 

العزف على أسطوانة الغاز:

يبدو أن أسطوانة الغاز في سورية يمكن أن تتحول في مخيلة السوريين إلى أي شيء آخر يثير الشجن، كأن تصبح ربابة بين يدي هذا الرجل في المقطع المصور، ليعزف عليها لحن أغنية "وين ع رام الله"، وكأن لسان حاله يقول لها: "يوم الودعتك داب قلبي والله"!

 

المساهمون