تكريم مارتن كارميتز في "كانّ" الـ71

09 مايو 2018
مارتن كارميتز (الموقع الإلكتروني لمهرجان "كانّ")
+ الخط -
التكريم المعتَمد في مهرجانات سينمائية دولية مثيرٌ للانتباه والمتابعة. هناك معايير يغلب عليها التاريخ المهنيّ للمُكرَّم، والسيرة العمليّة لاشتغالٍ يدفع إلى نقاشٍ ويُثير مُتعًا، فيستدعي التفاتةً تليق بمكانته. 

الدافع إلى كلامٍ كهذا كامنٌ في اختيار إدارة مهرجان "كانّ" سينمائيًا فرنسيًا رومانيًا يُدعى مارتن كارميتز لتكريمه في الدورة الـ71 (8 ـ 19 مايو/ أيار 2018). الاختيار صائبٌ. السينمائي المولود في بوخارست (7 أكتوبر/ تشرين الأول 1938) والحامل الجنسية الفرنسية منذ بلوغه 9 أعوام، يمتلك لائحة طويلة من الإنجازات الموزّعة على الإخراج والإنتاج والتوزيع، بالإضافة إلى امتلاكه إحدى أهمّ الشبكات السينمائية المتعلّقة بالصالات والشاشات في فرنسا.

"في لحظة الغليان السينمائي في "كانّ"، مهمٌّ للغاية منح التكريم بعض الوقت. في دورة هذا العام الاحتفالي بذكرى مرور 50 عامًا على (ثورة الطلاب) "أيار 68" (في فرنسا)، نرغب في تكريم مارتن كارميتز، أحد ورثة هذه الثورة، ونريد إشهار تحياتنا لنتاجه والتزاماته ودفاعه الدائم والدؤوب عن سينما المؤلّف"، كما في تصريح لرئيس المهرجان بيار لاسكور.

والتكريم يتضمّن عرضًا لفيلمٍ له كمخرج بعنوان Coup Pour Coup (1972) في برنامج "كلاسيكيات كانّ" ("صالة بونويل" في "قصر المهرجانات"، 11 مايو/ أيار 2018)، بالإضافة إلى عشاء رسمي (مساء اليوم نفسه) لـ"محترفي الصناعة السينمائية الدولية". والمُكرَّم يحمل تنويعًا في اشتغالٍ سينمائيٍّ ممتدّ على 50 عامًا أيضًا: مئات الأفلام كمنتج، و400 فيلم كموزّع، ما يؤهّله لتكوين "كاتالوغ" مهنيّ يحتوي على نحو 600 عنوان. هذا كلّه إلى جانب إنشائه شبكة صالات سينمائية بين فرنسا وإسبانيا: 12 صالة و68 شاشة في باريس، و10 صالات و128 شاشة في إسبانيا.

لكن بداياته المهنيّة مرتبطة بعمله كمدير تصوير، مباشرة بعد تخرّجه من "معهد الدراسات السينمائية العليا" عام 1957: أولاً كمتدرّب، ثم كمساعد مخرج (أول مساعد مخرج شاب في تاريخ السينما في فرنسا، 1959). انتقاله إلى الإخراج حاصلٌ عام 1964، بإنجازه أول روائي قصير بعنوان "ليلة سوداء، كالكوتا"، استنادًا إلى سيناريو للروائية الفرنسية مارغريت دُورَا. أما أول روائي طويل له كمخرج، فهو "7 أيام في مكان آخر" (1968): رغم حياة هانئة نسبيًا، مع زوجته الجميلة وابنتهما اللطيفة، يعاني عازف البيانو والمؤلّف الموسيقي جاك مآزق مبطّنة تدفعه إلى جولة في الريف الفرنسي لـ7 أيام، تساعده على إعادة اكتشافه مسائل وتفاصيل وتساؤلات.




أما الفيلم المعروض في "كلاسيكيات كانّ"، فيتوغّل في عوالم منبثقة من إضراب عشوائي في مصنع نسيج يستخدم عاملات كثيرات. ومع مناورات أصحاب العمل، يزداد التوتر، فتندفع العاملات إلى "ردّ الصاع صاعين" بطرق وأساليب مختلفة، وتصاعد وتيرة الصراع يؤدي إلى حبس رئيس المصنع.
المساهمون