الممثلة البريطانية ناومي واتس لـ"العربي الجديد": فيلم الأميرة ديانا ذكرى بشعة

14 يونيو 2017
الممثلة ناومي واتس (Getty)
+ الخط -




بعد شهرتها الواسعة التي حققتها في هوليوود، تعود ناومي واتس بأحدث أفلامها وهو "تشاك" Chuck من إخراج الأميركي فيليب فالاردو وتتقاسم بطولته مع النجم لييف شرايبر في دور الملاكم المشهور تشاك ويبنر، الرجل الذي أوحى لسيلفستر ستالون شخصية روكي السينمائية في سلسلة من الأفلام الناجحة عالميّاً. وتؤدي واتس دور زوجة ويبنر، وهي امرأة قوية وقفت إلى جوار شريك حياتها في أصعب مواقف حياته فوق حلبة القتال. أما لييف شرايبر فهو كان زوج واتس في الحياة طوال 15 سنة، وانفصلا أثناء تصوير "تشاك".

زارت واتس باريس كي تروج للفيلم إياه، فالتقتها "العربي الجديد" وحاورتها.


كيف جرى تصوير الفيلم، علماً بأنك شاركت البطولة فيه مع طليقك لييف شرايبر؟

لقد شكلت هذه النقطة بالتحديد تناقضاً غريباً، لأننا، أنا ولييف (شرايبر) ، مثلنا معاً في الماضي في فيلم "الحجاب المرسوم" وكان العمل قد دار في جو سيىء للغاية سادته المشاجرات بيننا على الرغم من أن زواجنا في ذلك الحين لم يعرف أي مشاكل حقيقية، وكنا نعتبر أنفسنا في شهر عسل دائم. أما "تشاك" فأنا أقارنه بشهر عسل مهني، وكان الوفاق فيه مثاليّاً بيننا، مع أننا انفصلنا في أثناء تنفيذه.

*هل أنت مولعة بالملاكمة، مثل شخصية ليندا التي تؤديها في "تشاك"؟
لا أعتقد أبداً بأن ليندا، وهي ليست شخصية خيالية بل على قيد الحياة، مولعة برياضة الملاكمة، بل تحب زوجها إلى درجة أنها صارت تعشق نشاطه المهني وتنظر إليه من خلاله هو، لكنها غير ذلك لا تبالي به. وعن نفسي فقد انغمست في الدور ورحت أحب الملاكمة عبر الفيلم تماماً، مثلما فعلت ليندا في شأن اكتشافها الرياضة عبر شريك حياتها. لكنني أحب أفلام "روكي" التي ألفها ومثّل فيها سيلفستر ستالون، وهي بإيحاء من شخصية تشاك ويبنر، غير أنني من أشد المعجبات بستالون وبكل أفلامه.

*ما رأيك في أن ستالون بالتحديد يظهر في مشهد صغير في فيلم "تشاك"؟
من الطبيعي أن يشارك ستالون في عمل مثل "تشاك" يروي سيرة الملاكم الذي أوحى شخصية روكي، أليس كذلك؟ وقد طلب منه مخرج الفيلم فيليب فالاردو المشاركة عن طريق التمثيل في لقطة قصيرة، بمثابة غمزة عين تجاه روكي والجمهور المحب له.

*عرفت النجاح من خلال فيلم "مالهولاند درايف" الذي نفذه السينمائي ديفيد لينش في 2001، علماً بأنك كنت تمارسين التمثيل سنوات طويلة قبل هذا الحدث، فكيف تفسرين طول انتظارك للشهرة؟

كنت فعلاً أمثل في مسلسلات تلفزيونية وفوق المسرح وأيضاً في السينما طوال 15 سنة قبل أن يكتشفني ديفيد لينش، ولا أعرف ما الذي جعل كل أعمالي السابقة لفيلم "مالهولاند درايف" لا تلاقي أي رواج، وفجأة شاركت في اختبار الممثلات الخاص بأحد الدورين الرئيسيين في الفيلم نفسه وتم اختياري من بين 300 ممثلة شابة تقدمن للفوز بالدور. ربما أنني محظوظة لا أكثر ولا أقل.

*هل يمكن القول بأن حظك هذا يحمل اسم ديفيد لينش؟

نعم فأنا فعلاً مدينة لهذا الشخص بنجاحي السينمائي.


*لننتقل إلى أحد أبرز أفلامك وهو "ديانا" للسينمائي أوليفر هيرشبيغل، وقد جلب لك مزيجاً من النقد الإيجابي والسلبي، فكيف عشت هذه التجربة المتقلبة؟
لقد دار تصوير "ديانا" في ظروف صعبة إلى حد ما، نظراً إلى كون الأميرة عاشت في الحقيقة ولم يقبل تقمّصها على الشاشة أدنى خطأ. لقد بذلت جهدي من أجل أن أمثل ديانا المرأة، لا ديانا الأيقونة، التي عشقها الملايين بقدر ما كرهها الملايين أيضاً، وهذا ما فعلته، غير أنني في النهاية حصدت الانتقادات الإيجابية والسلبية، حال ما كان يحدث لها في حياتها. أنا لا أعترض على النقد طالما أنه يخص موهبتي وعملي، لكنني أغضب حينما أقرأ في بعض المقالات أنني بشعة المظهر بالمقارنة مع ديانا وأنني أعطي عنها صورة سلبية كامرأة سطحية لا تحب عائلتها، فهؤلاء لم يفهموا الفيلم بل ربما أنهم لم يروه وأحبوا الإساءة إليّ ومن خلالي إلى العمل ككل. وعلى العموم فقد حاز "ديانا" نجاحاً دوليّاً ملموساً وهذا هو الأهم، لكنني لا أحتفظ عنه بذكرى حسنة إطلاقاً.

*هل أنت من المعجبات بديانا أساساً؟
نعم، كنت أحبها وأتابع أخبارها عندما كانت على قيد الحياة، وبكيت عندما سمعت خبر وفاتها في ظروف أليمة هنا في باريس. لكنني لم أتخيل نفسي أنني سأمثّل شخصيتها في يوم ما، وربما كان من الأفضل ألا أمثلها، ذلك أن صورتها في ذهني صارت الآن مرتبطة بالفيلم وبسلبياته.

*تشاركين في أفلام الرعب، مثل "محبوسة" و"الحلقة" بجزأيه، فما الذي يدفع بك إلى اختيار هذا اللون السينمائي الذي غالباً ما يعتبره النقاد دون مستوى سائر الألوان؟
أنا لا أؤمن بحكاية الألوان هذه إطلاقاً، فما الذي يجعل أحد الأفلام المخيفة مثلاً أقل أهمية من فيلم رومانسي أو درامي أو غير ذلك، طالما أنه يتميز بجودة عالية في حبكته ومستوى إخراجه وتمثيله؟ كما أن هناك العديد من الأفلام المنتمية إلى الألوان الأخرى، والتي هي دون المستوى المطلوب. أنا أنظر أولاً إلى السيناريو ثم إلى الدور المعروض علي وكذلك إلى هوية المخرج المزعوم، وأقرر استناداً إلى هذه المقومات إذا كنت سأقبل بالدور أم لا. ولا أبالي في ما بعد بالنتيجة ولا بما قد يقوله عني النقاد لمجرد أنني ظهرت في فيلم مخيف، طالما أنهم لا يمسون كرامتي، حال ما حدث في شأن "ديانا".

*وهل أنت، كمتفرجة، تميلين إلى مشاهدة أفلام الرعب؟
نعم، وخصوصاً أفلام ألفريد هيتشكوك، وهو معلم المخرجين في هذا الميدان، وأحَب أفلامه إلى قلبي هو "سايكو".

*وفي مناسبة ذكر ألفريد هيتشكوك، قال السينمائي، رودريغو غارسيا، نجل الروائي الكبير الراحل غابرييل غارسيا ماركيز، وأنت عملت تحت إدارته في فيلم "أم وطفل"، بأنك تذكّرينه ببطلات أفلام هيتشكوك الشقراوات، فما رأيك في هذا الكلام؟

لم أكن أرى نفسي في هذه الصورة قبل أن يلفت غارسيا نظري إلى الموضوع، والآن اقتنعت بأنني ربما سأكون قد مثلت في أفلام هيتشكوك لو كان لا يزال على قيد الحياة، إذ إنني لست بعيدة في مظهري عما كانت عليه الراحلة غريس كيلي، بطلة العديد من أفلامه، والتي صارت في ما بعد أميرة موناكو.

*أية امرأة أنت في الحياة اليومية؟

أنا امرأة عنيدة جداً، فلا تحاول إقناعي بأي شيء غصباً عني وإلا ندمت، فمن الأفضل أن تكون صديقي بدلاً من عدوي.

*ما هو أعز شيء إلى قلبك؟

أولادي.


المساهمون