استراحات رمضان... مقاه شبابية في غزة حتى مطلع الفجر

14 يونيو 2017
يمتدّ السهر الرمضاني حتى السحور (عبدالحكيم أبورياش)
+ الخط -
يكنس الشاب نضال أبو غنيمة من منطقة تل الهوا جنوبي مدينة غزة، أرضية الاستراحة المخصصة للشباب بعد تناول إفطاره برفقة زملائه في العمل، إذ ينشط العمل فيها مساءً بعد انتهاء تناول الغزيين إفطارهم الرمضاني، ويشتد بعد انتهاء صلاة التراويح حتى موعد السحور. 


مجموعة عوامل في قطاع غزة تساعد على انتعاش العمل في المقاهي والاستراحات و"الكافيهات" الشبابية في ليل رمضان، أبرزها عدم وجود أماكن عامة يمكن اللجوء إليها، علاوة على تواصل أزمة الكهرباء التي اشتدت منذ أكثر من شهرين، ليصبح فيها الجدول 4 ساعات وصل، مقابل 12 ساعة قطع.

الحركة الاقتصادية تتوقف خلال النهار الرمضاني، ليأتي الليل محاولاً تعويض ذلك عبر ساعات السهر، وتقديم الخدمات للزبائن، وعن ذلك يقول أبو غنيمة إن جلسات السمر الشبابية تستمر حتى ساعات متأخرة، ومنها ما يصل إلى موعد السحور.

ويضيف لـ"العربي الجديد" أن بعض الزبائن يحضر طعامه معه، ليذهب بعد تناول السحور لصلاة الفجر ومن ثم إلى النوم، لافتاً إلى أن ساعات المساء نتيجة النشاط المركز فيها، تساوي في بعض الأحيان النشاط في الأيام العادية، إذ لا ينقطع العمل فيها للحظة، بينما تمر أيام ركود.

أما أبو عبد الرحمن حمادة (46 عاماً)، وهو صاحب مطعم واستراحة شبابية شرق حي الزيتون شرق مدينة غزة، فيوضح أن العمل يصبح مكثفاً في ساعات الليل، إذ لا يتوقف إلا مع نداء المساجد لرفع الأيادي عن الطعام، مبيناً أن الأوضاع الاقتصادية الصعبة باتت تؤثر على طلبات الزبائن.

وعن ذلك التأثير، يقول: "أعمل منذ 20 عاماً في الاستراحة، كان العمل في رمضان في السابق مختلفاً تماماً إذ كان الموسم الرمضاني غنيا، وذا عائد مادي كبير، بينما أثر تدهور الأوضاع الاقتصادية على طبيعة طلبات الزبائن التي باتت تقتصر على الأراغيل والمشروبات الباردة والساخنة، وتناول الفطور أو السحور في بعض الأحيان، حيث نوفر الوجبات للزبائن".

ويشير حمادة إلى أن العمل المكثف في مساء رمضان، لا يرتقي في بعض الأحيان للمستوى المطلوب، لكنه يعوّض ركود ساعات النهار، والتي نوصد فيها أبوابنا، مبيناً أن شريحة المطاعم والاستراحات تأثرت كما غيرها من شرائح المجتمع بالأزمة الاقتصادية التي يمر بها قطاع غزة، والتي اشتدت مؤخراً نتيجة الخصومات على رواتب الموظفين وعدم انتظامها.


وتنتشر الاستراحات والمطاعم على طول شارع البحر، غرب مدينة غزة، ويقول أبو صهيب حمادة، صاحب إحدى الاستراحات أن رمضان يحمل برنامجاً خاصاً فيه، إذ يتحول الدوام إلى مسائي بشكل كامل، حيث تنشط الحركة ساعات المساء بعد صلاة التراويح. 

ويبين حمادة لـ "العربي الجديد" أن الاختلاف في رمضان ينسحب على الخدمات المقدمة للزبائن، موضحاً: "طبيعة وجود الاستراحة على شاطئ البحر يجعلها نشطة غالباً، لكن رمضان يحمل طابعاً خاصاً به، إذ يفضل الزبائن قضاء ساعات الليل في السمر، ويفضل البعض تناول السحور في الخارج".

ورغم الحالة النشطة التي تسود استراحات غزة، إلا أن حمادة يقول: "اكتظاظ الزبائن لا يعني غالباً أن العائد كبير، إذ تختلف طلبات الزبائن، وقيمة الفاتورة حسب وضع الزبون، وحسب الأوضاع الاقتصادية العامة، خاصة أن معظم رواد الاستراحة من الموظفين، وتأثر الراتب يؤثر سلباً على العائد".

وتزين الأجواء الرمضانية وأحبال الزينة والإضاءة والفوانيس الكبيرة، واجهات المطاعم والاستراحات من شمال قطاع غزة حتى جنوبه، في محاولة لاستقطاب الزبائن، لجلسات السمر التي تمتد لساعات متأخرة من الليل، وتختلف برامجها وقوائم الطعام والشراب فيها.

أبو شريف حمد، يوضح لـ "العربي الجديد" اختلاف الوجبات المقدمة في مطعمه الشعبي، والذي يحتوي على استراحة شبابية، قائلاً: "نقدم وجبات اللحوم والشاورما عند الفطور، ونوفر وجبات سحور مكونة من الأجبان، المرتديلا، الحمص، المربى، الحلاوة، قمر الدين، التمر، إلى جانب مجموعة أصناف تقدم حسب طلب الزبون".

ويضيف: "كذلك عند الفطور نقدم المشروبات الرمضانية، ومنها الخروب، الكركاديه، عرق السوس، التمر الهندي، إلى جانب حلوى القطايف العادي والعصافيري (صغير الحجم)"، موضحاً أن الاختلاف في القائمة المقدمة يأتي تلبية لرغبة الزبائن "نشعر الزبون وكأنه داخل بيته".

ويخالف حمد سابقيه، مؤكداً على أن العمل خلال شهر رمضان، ورغم الإغلاق خلال ساعات النهار، إلا أنه يفوق العمل خلال الأيام العادية "هو شهر الخير فعلاً، موسم حقيقي نعوض خلاله خسائر وركود شهور مضت، ويساعد على ذلك رغبة الزبائن في الترفيه عن أنفسهم نتيجة الظروف الحياتية الصعبة".

دلالات
المساهمون