فنانو النظام السوري... ممنوع الاعتراض

24 مايو 2017
رويدا عطيّة معروفة بمواقفها المؤيدة للنظام السوري (فيسبوك)
+ الخط -
ضجَّت مواقع التواصل الاجتماعي، ليلة أمس، بخبر الاعتداء الأمني السوري على الفنانة السورية، رويدا عطية، تحت عنوان "فرع أمني سوري يعتدي على رويدا عطية". وجاء الخبر بعد أن صرَّحت عطية عبر صفحتها الشخصية على موقع فيسبوك بأنها تعرضت للقرصنة والاختراق من قبل الجيش السوري الإلكتروني أو أحد أفرع المعلومات.

وكما هو معروف، فإن رويدا عطية هي من الفنانين الذين يمثلون النظام السوري، ويؤيدونه، ورغم انزعاج عطية من انتهاك خصوصيتها من قبل النظام السوري، إلا أنها عبرت عن ذلك بصيغة لا تخلو من الاحترام والتعظيم له حيث كتبت: "إلى دولتي الكريمة سورية، بتقدم إلى الجهات العليا في أحد الأفرع بدمشق مسؤول عن مراقبه كل ما يتم من عمليات لداعش وتوابعها، ويقوم هذا الفرع بالدخول إلى هاتفي الخاص، وكل ما يتم داخل هاتفي من محادثات وصور ومكالمات. الرجاء من الجهات المختصة الحماية من هذه التصرفات المتدنية. وأخلي مسؤوليتي ومسؤولية أي شخص من عائلتي من أي محادثه أنا غير مسؤولة عنها، وكما عهدت من سورية الدعم لكل مواطن الحماية التامة، للأسف أتعرض للقرصنة من فرع يختص بهذا الشأن. حبايبي وأصدقائي أخلي مسؤوليتي من أي شيء صادر من هاتفي، سواء بالواتسأب أو أي موقع للتواصل الاجتماعي، وشكراً".
وبعد أن انتشر الخبر بشكل كبير، بدأت الصفحات التابعة للنظام السوري على مواقع التواصل الاجتماعي بنفي الخبر، ووصفت صفحة "دمشق الآن" بأن المنشور غير منطقي، وأضافت مستغربة: "فنان وطني وكل مواقفه معروفة يحكي هاد السخف والحكي اللي ما بيتصدق!".

وقبل أن تظهر عطية لتنفي أو تؤكد الخبر، مهدت جميع صفحات النظام لرواية تهكير حساب عطية من قبل المعارضة وتشويه سمعتها. وفي صباح أمس، نشرت عطية على الصفحة ذاتها منشوراً ينفي المنشور السابق، وكتبت: "صباح الخير، بطلب من الصحافة الكرام، موبايلي واقع بيد شخص مريض نفسي، أنا ماني بعيدة عنكم، وبتقدروا تتصلوا فيني مباشرةً، رجاءً التواصل معي مباشرة، شخص مريض عم يرمي فتنه بيني وبين بلدي. كل عمرنا فنانين منغني للسلام والمحبة ومندعم وطنا وكل ما يمثلنا من أي جهة أمنية، وكل عمرنا ربينا ببلد علمنا العدل والحق وعدم الخوف من صغار النفوس، طالما نحنا على حق، معيب جداً هالانحطاط اللي واصلين ألو من المريضين نفسياً، وكذا مرة حاولوا اختراقي وتهكيري.. فالرجاء كل الرجاء من الصحافة الأعزاء، عدم نشر أي شيء غير موثوق فيه، وبتقدروا تتأكدوا من بروفايل اسماعيل لأنه ما قدر يوصل الي بأي شكل".

ومن الجدير بالذكر، بأنّ المنشورين السابقين قد نشرتهما عطية من نفس المكان، وهو "لافال كندا"، وذلك إن دلّ على شيء، فهو يدل على أن حساب عطية لم يكن مُهكَّراً أثناء نشرها لكلا المنشورين، أو كان مهكراً في كلا المنشورين، مما يؤكد صحة الخبر الأول، وهو محاولات الأجهزة الأمنية اختراق حسابات الفنانين التابعين له، بغرض التجسس على الصور والكلام الذي يصدر عن الفنان، وهو تصرف لا أخلاقي، وليس غريباً عن الأفرع الأمنية في سورية.

ويبدو أن ما حدث في المنشور الثاني، هو محاولة من عطية نفسها لتحسين موقفها، لكي لا يحسبها إعلام النظام على المعارضة، وذلك سيعني بكل تأكيد توقف عملها الفني داخل سورية، التي توجد فيها النسبة الأكبر من جمهور عطية.
وهنا لا بد من الإشارة إلى قضية، وهي أن الفنان السوري التابع للنظام السوري بات ممنوعاً عليه أن يعترض حتى بالأمور التي تخص أمنه وسلامته الشخصية. ويمكن فهم الحادثة وكيفية التعامل مع عطية، من خلال موقف حدث قبل أيام على قناة "سما" الفضائية، وعلى الهواء مباشرةً، حين قام برنامج "آت هوم" بعرض الطريقة الوحشية التي تعامل بها عناصر المخابرات السورية مع طلاب الصف التاسع الذين يحاولون أن يغشوا، وقامت إحدى المذيعات في البرنامج بانتقاد تصرف رجال الأمن، فشن زملاؤها هجوماً شرساً عليها على الهواء مباشرةً، واتهموها بأنها تفتقد للحس الوطني، وأخبرها أحد مقدمي البرنامج، بأن على الإنسان الوطني أن يتفهم تصرفات رجال الدولة السورية، وألا يفكر بالطريقة التي تفكر بها المعارضة.

المساهمون