مصورو فلسطين يعكسون الـوطن في صور

15 مايو 2017
الحياة المختلفة في كل مدينة (عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -
وقفت المصورة الفلسطينية دعاء الكرد أمام صورة والدتها التي تخبز الشراك "خبز الصاج"، عاكسة من خلالها، وباللونين الأبيض والأسود واقع التهجير واللاجئين الفلسطينيين بعد 69 عاماً من النكبة، والتي هُجر الفلسطينيون فيها قسراً من بلادهم التي احتلتها إسرائيل عام 1948م.

وشاركت دعاء بصورتها في معرض "وطن في صور"، اليوم الإثنين، والذي نظمته الجمعية الفلسطينية للتصوير الضوئي، وضم عشرات الصور لمصورين من غزة، رام الله، نابلس، الخليل، بيت لحم، الداخل المحتل، وعدد من المدن الفلسطينية المحتلة، والتي عكست نواحي الحياة المختلفة في كل مدينة، وطبيعتها، في تأكيد على روح الحياة التي تحاول التغلب على النكبة والاحتلال.

وتقول لـ "العربي الجديد" إن الصورة التي جاءت عفوية، عكست واقع اللاجئين في مختلف المخيمات الفلسطينية، وإن اختيار ألوان داكنة جاء للدلالة على أجواء النكبة، موضحة أن المعارض والصور الفوتوغرافية تعكس واقع المدن، وتظهر تفاصيلها للعالم الخارجي.

ضمت زوايا المعرض نحو 250 صورة متنوعة، وبألوان مختلفة، منها الداكن والقاتم، ومنها الزاهي، في لوحة أظهرت الواقع بمختلف تفاصيله، إذ جاورت صور الخيل والغروب وانعكاس الأشخاص على شاطئ البحر، صور الطيور والحيوانات، وصور الطبيعة التي التقطت باحترافية عالية.



وكان للأطفال نصيب كبير من الصور المعروضة، إذ ظهروا وهم يلعبون بين الأزهار، وفي الميناء، وداخل السيارات، وإلى جانبهم صور للمخيمات، وصور أخرى للمباني القديمة والأثرية والدينية، إلى جانب صور البورتريهات الشخصية، الطرقات، المدن، الشوارع، الأضواء، كبار السن، علاوة على صور فنية وتجريدية.



وشارك المصور سعيد عوض بصورة لرجل فلسطيني ينحت قطعة خشب ليصنع منها مجسماً فنياً باستخدام آلة يدوية، وأوضح لـ "العربي الجديد" أن فلسطين بكل مدنها وقراها تحب الحياة، وتسعى إليها عبر العمل والجد والاجتهاد على الرغم من كل الظروف الصعبة.




بينما شارك المصور لؤي السوافيري بصورة لطفلة ترتدي الثوب الفلسطيني داخل بيت أثري، عكست "التراث في عيون الأطفال"، وأوضح لـ "العربي الجديد" أهمية توعية الأطفال بتراثهم، والحفاظ عليه، مبيناً أهمية المعارض الفوتوغرافية في عكس صور المدن بطرق أكثر تفصيلاً.




أما المصور حسن أبو نار، فقد شارك في صورة لشاب يهوى رياضة ركوب الأمواج، وقد ظهر انعكاسها على شاطئ بحر غزة، وأوضح أنها تعكس الحيوية والحياة، وأنها تحاول التأكيد على أحقية الشعب الفلسطيني في التحرر، كونه شعبا يحب الحياة، ويعكس ذلك عبر تفاصيله اليومية، وشارك زميله المصور أحمد جودة من شمال قطاع غزة، بصورة لطفلين يحملان سنارة صيد إلى جانب بركة مياه.



بدوره، يوضح إبراهيم نوفل أحد منسقي المعرض أن المعرض ضم نحو 250 صورة لحوالي 250 مصورا فلسطينيا من غزة ومختلف المدن الفلسطينية والمدن المُحتلة، لافتاً إلى أن الخطوة والتي تأتي بالتزامن مع ذكرى النكبة، تؤكد على وحدة المدن الفلسطينية، وذلك عبر صور الجمال وتفاصيل الحياة التي خرجت من كل المدن.

أما زميلته مريم سعدي وهي أيضاً منسقة للمعرض، قدمت مزيجاً ثقافياً بين المدن الفلسطينية، لإبراز جمال فلسطين والشعب الفلسطيني، مضيفة: "ذكرى النكبة قاسية، وهي السبب الرئيسي في الانقسام الفلسطيني، لذلك جاء المعرض ليقدم صورة موحدة للشعب الفلسطيني".

 

المساهمون