"شبرة قمرة"... معرض يناقش زواج القاصرات في غزة

09 فبراير 2017
(عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -
حاولت الفنانة، رنا البطراوي، معالجة العنف الذي تعرضت له المرأة الفلسطينية إبان الحروب الإسرائيلية الثلاث على قطاع غزة أعوام 2008 و2012 و2014، من خلال الزاوية التي تُحاكي عددًا من المنحوتات مبتورة الأطراف، لنساء عايشن أقصى درجات العنف بفعل تعرُّضهنّ للقصف الإسرائيلي داخل بيوتهن.

زاوية الأشكال الفنية التي عرضتها الفنانة الفلسطينية، لم تكن الوحيدة التي تُحاكي قضايا المرأة الفلسطينية ومشاكلها، في المعرض الذي نظمه مركز شؤون المرأة، أمس الأربعاء، بمدينة غزة، تحت عنوان "شبرة قمرة". إذ ناقش المعرض العنف ضد الفلسطينيات، وأبرز سلبيات زواج القاصرات في المدينة المحاصرة إسرائيليًا.

وتوضح البطراوي لـ"العربي الجديد"، أنها طرحت قضية، وهي أن تأثيرات الحروب على غزة وصلت إلى أُناس عُزل داخل بيوتهم، كالمرأة الفلسطينية كون مهمتها "تقتصر على حماية أطفالها وتوفير الأمان لهم، لكن كيف لها ذلك في ظل أن بطش آلة الحرب الإسرائيلية ضربتها ولم تُفرق بينها وبين أحد".

مُجسم آخر بعنوان "ولادة البشر" أرادت من خلاله الفنانة، توضيح السبب في تراجع مكانة المرأة الفلسطينية وقيمتها في المجتمعات، إذ أن "الزواج المبكر الذي أفقدها أبسط حقوقها، هو يمثل حالة العنف الممارس ضدها كغيره من أشكال العنف الأخرى التي تتعرض له الغزّية".
زاوية أخرى من "شبرة قمرة" عرضته الفنانة، رفيدة سحويل، من خلال مجسم "زفاف قاصر"، يوضح عروساً بثوبها الأبيض. لكن ذلك لم يكن من القماش الذي ترغبه الفتيات الراغبات بالزواج، بل كُسيت الفلسطينية بثوب من "أوراق المحاكم ووثائق طلاق التي تؤول إليه نتائج الزواج المبكر بغالب الأحيان".



وتقول سحويل لـ"العربي الجديد": "أريد أن أعُطي رسالة مباشرة إلى المجتمع من خلال العمل، وهي أن الوثائق هذه، هي النتيجة لزواج القاصرات"، في حين رمَّزت سحويل عبر مجسمات أخرى بأن "الحجر قد يسقط على الزجاجة التي تُعبر عن الفتاة القاصر الهشّة،
ويكسرها في حال سقوطه عليها".

زاوية أخرى بالمعرض كانت عبارة عن "زجاجة ضُربت بسكين" بعنوان "الكلام يذبح" عرضته الفلسطينية، مي مراد، تريد من خلالها إيصال رسالة أن الكلام يمثّل السكين، كون "أن النساء يستخدمن هذا المصطلح للتعبير عن تأثير الكلمة على النفس والأثر السلبي الذي يتركه العنف اللفظي".

ولم تكتف بذلك المشهد، إذ عَرضَت لوحة فنية بعنوان "الجناح المكسور"، وتوضح لـ"العربي الجديد"، أن المرأة الفلسطينية لا بد أن تكون قوية في ظل محاولات إضعافها من قبل المجتمع، مبينة أن الزاوية الثالثة بعنوان "إنهم يقتلوننا" تناقش بأن "حلم الرداء الأبيض قد يكون كابوساً أو كفناً للمرأة".

في حين لم تكن مشاركة الفنانة، مجدل نتيل، بزاوية "طرحة" لمناقشة قضية فحسب، بل كانت أكثر عن فكرة "التصور الإيجابي الذي يسيطر على الفتيات قبيل الزواج المبكر". وتبين لـ"العربي الجديد"، بأن "هذا التصور ينعكس بشكل سلبي بعد الزواج من خلال الدلالات اللغوية لإعادة المصطلح إلى فعله الأصلي".

"طنجرة ضغط" الزاوية الأخيرة بالمعرض، للفلسطينية، سمية الأقرع، والتي استخدمت من خلاله 9 رسمات بورتريه لنساء تظهر على ملامحهن صورٌ جميلة، إذ تلفت لـ"العربي الجديد" إلى أن "هناك خدوشاً تتعرض لها بفعل الضغوط النفسية والاجتماعية والجسدية، لكنها لا تغير من الوجوه الأنثوية لصمود الفلسطينية".

إلى ذلك، كانت لعبة "شبرة قمرة شمس نجوم ليل نهار" والتي تلعبها الفتيات الصغار، دافعًا لاختيار اسم المعرض، إذْ يوضّح منسق المعرض، شريف سرحان، بأن مناقشة قضية الزواج المبكر للقاصرات بمدينة غزة، "هن ذات الفتيات اللواتي يلعبن تلك اللعبة بوجوه بريئة بعيدة عن كل الضغوط الاجتماعية".

ويبين سرحان لـ"العربي الجديد" بأن رسالة المعرض الفنية هي طرح أعمال فنية جديدة برؤية معاصرة، في حين يرغب الفنانون الفلسطينيون إيصال رسالة اجتماعية مفادها "توجيه المجتمع نحو قضية تزويج القاصرات كظاهرة موجودة بغزة يجب إيقافها".



المساهمون