كيت وينسليت لـ"العربي الجديد": التمثيل شغل مجانين وأولادي يفتخرون بجائزة الأوسكار

23 ديسمبر 2017
(جون فيليبس/Getty)
+ الخط -
كان فيلم "تايتانيك" الناجح عالمياً محطة حاسمة لشهرة الممثلة البريطانية كيت وينسليت (42 سنة)، التي تقاسمت بطولة هذا الفيلم مع ليوناردو دي كابريو تحت إدارة السينمائي جيمس كاميرون. كان ذلك في العام 1998. لكن اللافت هو أن وينسليت فضلت، بعد هذا الرواج الهائل للفيلم، أن تحتجب فترة عن الأضواء، عائدة إلى بلادها إنكلترا، بدلاً من استغلال شعبية "تايتانيك" والاستمرار في الظهور في أفلام هوليوودية ضخمة مثلما فعل شريكها دي كابريو، إلى درجة أن كثيرين اعتبروها من النوع الذي يسمى "نجمة الفيلم الواحد"، أي التي تبني شهرتها حول عمل واحد فقط لتغيب بعد ذلك في هوة النسيان. لكن وضع وينسليت لم يكن هكذا، فهي خططت لتعود في أفلام متنوعة لا تشبه "تايتانيك" من قريب أو بعيد، وبين أفلام وينسليت المميزة "القارئ" لستيفن دولدري الذي جلب لها جائزة أوسكار أفضل ممثلة في العام 2009، ثم "هولي سموك" لجين كامبيون، و"أطفال صغار" لتود فيلد، و"ستيف جوبز" لداني بويل، و"عدوى" لستيفن سودربرغ، والقائمة طويلة.

أحدث أعمال كيت وينسليت فوق الشاشة عنوانه "الجبل بيننا"، من إخراج الفلسطيني هاني أبو أسعد، المكرم بعدة جوائز دولية، وصاحب أفلام "The Idol" و"عمر" و"الجنة الآن" وغيرها، وتتقاسم وينسليت البطولة مع البريطاني إدريس إلبا. في باريس التي قصدتها وينسليت للترويج للفيلم الجديد، التقتها "العربي الجديد" وحاورتها.


حدثينا عن فيلم "الجبل بيننا"
- يروي الفيلم حكاية سقوط طائرة في منطقة جبلية ثلجية ونجاة اثنين من ركابها، امرأة ورجل، إلا أن أيامهما معدودة إذا لم يستطيعا العثور على مأوى ومأكل. وسيضطر كل واحد منهما للاعتماد على نفسه، ولكن أيضاً على الآخر إذا أراد الخروج من هذا المأزق. وأؤدي أنا دور المرأة المستغيثة إلى جوار إدريس إلبا الذي يتقمص دور الرجل. وشخصيتي في الفيلم قوية وعنيدة لا تقبل أي تغيير في رأيها مهما كانت المواقف التي تعيشها مستحيلة، لكن ظروف الحياة ستعلمها الكثير وتروضها في نهاية الأمر.



كيف كان التصوير تحت إدارة هاني أبو أسعد؟
- عثرت في هاني (تتفوه باسمه مثل كلمة Honey أي "عسل" بالإنكليزية) (أبو أسعد) على رجل خلوق أدهشني بقدرته الفذة على الجمع بطريقة لم أعرفها في الماضي، بين اللطف والطيبة من ناحية ثم الحصول على ما يريده، أمام الكاميرا وخلفها بالتحديد، مثلما يمكن أن يفعل أي مخرج صارم في تصرفاته وفي مزاجه. وبات الأمر في غاية الصعوبة لأننا كنا نعمل في ظروف مناخية لم ترحمنا، في عز الثلج في مدينة فانكوفر الكندية وضواحيها الجبلية. لكننا وقفنا جميعنا، من ممثلين وتقنيين، وراء هاني (أبو أسعد) وكأننا بمثابة رجل واحد، وذلك بفضل شخصيته الفذة.


(فرازير هاريسون/Getty)


لنعد إلى الوراء بعض الشيء في مشوارك الفني، فلماذا امتنعت عن استغلال رواج "تايتانيك" في حينه والاستمرار في مشوار هوليوودي طويل ومضمون، مفضلة العودة إلى بلدك إنكلترا، علماً أنك كنت قد تحولت إلى نجمة عالمية؟
- لأن السينما مهما كانت غالية علي لا تحتل المكانة الأولى في حياتي، والتمثيل مهنة غريبة تتطلب من صاحبها تغيير هويته مع كل دور جديد يعثر عليه، فهل تتخيل نفسك في جسد شخص مختلف كلما ترددت إلى عملك في الصباح؟ إنه شغل مجانين. أنا أحب بلدي إنكلترا، وأعتز بالإقامة في المنطقة نفسها التي تعيش فيها عائلتي، وأقصد أهلي، غير أني لا أتخيل نفسي أسكن في هوليوود على المدى الطويل، وأعرف أكثر من ممثلة أوروبية خاضت التجربة، وعادت منهارة نفسياً وعصبياً، لأن العمل في الولايات المتحدة مسألة والإقامة المستمرة فيها مسألة ثانية تماماً. أنا لا أرفض البقاء في هوليوود شهراً أو شهرين من أجل التمثيل في فيلم أميركي، لكنني لا أفعل أكثر من ذلك. لقد فضلت إذاً الانتظار حتى هدأت الأمور بعد جنون "تايتانيك" وعدت إلى مقدمة الساحة في أفلام أوروبية وأيضاً أميركية. والواقع أنني خضت مجازفة بما أن الوسط السينمائي ينسى أهله بسرعة وسهولة، لكنني كنت على حق، واستطعت فعل ما أردته وما خططت له بهدوء ومنطق.



أنت فقدت الكثير من وزنك منذ بداية رحلتك الفنية. أليس كذلك؟
- أنت وضعت إصبعك فوق نقطة حساسة جداً، فأنا أتمتع منذ صباي بجسد ممتلئ وكنت مشهورة في المدرسة بلقب "فاتسو" (سمينة)، وهو شيء تسبب في عقدة نفسية كبيرة دامت معي إلى أن اشتهرت في السينما، وانتقمت لاشعورياً ومن دون عمد من زميلاتي التلميذات اللاتي لم يحققن مثل نجاحي في الحياة. ثم اكتشفت مدى تقبل السينما الأوروبية للممثلات الممتلئات، على عكس هوليوود التي تبحث بطريقة شبه دائمة عن فتيات رشيقات يشبهن عارضات الأزياء، فربما تدخّل هذا العنصر في عثوري أساساً على أدوار كثيرة في أوروبا. وسبب فقداني الكثير من وزني يرجع أساساً إلى الريجيم الذي أتبعه منذ أن أنجبت طفلي الثاني، أي منذ 14 سنة، فأنا كسبت وزناً إضافياً كبيراً خلال فترة الحمل وكان لا بد من أن أفقده كلياً، إلا أن الريجيم اتّصف بالفعالية ووجدت نفسي وقد خسرت أكثر من المطلوب، وأنا سعيدة جداً بهذه النتيجة، وبالتالي أستمر في تطبيق الطريقة بالرغم من مرور السنوات.



(ريتش فوري/Getty)


أنت فزت بجائزة أوسكار أفضل ممثلة في هوليوود في العام 2009 عن دورك في الفيلم الدرامي "القارئ"، فماذا فعلت بالتمثال؟
- أنام معه. لا، أنا أمزح، فهو يزين مدخنة بيتي في لندن، والحقيقة أن أولادي يفتخرون بوجوده أكثر مني.

أتذكر قيامك بالدخول في تفاصيل غير مرضية عن مشاركتك في فيلم "هامليت" لكينيث براناه، هل يمكن العودة إلى هذا الموضوع؟
- نعم، بالرغم من أن الحكاية قديمة وتعود إلى ما قبل "تايتانيك" أي إلى حوالي عشرين سنة. كان كينيث براناه قد أسند إلي دور البطولة النسائية في فبلم "هامليت" من إخراجه وبطولته، ثم تصرف معي طوال فترة التصوير مثل الحاكم الطاغي صاحب الكلمة الأولى والأخيرة، ولم يكن علي سوى السكوت والطاعة. لقد عشت تلك الظروف بكثير من الأسى، خصوصاً أن العمل في "هامليت" دام أكثر من ثمانية أشهر متتالية. والآن أعرف أنني لو كنت قد مثلت في "تايتانيك" واشتهرت قبل أن أعمل معه، لما كان براناه قد سمح لنفسه بما فعله بالمرة، وكان احترمني وامتنع عن ممارسة نفوذه وسلطته علي مثلما فعل.



دلالات
المساهمون