إيفا غرين لـ"العربي الجديد": نجوت من فخ جيمس بوند وأنا ضحية وينستين

18 نوفمبر 2017
إيفا غرين في "كانّ" 2017 (روزديانا شارافالو/وايرإيميدج)
+ الخط -
بدأت إيفا غرين تتخصَّصُ في الآثار المصرية قبل أنْ تغويها السينما، وتدفعها إلى الالتحاق بمدرسة للدراما في باريس، ولاحقاً في كل من لندن ونيويورك. وغرين (37 سنة) ممثلة فرنسية ذات جذور سويدية، وهي ابنة النجمة السينمائية، مارلين جوبير، التي عرفت أوج شعبيتها في سبعينيات القرن العشرين.

وقد اكتشفها المخرج الإيطالي، برناردو برتولوتشي، في العام 2002 مانحاً إياها بطولة فيلمه "دريمرز". وفتحت معرفتها للغة الإنكليزية باب العمل في أفلام بريطانية وأميركية، أبرزها "مملكة السماء" للسينمائي ريدلي سكوت، و"كازينو روايال" وهو من أفلام "جيمس بوند"، وتقاسمت فيه غرين البطولة مع دانيال كريغ.

وهناك فيلم "300: ميلاد إمبراطورية" للسينمائي، نوام مورو، الذي تدور أحداثه في زمن الإغريق، وتؤدي غرين فيه شخصية الملكة الشريرة أرتيميزيا التي لا تتردد في التخلص من أقرب المقربين إليها إذا شعرت بأنهم يعترضون طريقها للوصول الى السلطة المطلقة، و"دار ميس بيريغرين للأطفال غير العاديين" لتيم بورتون والذي يعتبر محطة أساسية في مسيرة غرين السينمائية كواحد من أجمل أدوارها على الشاشة.

أحدث أعمال إيفا غرين يحمل عنوان "مأخوذ عن قصة حقيقية" ، من إخراج رومان بولانسكي، وتم عرضه في مهرجان "كانّ" 2017 قبل أن ينزل الآن إلى صالات السينما. وفي مناسبة قيام غرين بالترويج الباريسي لهذا العمل التقتها "العربي الجديد" وحاورتها.

*حدثينا عن فيلمك الجديد "مأخوذ عن قصة حقيقية"؟

الفيلم أخرجه رومان بولانسكي بإيحاء من الرواية التي تحمل العنوان نفسه، والتي كتبتها ديلفين دو فيغان، وهي تحكي كيف يمكن للنجاح أن يؤثر سلبياً على حياة امرأة، خصوصاً إذا كانت هي قد بنته على عمل أدبي يروي سيرة أمها الراحلة في ظروف غامضة ومأساوية.

وتتعرف المرأة إياها إلى أخرى وتفتح لها قلبها وترتبط معها بصداقة قوية إلى أن تترك لها العنان كي تسيطر على حياتها بشكل كلي، الأمر الذي يخلصها من ورطة لتقع في ورطة أخرى. وتتخذ الحبكة نبرة بوليسية من النوع الذي يجيده بولانسكي، بالرغم من أن الفيلم في بدايته يظهر براءة شخصياته النسائية فضلاً عن وجه هذه الشخصيات القاتم، كما سيتضح فيما بعد.

*وما هو دورك؟

أؤدي دور الصديقة الجديدة التي ستقلب حياة المؤلفة رأساً على عقب. وتمثل إيمانويل سينييه شخصية الضحية المزعومة.

*صرحت والدتك مارلين جوبير بأنك عانيت في الماضي من تصرفات المنتج الهوليوودي هارفي وينستين صاحب الفضيحة الأخلاقية التي يدور الحديث عنها حالياً، فما تعليقك على الموضوع؟

تعليقي بسيط جداً وهو أن أمي على حق، ويمكن إضافة اسمي إلى قائمة ضحاياه، أو على الأقل إلى سجل محاولاته المنافية لأبسط القواعد الأخلاقية.

*هناك اعتراضات من قبل حركات نسوية تجاه التكريم الذي يخصصة نادي السينما الباريسي لرومان بولانسكي في الفترة الراهنة مع عرض فيلم "مأخوذ عن قصة حقيقية" وغيره، وذلك بسبب الاتهامات الموجهة ضده منذ سنوات طويلة في شأن عملية اغتصاب وقعت في الولايات المتحدة الأميركية، وتلتها حديثاً سلسلة من الاتهامات الجديدة المماثلة لها إثر ظهور حكاية هارفي وينستين. ما موقفك من الأمر علماً أنك إحدى بطلتي فيلم بولانسكي الجديد؟

أترك رد الفعل لنادي السينما، خصوصاً أن إدارته اتخذت موقفاً واضحاً لا يخلط بين الفنان والرجل. علماً أن الفنان هو الذي يكرمه النادي. وعن نفسي، فلم أواجه أي مشكلة في أثناء عملي تحت إشراف بولانسكي، بل على عكس ذلك عثرت فيه على فنان أصيل، وإنسان خلوق، ذكرني بالمخرج، تيم بورتون، الذي تولى إخراج فيلم "دار ميس بيريغرن للأطفال غير العاديين" من بطولتي.

*أفلامك دولية أكثر مما هي فرنسية بحتة، فكيف استطعت اقتحام هوليوود ولندن بعد باريس؟

أتمتع بميزة لا بأس بها وهي إجادتي اللغة الإنكليزية من دون أدنى لكنة فرنسية، وأنا أبدو بريطانية أو أميركية حسب الحالة بفضل موهبتي تجاه تعلم اللغات واللكنات والتي لا تقل عن موهبتي الدرامية. وطالما أن المخرجين والمنتجين أدركوا هذه النقطة، فهم يعرضون علي الأدوار أكثر مما يفعله أمثالهم في باريس.

*للعودة إلى الوراء في حياتك السينمائية بعض الشيء، كيف كان تصرف النجم دانيال كريغ معك في أثناء تصوير فيلم جيمس بوند "كازينو روايال"؟

العلاقة بيننا كانت مبنية على الاحترام المتبادل، وهي كانت جيدة، إلا أنها لم تتحول إلى صداقة حقيقية في أي وقت، وهذا ما حرص عليه كريغ لسبب لا أعرفه، ولا تهمني معرفته. فهو كان يقضي وقته خارج أوقات التصوير في المزاح وسرد النكات، وكأنه كان يحرص على إضحاكي، الأمر الذي يمنع بطبيعة الحال من الدخول في مناقشات جادة في شأن أمور الحياة.

*هل كان من المهم بالنسبة إليك أن تظهري في فيلم لـ"جيمس بوند"؟

نعم ولا في آن معاً، إلا أن التجربة تبين أنها مجزية في نهاية المطاف، لسبب بسيط يتلخص في تغيير العقليات في الزمن الحالي بالمقارنة مع مثيلاتها في أيام مضت حيث كانت المرأة في أفلام جيمس بوند لا تتعدى كونها قطعة من الديكور الجميل المحيط بالعميل السري بوند، بينما كان يتولى هو وحده مكافحة الأشرار، وإنقاذ العالم منهم قبل أن يستحق الفوز بقلب الحسناء التي طالما عشقته في السر، وانتظرت رضاه عنها.

كان من الضروري علي أن أفلت من مثل هذا الفخ، لأنه لا يؤدي بالممثلة إلا إلى الحصول على أدوار أخرى مشابهة ومبنية على جاذبيتها ولا شيء سواها. لكنني كنت قد شاهدت أفلام جيمس بوند الحديثة العهد، وتأكدت من أن البطلة فيها فعلاً جديرة بهذه التسمية، وصارت تلعب دورها إلى جوار بوند بطريقة موازية لدوره هو في ما يخص حل لغز الحبكة، وعلى سبيل المثال روزاموند بايك وهالي بيري في "الموت في يوم أخر" وصوفي مارسو في "العالم لا يكفي". هكذا وضعت ثقتي في سيناريو فيلم "كازينو روايال" ووافقت على تولي بطولته النسائية، وكنت على حق إذ إن الشخصية النسائية فيه تعدت كل ما سبق إنجازه في الماضي على النحو نفسه، ولم يقل دوري في الفيلم من حيث الأهمية عن دور جيمس بوند بتاتاً وذلك في أي لقطة، من الأول إلى الآخر.




دلالات
المساهمون