"أحلى ناس"... حوار المعجبين

01 نوفمبر 2017
رابعة الزيات (فيسبوك)
+ الخط -
لم تعد برامج المنوعات الحوارية الفنية، تستقطب المشاهد. محاولات واضحة لتكرار نماذج حفظها الناس عن ظهر قلب، أبطالها مجموعة من الفنانين، يتنقلون بين محطة وأخرى، سعياً وراء الأجر الذي تعرضه بعض الفضائيات العربية، فيما يتمنّع هؤلاء أنفسهم عن الظهور في برامج بالمجان.
دون شك، فإن الأزمات العربية والحروب، قللت من نسبة هذه البرامج في السنوات الأخيرة، أولاً بسبب تخفيض الميزانيات الخاصة لهذا النوع من الإنتاج، والاكتفاء ببرنامج واحد طوال أيام السنة، وثانياً ضعف المشاهدات على البرامج نظراً لما تحمله من تكرار بات مملاً.

"أحلى ناس"، برنامج حواري فنّي، للمذيعة اللبنانية، رابعة الزيّات، استمدت الزيات تجربتها في هذه النوعية من الحوارات بعد ست سنوات، من تقديمها لبرنامج "بعدنا مع رابعة"، وكانت تستضيف ضمنه، مجموعة من الفنانين في أمسية تلفزيونية روتينية، لم تحمل أي جديد. مجرد حوارات ساذجة، تطرح قضايا متشعبة، وتستعين ببعض المغنين لترطيب الأجواء، والتخفيف من عبء الحوار، سهرات استهلكت عشرات الضيوف في سنوات، ولم تحرز أي تقدم على صعيد الحوارات، ولا حتى السبق.
منتصف السنة الحالية، حاولت الزيّات الخروج بفكرة فنية، تعيدها إلى شاشة "الجديد" اللبنانية، بعد غياب قارب سنة كاملة، تبلورت الفكرة فتحولت من "بعدنا مع رابعة" إلى "أحلى ناس". ويتم دعوة فنان واحد "ستار" إلى أمسية تلفزيونية لمدة ساعة ونصف الساعة، لإجراء حوار، وأغنيات يمن عليها الضيف من جعبة ماضيه وحاضره.
قدمت الزيّات حلقات، استقبلت فيها راغب علامة وملحم زين من قبل. وفي الموسم الحالي جاءت بميريام فارس، وهاني شاكر، لكنها وقعت في فخ الأسئلة والحوارات والإعداد الذي يعتمد على متصفح "غوغل"، والخروج بأسئلة أكل عليها الدهر وشرب، والاتجاه الواضح في تمجيد الضيف، على قاعدة المبالغة في الإطراء والمديح، وتفادي الأسئلة التي تُسبب الإحراج على الهواء.
دراسة المسائل المطروحة قبل التصوير، كمحاولة لعدم إدلاء الضيف بإجابات غبية، أفقد البرنامج عنصر المفاجأة. فالمشاهد يدرك جيداً أنه ممنوع على رابعة أو الصحافة مناداة المغنية ميريام فارس دون لقب "ملكة المسرح". عبارة أصبحت من الشروط التي لا تقبل فارس المسّ بها، لا بل لا تساوم عليها عند أي اتفاق مع محطة أو إذاعة وحتى صحيفة. وكذلك استنجاد البرنامج بالفنان المصري هاني شاكر، ورغم ما تحمله ذاكرة شاكر، كان الاتجاه تقليدياً لم يخرج عن إطار حوار معجبة بفنان يغازل النساء والعشاق. كل ذلك يأتينا، أمام إخراج أقل ما يُقال عنه أنه يفتقد للدقة، وعدم القيام "ببروفة" تسبق يوم التصوير.
الواضح، أن كلفة برنامج "أحلى ناس" منخفضة جداً، أو تحولت مع الوقت فقط لأجرة الفنانين، وهذا ما أثر على النتيجة العامة لأمسية تلفزيونية فنية حوارية.

المساهمون