إعصار "أوفيليا" يحير العلماء... تعرّف إلى السبب

17 أكتوبر 2017
ضرب "أوفيليا" المملكة المتحدة (مات كاردي/Getty)
+ الخط -
يعد إعصار "أوفيليا" العاشر على التوالي الذي يضرب الولايات المتحدة في الفترة الأخيرة، منذ اشتدت العاصفة "فرانكلين" في 9 أغسطس/آب الماضي، وتحولت إلى إعصار ضرب خليج المكسيك. ولا تكمن أهمية "أوفيليا" فقط في كونه سلسلة من عدة أعاصير يبدو وكأنها لن تنتهي، وهو ما لم يحدث منذ عام 1893، بل في مدى غرابته لأسباب عدة.



أوضح عالم الأرصاد الجوية، فيليب كلوتباك، أن أغرب جزء يتعلق بإعصار "أوفيليا" هو المكان الذي نشأ فيه، في وسط المحيط الأطلسي، إذ في الظروف العادية، ترتفع المياه الدافئة في المحيط إلى الأعلى ويحل مكانها الماء البارد، مما يترتب على ذلك تكاثف بخار الماء فوق المحيط على شكل سحب عاصفة، وهذا يحدث غالبًا في المناطق الاستوائية، نظرًا لارتفاع درجات الحرارة التي تزيد من وتيرة التبخر.




لا يعتبر إعصار أوفيليا أحد الأعاصير التي حطمت الأرقام القياسية من ناحية قوتها، كالأخير الذي دمر منطقة البحر الكاريبي وشرق الولايات المتحدة، على الرغم من أنه الأول من نوعه الذي يضرب الجزر البريطانية، إلا أن مكمن غرابته يرتبط بشدة في مكان نشوئه في المنطقة التي تنتهي عندها العواصف عادة، إذ لا يعتبر المكان النائي في المحيط الأطلسي منطقة استوائية ولا تسمح درجات الحرارة المنخفضة فيه بتشكل الأعاصير، ومن النادر أن تبلغ دورة حياة الإعصار الذي ينشأ بهذه الطريقة فترة تكفي وصوله لليابسة، وعلاوة على ذلك فإن معظم الأعاصير تتطور متجهة نحو القارتين الأميركيتين، الشمالية والجنوبية، وليس نحو أوروبا كما حدث في حالة "أوفيليا".

وتشير النظريات العلمية الشائعة إلى أن إعصار أوفيليا نشأ في البداية من نظام ضغط منخفض مستمر، إلا أنه اكتسب لاحقًا خصائص الأعاصير الاستوائية بسبب الفرق الشديد بين درجة حرارة الجليد في الطبقة العلوية من المحيط، ودرجة حرارة الغلاف الجوي السفلي، مما هيأ الظروف لارتفاع الحرارة في قلب العاصفة تدريجيًا، وازدياد قوتها لتتحول إلى إعصار حقيقي، من المتوقع أن يهدد أيرلندا الأسبوع المقبل، وفقاً لمجلة Popular Science المتخصصة.

(العربي الجديد)

المساهمون