موهوبون ولكن: نجوم تراجعت جماهريتهم لأسباب مختلفة

03 سبتمبر 2016
خالد النبوي (خالد الشاهد/فرانس برس)
+ الخط -
يمتلكون موهبة نادرة لا يختلف عليها اثنان، صنعوا نجوميتهم بما يمتلكون من أدوات حقيقية تؤهلهم للمكانة التي وصلوا إليها، بعيداً عن المجاملات، يؤمن بهم النقاد والمتخصصون وصناع السينما ومحبوها، لكنهم لا يملكون شعبية تجعل أعمالهم جاذبة للجمهور في دور العرض السينمائي.
ساروا بخطى واثقة ومتمكنة في بداية مشوارهم الفني فاقت التوقعات، لكنهم ظلموا موهبتهم وقدراتهم بسبب ندرة أعمالهم، والبعض الآخر أيضاً، ظلموا موهبتهم بالانتشار المربك غير المبرر، التكرار الممل.

فتحي عبد الوهاب

منذ ظهوره الأول على خشبة المسرح، ومنه إلى السينما في منتصف التسعينيات من خلال فيلمي "سارق الفرح"، و"طيور الظلام"، لفت الأنظار إليه لما يتمتع به من قدرة كبيرة على التقمص والأداء ومعايشة الشخصية التي يؤديها بكل جوارحه. وتوقع له النقاد أن يصبح أحد أهم النجوم في مصر، وانتقل عبد الوهاب من عمل سينمائي إلى درامي والعكس، محققا نجاحا ملحوظا في بعض الأعمال، وإخفاقا في الأعمال الأخرى التي أكد البعض أنه أداها من قبيل التواجد على الساحة الفنية. قلة أعماله الفنية انتقصت الكثير من شعبيته، فرغم ما يملكه من موهبة تؤهله ليكون نجم شباك إلا أنه لم يسند إليه دور بطولة بمفرده، في حين من يملكون نصف موهبته أو أقل باتوا نجوم شباك من الدرجة الأولى.

خالد النبوي

على نفس خطى عبد الوهاب سار النبوي، فنان قوي متمكن من أدواته الفنية، يختار أعماله بدقة بالغة بعضها ينجح و البعض الآخر يفشل، ربما لصعوبة التواصل مع الجمهور.
ويعتقد البعض أن غرور النبوي هو ما يجعل الجمهور ينصرف عن أعماله رغم جودتها، غير أن هناك آراء أخرى تؤكد أن قلة أعماله هي السبب في تراجعه أمام فنانين لم يحظوا قط بموهبة تماثل موهبة خالد النبوي.

باسم سمرة

بدأ مشواره الفني في أوائل التسعينيات مع كبار المخرجين أمثال يوسف شاهين، يسري نصر الله ومحمد خان، في أفلام "مرسيدس"، "المدينة" و"باب الشمس"، موهبته النادرة لفتت أنظار كبار صناع السينما الذين آمنوا به وأسندوا له الأدوار الهامة.
سار السمرة بخطى واثقة يحقق نجاحا فنيا، وإن لم يكن جماهيريا، حتى عام 2006، حين قدم دوره المميز في فيلم "عمارة يعقوبيان"، لكن يبدو أن السمرة استعجل الشهرة التي تقاس بتذاكر السينما، وعلى عكس عبد الوهاب والنبوي، اتجه إلى الانتشار السهل من خلال تقديم أفلام تجارية خاوية من الفن والمضمون، لكن الغريب في الأمر أنه عاد مؤخرا، بتقديم أعمال درامية ناجحة أبرزت موهبته التي خبأتها الأفلام التجارية كما في مسلسل "بنت اسمها ذات".


محمد سعد

يمتلك سعد موهبة حقيقية وإمكانات فنية هائلة، جعلت المخرجين يفسحون له مجالا في أعمالهم الفنية، ورغم أنها كانت أدوارا صغيرة إلا أنها تركت تأثيرا عميقا لدى المشاهد. وكانت بدايته في مسلسل مازال النيل يجري، وفيلم الطريق إلى إيلات، تبشر بموهبة تجذب الأنظار، إلى أن قدم شخصية "اللمبي" في فيلم "الناظر"، وحققت نجاحا، استغله سعد في أول بطولة مطلقة له عام 2002 في فيلم يحمل اسم الشخصية "اللمبي"، وبسبب النجاح الهائل للفيلم في دور العرض السينمائي كرر سعد التجربة بنفس الشخصية في فيلم "إللي بالي بالك"، ثم اعتمد تقديم شخصيات مشابهة لـ"اللمبي" في كافة أعمالها السينمائية المتتالية. "الفخ" الذي أوقع سعد نفسه فيه، من خلال تقديم شخصية مستعارة وصوت مستعار واجترار للإفيهات في كل أعماله، جعل الجمهور الذي هلل له في بداية الألفية الثانية وأكسبه نجومية صارخة هو ذاته الذي انصرف عن أعماله بدءا من فيلم "اللمبي 8 جيجا" عام 2010، متهما إياه بالإفلاس الفني، وليخرج سعد من الدور الذي حصر نفسه فيه سنوات، قدم عددا آخر من الأفلام بعيدا عن "اللمبي" لكن بشخصية "غريبة الأطوار" مستوحاة من شخصية "اللمبي" الذي لم يستطع الفكاك منه، كما في أفلام "تتح"، فيفا أطاطا" و"حياتي مبهدلة" ومع ذلك حققت جميعها فشلاً كبيراً، فكان التكرار الذي قضى على موهبته.

مصطفى شعبان

في عام 2002، وأثناء عرض فيلم "مافيا"، حدثت مقارنة بينه وبين بطل الفيلم أحمد السقا، وكانت النتيجة تصب في صالحه، باعتباره مشروع نجم حقيقي متزن ومتمكن من موهبته وأدواته الفنية.
حقق شعبان نجاحا فنيا في الأدوار التي قدمها بعد ذلك في السينما والدراما التلفزيونية، إلى أن تأثر بالفنان نور الشريف في مسلسل "الحاج متولي"، وحاول اقتباس الدور منه وتقديمه في مسلسل "الزوجة الرابعة" عام 2012 الذي لاقى نجاحا جماهيريا، مما دفعه إلى تكرار تلك الشخصية في أعماله التلفزيونية المتتالية، حتى أصبح "أسير" شخصية واحدة مع اختلافات هامشية، دون الوقوف لدقائق والتفكير في موهبته الفنية التي ظلمها.




 
دلالات
المساهمون