مهرجان الموسيقى في النرويج

21 اغسطس 2016
المغنية نينا جيري ضمن فعاليات المهرجان (فرانس برس)
+ الخط -
انطلق مهرجان "أويافيستفيلن" أو مهرجان "أويا" للموسيقى عام 1999. وبالرغم من بداياته المتواضعة؛ فإنّه نما بسرعة كبيرة حتى أصبح واحداً من أكبر المهرجانات في النرويج. وكان يُقام سنوياً في حديقة عامة تسمى "بقايا العصور الوسطى" في وسط العاصمة أوسلو، قبل أن يُنقل حالياً إلى "توين بارك".

أبرز العلامات المميزة لمهرجان "أويا" هو التنظيم الدقيق والالتزام المذهل، فكل فرقة موسيقية تصعد إلى المسرح في وقتها المحدد تماماً، ولا وجود للصفوف والطوابير في أي مكان. الحمامات وفيرة، وتكفي الأعداد الغفيرة القادمة للحديقة، ومنافذ بيع المواد الغذائية تكفي جميع الحاضرين، وتزودهم بمختلف الأطباق المحلية والعضوية النرويجية الشهيرة. 

مهرجان "أويا" من المهرجانات القليلة الملتزمة، فلا مكان لوجود مخالفات سلوكية، والحشد الإسكندنافي المهذب يمزج بين الرجال الذين يضعون لحى "الفايكنغ" الطويلة المستعارة، والنساء الشقراوات اللواتي يرتدين الخوذات الحديدية على طراز "الفايكنغ" أيضاً. ويهتم الآباء بإحضار أطفالهم، فيسمح للصغار بالدخول مجاناً؛ حيث يمرحون في المكان، ويساعدون أيضاً في جمع عبوات المشروبات التي يعاد تدويرها. ولأن المكان يبيع الخمور بأسعار مرتفعة جداً بل ومبالغة؛ فستجد الجميع واعين تماماً، وقلّما تجد مخموراً يفسد بهجة الحاضرين. و"أويا" كلمة تعني "الجزيرة"، ويأتي المسمى من الموقع الأصلي للمهرجان على جزيرة "كالف أويا" المجاورة للمكان الحالي.

نال مهرجان "أويا" العديد من الجوائز البيئية لتركيزه على الطعام العضوي الذي يوفره للحاضرين وبأسعار مناسبة، وكذلك لاهتمامه بجمع المخلفات القابلة للتدوير، والنظافة في المكان بصورة منتظمة وراقية، وكذلك لاستخدام الوقود الحيوي وكفاءة استهلاك الطاقة الحيويّة في إنارة المسارح. وقد أصبحت البروتوكولات الخضراء للمهرجان نموذجاً لمعظم منظمي الفعاليات في جميع أنحاء أوروبا والولايات المتحدة.

تحتوي حديقة المهرجان على عدد من المواقع التي يمكن للزائرين الاستمتاع بها، والتمتع بالسير في الممرات المظللة المشجرة. ومن أهم معالم الحديقة متحف "إدوارد مونش" المتخم باللوحات الصارخة الألوان والمرسومة بيد الفنان، مونش، (1863 -1944) الذي يعد رمزاً يحظى باحترام النرويج. يضم المتحف أكبر مجموعة على مستوى العالم لأعمال مونش؛ بالرغم من أن لوحته الأشهر "الصرخة" معلقة في مكان آخر. وهي اللوحة التي بيعت سنة 2012 بمبلغ 112 مليون دولار. 

المساهمون