نجوم تستخدمهم الشركات لترويج بضائعها المسببة للسمنة

12 يوليو 2016
مغنّي الراب فلو ريدا مروّجاً لمشروب البيبسي (Getty)
+ الخط -
أصبح نجوم موسيقى البوب مُتّهمين، بصورة مباشرة، بإفساد الصحة العامة للأطفال والمراهقين. شعبيَّة هؤلاء المشاهير الجارفة في قطاع الشباب، تجعل شركات المشروبات والحلوى والوجبات السريعة يلجؤون إليهم للترويج لبضائعهم عبر الإعلانات التجارية، وهو ما جعل هؤلاء النجوم هدفاً للدراسات الأكاديمية التي تبحث أسباب بعض الاضطرابات الصحيَّة الناتجة عن السمنة لدى الأطفال والمراهقين! 

مُؤخَّراً، نشرت جامعة نيويورك دراسة حول هذه القضية. الدراسة قام بها فريق من الباحثين، وأشرف على إنجازها، ماري براج، وهي أستاذة مساعد في قسم صحة السكان في مركز لانغون الطبي التابع لجامعة نيويورك. قامت الدراسة بتحليل مدى صحة الطعام والمشروبات التي تم تسويقها عن طريق نجوم الموسيقى، مع مراجعة عشرات الإعلانات التي تم نشرها على مدى 14 عاماً. وقد ثبت أن تلك الإعلانات تؤدي بالفعل إلى الإفراط في تناول الطعام، وأنّ صناعة المواد الغذائية تنفق سنويا 1,8 مليار دولار للتسويق الموجه للشباب فقط. ولأن مشكلة السمنة الزائدة في الطفولة والمراهقة من أزمات الصحة العامة؛ فإن الهدف من الدراسة يكمن في تنمية الوعي حول كيفية استخدام الشركات لشعبية المشاهير في ترويج منتجاتها غير الصحية. حيث يتم استغلال شعبيَّة هؤلاء النجوم، والاستفادة من مكانتهم العالية لدى هؤلاء الشباب من أجل التسويق، وخصوصاً نجوم كرة القدم ومشاهير التمثيل والمطربين العالميين.

ولتحديد نجوم الغناء الأكثر شعبية؛ قامت الدراسة بمراجعة قائمة المائة أغنية الأكثر شعبية في الفترة من 2013 إلى 2014، وأيضا مراجعة شعبية النجوم وجاذبيتهم التسويقية وسط المراهقين من خلال استعراض نتائج اختيارات المراهقين للفائزين بجوائز مقدمة من شركات المواد الغذائية والمشروبات غير الكحولية. ثم فهرس الباحثون كل تشجيع دعائي خلال الفترة بين 2000 و 2014 في قاعدة بيانات الإعلانات التي تحتوي على كل أشكال الإعلانات، بما في ذلك التلفزيون والمجلات والإذاعة، وكذلك موقع "يوتيوب" والمصادر الإعلامية، كما تمَّ رصد تفضيلات ومشاركات المشاهير في حفلات برعاية منتج معين.

أظهرت النتائج أن 65 من أصل 163 نجم بوب، من الذين قامت عليهم الدراسة، كانوا مرتبطين بـ 57 منتجاً من مختلف أنواع الأغذية والمشروبات. وكان الطعام والمشروبات غير الكحوليّة، يُمثّلان ثاني أكبر شريحة مُفضّلة بعد السلع الاستهلاكيّة الأخرى. ولتقييم القيمة الغذائيّة لتلك المنتجات الغذائية، حلّل الباحثون المعلومات الموجودة على عبوات المواد التي تم الترويج لها، وتبيَّن أن حوالي 81% من تلك المنتجات هي فقيرة غذائياً، وسيئة على صعيد المعايير الصحيّة، وتؤدّي إلى السمنة.

ووفقا لمعهد أبحاث الطب؛ تنفق تلك الشركات ما يقارب الملياري دولار سنويّاً على الإعلانات التي تستهدف الأطفال والمراهقين. ويشاهد الأطفال الأميركيون نحو 4700 إعلان سنويّاً، بينما يشاهد المراهقون 5900 إعلان سنويّاً، وكانت هناك مشاهدات على اليوتيوب لتلك الإعلانات عن الأغذية والمشروبات بلغت 313 مليون مشاهدة. وارتبط ذلك كله بالاستهلاك المفرط لتلك المواد الغذائية.

تسويق الطعام والمشروبات، تمّ تحديده في علم النفس والدراسات الوبائيّة، كأحد أسباب البدانة في مرحلة الطفولة. وفي عام 2012، كان ثُلث الأطفال والمراهقين مُصابين بالسمنة المفرطة أو زيادة الوزن، وذلك وفقاً لدراسة أخرى صادرة من مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة، وكذلك من مراكز خدمات الصحة العامة في أميركا. 

الغريب، هو أن معظم الموسيقيين المحددين الذين قدموا تلك الإعلانات، التي تروج للمشروبات السكرية والوجبات السريعة والحلويات، ثم خضعوا للدراسة، أيدوا الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة، كما أن أحدهم استحسن طعاماً طبيعيًاً حين اختار الفستق كأفضل طعام صحي.


المساهمون