الحرب الأميركية على الجزائر..من الدراما إلى مواقع التواصل والسياسيين

ويصور المسلسل الجزائر، بلداً غير آمن، ومعقلاً للجماعات الإرهابية، التي نفذت عملاً أودى بحياة معظم الإدارة الأميركية، باستثناء ناج وحيد، يصير رئيساً للبلاد، ويؤدي دوره ممثل الحركة الشهير، كيفر ساترلاند، بطل سلسلة 24.


ولأن المفاوضات بين الولايات المتحدة والحكومة الجزائرية لتسليم قائد المجموعة، ماجد ناصر، الملقب بـ"الصقر"، انتهت بنفي الرئيس الجزائري وجودَ "الصقر" في الجزائر، توّجت الحلقة الرابعة من المسلسل ذروتها الدرامية، بشن حرب على الجزائر لاستهداف مقر الجماعة المسلحة.


بدورهم، شن الجزائريون حرباً على المسلسل في وسائل التواصل الاجتماعي، فدشنوا وسم #هوليود_تستهدف_الجزاير، وتناقلوا مشهد إعلان الحرب على الجزائر، معبرين عن رفضهم في تشويه سمعة بلادهم، وذهب البعض إلى اتهام المسلسل بالعمل على تنفيذ أجندات مرتبطة بالسياسة الأميركية. في حين قلل آخرون من شأن ما جاء في المسلسل، معتبرين أنه لا يعدو قصة خيالية غرضها الترفيه، وأن لا مبرر لهذه المخاوف.

لكن دائرة الحرب اتسعت لتنتقل من وسائل التواصل الاجتماعي، إلى الإعلام، فوصفت "قناة النهار" أعمال هوليوود بـ"مبادرات واستراتيجيات تطبخ في البيت الأبيض". وتساءلت قناة "دزاير تيفي"، عن خلفية هذا الإنتاج وعلاقته بمواقف الجزائر التي كثيرا ما تزعج أقوى دولة في العالم"، منتقدة "صمت" وزارة الثقافة على الموضوع.

غير أن وزارة الثقافة لم تصمت طويلاً بهذا الشأن، حيث قال وزير الثقافة الجزائري، عزالدين ميهوبي، في تصريح صحافي، يوم السبت الماضي: "إنّ وزارته ستتابع القضية وستتأكد من صحة هذا الفيديو الذي انتشر في الشبكة العنكبوتية". واعداً "أنّه إذا ثبت صحة ما جاء في المسلسل، فإنّ الوزارة ستصدر بيان شجب ضد هذا العمل".

وفي محاولة لإخماد هذه الحرب الافتراضية، غرّدت السفيرة الأميركية في الجزائر، جوان بولاشيك، يوم أمس الثلاثاء، معبرة عن أسفها لانزعاج الناس من المسلسل، ومؤكدة أنه محض خيال، وأن الولايات المتحدة تثمن الجزائر، وتنظر إليها كصديق وشريك جيد.