الأمراض تضرب موسم البطاطا في إدلب والمزارعون يلجؤون للبذور المستوردة

03 اغسطس 2024
مزرعة بطاطا في ريف إدلب (العربي الجديد)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **إدخال أصناف بطاطا جديدة في إدلب**: أدخل مزارعو إدلب أصناف بطاطا مستوردة خالية من الأمراض الفيروسية، مما زاد الإنتاجية وقلل الخسائر الناتجة عن مرض اللفحة المتأخرة.

- **مقارنة بين البذار المحلي والمستورد**: المهندس الزراعي جمعة لولة أوضح أن خسائر المزارعين المعتمدين على البذار المحلي كانت بين 60-70%، بينما البذار المستورد أعطى إنتاجية أعلى بكثير.

- **تحديات وإمكانيات تحسين الإنتاج**: الدكتور المدرس في كلية الزراعة بجامعة شام أشار إلى أن زراعة البذار المستورد في بيوت شبكية يمكن أن يحسن الإنتاج المحلي ويقلل من الأمراض الفيروسية.

أدخل مزارعو إدلب، شمال غربي سورية، أصناف بطاطا جديدة مستوردة وخالية من الأمراض الفيروسية وتناسب طبيعة المنطقة مواسمها، بعد خسائر كبيرة في حقول البطاطا المزروعة بالبذار المحلي نتيجة تعرضها لمرض يدعى اللفحة المتأخرة الوبائي. حيث أظهر بذار الصنف الجديد زيادة في الإنتاج وخلوه من الأمراض الفيروسية وتحمله الكبير لمرض اللفحة المتأخرة التي كانت سبباً رئيساً في خسارة الكثير من المزارعين في المنطقة. وقال المزارع أسعد الفلاحة من مدنية بنش شرق إدلب، أثناء حضوره يوماً حقلياً عن البطاطا أقامته شركة تسنيم الزراعية في قرية تلعادة بريف إدلب الشمالي بغية التعريف بالأنواع المستوردة والوقوف على التحديات التي تواجه المزارعين والعمل على تفاديها بحضور مزارعين ومهندسين زراعين وتجار في سوق الهال، إنه رش محصوله من البطاطا أكثر من ثماني مرات بالمبيدات الفطرية من أجل القضاء على مرض اللفحة المتأخرة من دون جدوى، حيث قلت الإنتاجية وزادت التكلفة وارتفعت معها الخسائر الكبيرة.

وأضاف أنه وصل إلى مرحلة فقدان السيطرة أمام الأوبئة الحقلية التي أصابت محصوله من البطاطا من دون أن يتمكن من مكافحتها، وخاصة بعد أن انتشر المرض بشكل وبائي لا سيما في بعض المناطق كعفرين وجنديرس وإدلب، التي بلغت فيها خسارة أحد المزارعين مساحة مزروعة بالبطاطا المحلية تجاوزت أربعين هكتاراً إلى حد خسارة المحصول بالكامل، ولذا يرى فلاحة أنه أصبح من الضروري أن تكون هنالك حلول سريعة والانتقال لزراعة أصناف جديدة أكثر إنتاجية وأقل خسائر وتكلفة.

وللحديث عن الفرق بين البذار المحلي والمستورد من البطاطا، قال المهندس الزراعي جمعة لولة، لـ"لعربي الجديد، إن خسائر المزارعين المعتمدين على البذار المحلي من البطاطا كانت بين 60-70%، حيث يقدر متوسط إنتاجية الهكتار المزروع عادةً بحدود 50 طناً، غير أن الإنتاجية بلغت بالنسبة للمزارعين المعتمدين على البذار المحلي هذا العام بـ 5-15 طن للهكتار الواحد، بينما الإنتاجية بلغت لدى المزارعين المعتمدين على البذار المستورد بين 50-60 طناً للهكتار الواحد.

وأشار إلى جملة من التحديات التي واجهت المزارعين هذا الموسم، أهمها الظروف المناخية الاستثنائية " فالأمطار كانت غزيرة هذا العام ودرجة الحرارة مرتفعة نهاراً ومنخفضة ليلاً ولفترة تجاوزت ثلاثة أيام، ما أدى إلى انتشار مرض اللفحة المتأخرة وهو من الأمراض الفطرية التي تستطيع القضاء على الموسم بأكمله خلال مدة قصيرة لا تتجاوز 48 ساعة، خاصة أنها ترافقت مع وجود مبيدات فطرية ذات فاعلية ضعيفة في الأسواق المحلية".

وأوضح أن انتشار المرض كان وبائيا في مناطق مثل إدلب وعفرين وجنديرس، وكانت الخسائر كارثية، حيث بدأ الوباء بالظهور في موجة أولى في أواخر شهر مارس/آذار من هذا العام وفي بداية شهر إبريل/نيسان في موجة ثانية، وتجاوزت الأضرار 50%، خصوصاً بالنسبة للمزارعين المعتمدين على البذار المحلي الذي كان مخزناً في البرادات السنة الماضية وزُرع في الشهر الأول من هذا العام. وهذه الأصناف تحديداً هي أكثر قابليةً للإصابة بهذا المرض مقارنةً بالأصناف المستوردة.

من جانبه، قال الدكتور المدرس في كلية الزراعة في جامعة شام، شمالي حلب، إن "مناطقنا لا تصلح لإنتاج بذار البطاطا بسبب وجود انتشار كبير للحشرات الثاقبة والماصة، وهي ناقل للأمراض الفيروسية، ومجرد وجود نبات مصاب بالحشرات الثاقبة الماصّة ستنتقل العدوى إلى بقية النباتات، وهو ما ينعكس بشكل تلقائي على الإنتاجية التي تنخفض بشكل مضاعف عن الأصناف الأخرى المستوردة من الدول الأوروبية".

وأكد لـ"العربي الجديد" أنه ورغم ارتفاع أسعار البذار الأوروبي المستورد حيث تكون تكلفة الهكتار بحدود 1500 دولار، مقارنة بـ500-700 دولار للهتكار المزروع بالبذار المحلي، فإن العامل المحدد هو فرق الإنتاجية وخلو البذار المستورد من الأمراض الفيروسية.

وبيّن أنه بالإمكان إنتاج بذار بطاطا محسن في مناطقنا، وذلك في حالة واحدة وهي ضمن بيوت شبكية، وهذه البيوت تمنع دخول الحشرات الثاقبة والماصة وبالتالي يمكن الحصول على بذار خالٍ من الأمراض الفيروسية، ورغم أن هذه الطريقة مكلفة وبحاجة لرأسمال وأعمال زراعية فنية متخصصة، فإنها تبقى أرخص بكثير من البذار المستورد.

وتابع أنه يمكن للمزارع أن يوفر التكلفة عليه حين يأخذ كمية محددة من البذار المستورد ويزرعها وناتج هذا البذار يزرعه محلياً للعروة التالية وبذلك يضمن خلو الموسم من الأمراض الفيروسية قدر الإمكان، ولفت إلى وجود أنواع متعددة من البذار المستورد، أهمها وهو يأتي في المرتبة الأولى ما يسمى سوبرايليت SE، ثم الإيليت E وهو أقل درجة، يليه الكلاس أي A، والنوع الأخير تمكن فقط زراعته وبيع إنتاجه للمستهلك ولا يصلح ناتج هذا البذار للبيع، وبالتالي يتطلب الأمر مزيداً من الخبرة لدى المزارع والفني المشرف على المشروع.

المساهمون