استياء من استفحال الغلاء في الشمال السوري خلال رمضان

27 مارس 2023
تشهد المنطقة ارتفاعاً في أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية بنسب متفاوتة (فرانس برس)
+ الخط -

تواصل المواد الغذائية والاستهلاكية في مناطق سيطرة المعارضة السورية، شمال غربي سورية، تسجيل ارتفاع في أسعارها بالتزامن مع الأيام الأولى في شهر رمضان، حيث شهدت المنطقة ارتفاعا في أسعار المواد بنسب متفاوتة، في ظل ضعف واضح للاستجابة الإنسانية من قبل المنظمات الإنسانية في المنطقة.

وقال فريق "منسقو استجابة سورية"، في بيانٍ له يوم الاثنين، إن أسعار الغذاء ارتفعت بنسبة 38.6%، والحبوب 32.3%، والقمح 22.8%، والزيوت النباتية 33%، فيما ارتفعت أسعار الألبان 24.4%، والسكر 33.15%، واللحوم بأنواعها 57%، والخضر والفاكهة 55%.

وأشار الفريق إلى أن هناك عجزا واضحا في عمليات الاستجابة الإنسانية من قبل المنظمات المحلية بالتزامن مع ارتفاع الأسعار بشكل جنوني، وخاصة مع مقارنة شهر رمضان الحالي بالعام الماضي وانخفاض بنسبة 47% عن العام السابق، لافتاً إلى أن المنطقة شهدت تراجعاً واضحاً في عمليات الاستجابة الإنسانية للمتضررين من الزلزال بنسبة 35% مقارنة مع بداية مارس/آذار الجاري.

وشدد الفريق على أن الأوضاع الحالية تحتاج إلى زيادة الرقابة على أسعار المواد بشكل عام في المنطقة، وتحسين الأوضاع الإنسانية للمدنيين في المنطقة، من خلال زيادة نسبة الاستجابة الإنسانية الفعالة وخاصة في الشهر الحالي، خاصة أن الآلاف من العائلات لم تعد قادرة على تأمين وجبة طعام واحدة يومياً.

وطالب "منسقو الاستجابة" المنظمات الإنسانية العاملة في المنطقة بزيادة مشاريع التغذية في شهر رمضان والعمل على شمولها كافة المناطق بغية تحقيق استقرار فعلي للمدنيين عموماً والنازحين ضمن المخيمات بشكل خاص.

من جانبه، يرى أسعد عمر البيك، وهو من سكان مدينة إدلب، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "الوضع المعيشي أصبح سيئاً جداً في المحافظة، لا سيما مع قدوم شهر رمضان المبارك، وغلاء جميع أسعار المواد الغذائية وغير الغذائية الضرورية لكل منزل في هذا الشهر الفضيل".

وحول عمليات الاستجابة الإنسانية للسكان، أوضح البيك أن "هناك عائلات فقيرة جداً ليس لديها قوت يوم ولا تحصل مطلقاً على المساعدات الإنسانية لأنها تقطن داخل منزل"، مشيراً إلى أن "المئات من أرباب العائلات باتوا بلا فرص عمل بسبب ارتفاع نسبة البطالة، وهم بالأصل معدمو الحال، وإيجار العمل الذي يعملون به لا يكفي سوى لبعض الحاجيات الأساسية اليومية".

وأشار البيك إلى أنه "لا يوجد لا رقيب ولا حسيب من السلطات المحلية، الأسعار ارتفعت بنحو 50%، وذلك فقط خلال الأيام الأولى من شهر رمضان. أنا متأكد أن هناك العشرات من العائلات لا تشتري المنكهات الرمضانية من عصائر وسوس وجلاب وتمر وغيرها".

بدوره، قال عبد الغني أبو يونس لـ"العربي الجديد": "أنا أعيش في مخيمات دير حسان شمالي محافظة إدلب منذ 5 سنوات، في رمضان الحالي، نشهد ارتفاع أسعار حاد، كافة المواد الغذائية ارتفع سعرها بمقدار الضعف عن العام الماضي".

ولفت أبو يونس إلى أنه "في شهر رمضان، ونظراً لخصوصية الشهر، نحاول أن ننوع المائدة الرمضانيّة، لكننا في الوقت الحالي نقتصد لأدنى حد ممكن"، مشيراً إلى أن "وجبة الإفطار اليوم بالحدّ الأدنى من دون حساب الخبز تكلّف ما يزيد عن 75 ليرة تركية، وهذا مبلغ كبير، نعتمد على السلة الغذائية والمأكولات الأرخص سعراً في الوقت الحالي".

وبين أبو يونس: "حاليا عملي شبه متوقف بعد الزلزال، والضغوطات المعيشية كبيرة بسبب ارتفاع الأسعار، نرجو أن تتحسن الأحوال. المشكلة التي نلاحظها أن هناك استغلال واضح من قبل التجار بعد حلول شهر رمضان، فقد اختلفت الأسعار بشكل واضح مع حلول الشهر من دون أي مسببات أو مبررات".

المساهمون