كشف نوري بالروين رئيس المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا عن تعرض الاقتصاد الليبى لخسائر يومية تقدر بنحو 140 مليون دولار بسبب اغلاق حقول النفط في ظل الأوضاع الأمنية غير المستقرة. ويعتصم مسلحون منذ نهاية تموز/يوليو 2013 في الموانئ الاربعة التي تبعد نحو 200 كلم شرق بنغازي لرفضهم طريقة بيع الحكومة الليبية النفط للشركات الأجنبية المتعاقدة معها، ويعتبرون أن فساداً يطال عمليات بيع النفط.
واضطرت حكومة علي زيدان إلى سحب 7 مليارات دولار من الاحتياطي النقدي من اجل سداد الدين العام بعدما تكبد الاقتصاد الليبي خسائر كبيرة بسبب اغلاق حقول (الزويتينة والسدرة والبريقة وراس لانوف). وتعتمد الحكومة بالأساس على الريع النفطي في دعم الإنفاق الاستهلاكي.
وحسب تقرير حديث للمؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا فإن حجم الانتاج النفطي الآن يراوح ما بين 200 و300 ألف برميل يومياً تنتجها مصفاة الزاوية ومليتة غرب طرابلس ومنصتان بحريتان لكن إنتاجهما بالكاد يكفي الاستهلاك المحلي من وقود البنزين والوقود الثقيل بعدما كانت معدلات الانتاج قبل اغلاقها تصل الى 1.6 مليون برميل.
وعن استمرار إغلاق ال حقول وتأثير ذلك المتزايد في الموازنة العامة، أوضح رئيس الوزراء علي زيدان في تصريحات سابقة أن حكومته اتاحت فرصة لإنهاء الاعتصام بشكل سلمي وبالطرق الاجتماعية "لكن الأمر سيكون له حد، وفي نقطة زمنية ما ستقوم الدولة بدورها، وفي ذلك الوقت ينبغي أن يعذرنا الجميع في ما نقوم به لأننا لا نستطيع أن نترك الدولة ومصير الشعب في مهب الريح".
وسبق أن قامت عدة سفارات أجنبية في ليبيا بإصدار بيانات صح فية تبدي فيها قلقها من استمرار إغلاق المصالح النفطية وتدعم الحكومة الليبية في اتخاذ الإجراءات الضرورية لإنهاء الاحتجاجات العمالية التى كلفت الشركات العالمية وليبيا مبالغ طائلة.
وقال وزير الاقتصاد الليبي مصطفى أبو فناس إن الوزارة تقود جهوداً متسارعة من اجل حل مشكلة وقف انتاج النفط مع خلق مصادر جديدة مساندة للاقتصاد.
أما التأثيرات الاقتصادية المحتملة بسبب تكرر إغلاق الحقول والموانئ النفطية، فيقول احمد بو لسين رئيس قسم الاقتصاد في جامعة طرابلس ومدير مركز ايوا للدراسات، إن خسائر وقف بيع النفط لها أضرار غير مباشرة على المدى البعيد، لا سيما أن انخفاض الإنتاج النفطي الخام يعني أن ليبيا تخسر مكانتها في سوق النفط العالمي.
وتعد عضوية ليبيا مهمة في منظمة الدول الـ 12 المصدرة للبترول (أوبك) وتبلغ احتياطاتها 46 مليار برميل، ما يجعلها في صدارة الدول الأفريقية في النفط الخام.
ويدرّ النفط الليبى نحو 94% من عائداتها من النقد الأجنبي و60% من العائدات الحكومية.
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
