فما هي شركة هواوي، وكم تبلغ حصتها من السوق العالمية للهواتف الذكية؟
تعتبر هواوي الصينية، من بين أضخم الشركات التكنولوجية في العالم، كما تعد من الأسرع نمواً، خاصة خلال مطلع العام الحالي. تأسست هواوي في عام 1987 في شينزهن الصينية، وهي واحدة من أبرز شركات صناعة التكنولوجيا في الصين، وواحدة من أكثر العلامات التجارية التكنولوجية شهرة في العالم.
تقول الشركة إنها توظف أكثر من 180 ألف شخص في 170 دولة، وتبيع أجهزتها في كل مكان من أوروبا وآسيا إلى الشرق الأوسط وأفريقيا وأميركا اللاتينية. وتوفر Huawei أيضًا معدات البنية الأساسية التي تشكل العمود الفقري للإنترنت في جميع أنحاء العالم.
وهي معدات البنية التحتية التي تريد إدارة ترامب إبعادها عن الولايات المتحدة. الخوف، وفقًا لمسؤولي الإدارة والبنتاغون، هو من أن الصين ستكون قادرة على إجبار هواوي على استخدام معداتها للتجسس أو تعطيل الاتصالات الأميركية، خلال الحرب التجارية القائمة بين عملاقي الاقتصاد.
باعتبارها واحدة من أكبر الشركات في العالم التي تقدم مثل هذه المعدات الأساسية، تتمتع هواوي، وفق "ياهو بزنس" بموقع فريد يمكنها من الاستفادة من المجموعة العالمية لتقنيات 5G اللاسلكية. ولكن نظرًا لأن الولايات المتحدة لا تستخدم هواوي، فسيتعين عليها بدلاً من ذلك الاعتماد على شركات، مثل نوكيا وإريكسون، تنتج أيضًا معدات 5G.
وتشير البيانات إلى أن هذه الشركة طرحت في السوق في الربع الأول من العام 2019، حوالي 52.1 مليون هاتف.هذا العدد، رفعها إلى المرتبة الثانية عالمياً من بين العلامات التجارية لشركات الهواتف الذكية، بعدما سبقت شركة آبل الأميركية التي طرحت 42 مليون هاتف في الربع الأول انخفاضاً بنسبة 20% عن 2018.
وبقيت سامسونغ الكورية الجنوبية في المرتبة الأولى من خلال طرحها 72 مليون هاتف في الربع الأول من العام الحالي، بانخفاض نسبته 8 % عن الربع الأول من 2018.
ومن بين الشركات العشر الأوائل في العالم، احتلت الشركة الصينية المرتبة الأولى دولياً في ما يتعلق بنمو عدد الهواتف المطروحة في السوق، والذي يوازي 50% تقريباً ما بين الربع الأول من 2018 والفترة المماثلة من 2019، وذلك وفق بيانات شركة "كونتربوينت" الإحصائية التي طرحتها في مطلع مايو/ أيار الحالي.
وفق البيانات ذاتها، انخفضت حصة سامسونغ من السوق العالمية للهواتف الذكية من 22% في الربع الأول من 2018، إلى 21%، خلال الفترة المماثلة من 2019. فيما ارتفعت حصة هواوي من 11% إلى 17%، وتراجعت حصة آبل من 14% إلى 12 %.
هذا النمو الكبير لشركة هواوي حصل خلال 4 سنوات فقط. فقد كانت الشركة لا تمتلك سوى 5 في المائة من سوق الهواتف الذكية العالمية في العام 2015، في مقابل 18 في المائة لآبل و24 في المائة لسامسونغ.
لندخل أكثر في التفاصيل، فقد أعلن الرئيس التنفيذي تيم كوك لشركة آبل أخيراً أن "الطلب على آيفون آخذ في التراجع، ويرجع ذلك في الغالب إلى الصين".
وتعتبر السوق الصينية من الأكبر دولياً، نسبة لعدد السكان وكذا مواكبتهم للتطورات التكنولوجية المتسارعة. وتسيطر هواوي على أعلى حصة من هذه السوق، بنسبة وصلت إلى 29 % في الربع الأول من 2018، مقارنة بـ21% في الفترة المماثلة من العام الماضي.
إلا أن شركة آبل الأميركية، وكذا سامسونغ الكورية الجنوبية لا تظهران في العلامات التجارية الأربع الأوائل في هذه السوق، إذ يأتي بعد هواوي، كل من الشركات التالية: xoxo، وoppo وXiaomi، لتلحقها في المرتبة الخامسة شركة آبل، بحيث تستحوذ على 7% فقط من السوق في الربع الأول من العام الحالي، انخفاضاً من نسبة 13% في الربع الأول من 2018. وفي المرتبة السادسة تأتي سامسونغ بحصة 1% من السوق الصينية، وهي نسبة لم تتغير بين الربع الأول في العامَين 2019 و2018.
وتأتي هواوي في المرتبة الثانية بنسبة 26% بقفزة كبرى عن النسبة المحققة في الربع الأول من 2018، التي كانت 15%، بعدما أزاحت شركة آبل التي انخفضت حصتها من 23% إلى 21% بين الربع الأول من عامَي 2018 و2019.
وكانت الأبحاث تتوقع أن ترتفع حصة هواوي أكثر في الأسواق العالمية، بعدما أطلقت يوم 25 فبراير/ شباط الماضي جهاز Mate X البالغة تكلفته 2600 دولار، وهو هاتف ذكي قابل للطي يمكن توسيعه إلى جهاز لوحي بحجم 8 بوصات عند طيه بالكامل.
على الرغم من أنه من غير المتوقع أن يكون لجهاز Mate X جاذبية في السوق بسبب سعره، يقول المحللون لموقع "فوربس" إنه لا يزال بإمكانه مساعدة هواوي في الحصول على المزيد من الحصص في الصين على حساب آبل. وذلك لأن الصينيين الأثرياء مثل رجال الأعمال المحليين يفقدون اهتمامهم بالعلامة الأميركية، مع ضعف اهتمامهم بهواتف آبل التي تزيد قيمتها عن ألف دولار، والتي تعتبر الآن أنها تفتقر إلى الابتكار.