6 ملايين أميركي مهددون بالطرد من منازلهم

22 اغسطس 2021
توزيع وجبات الطعام المجانية على فقراء حي بروكلين في نيويورك (Getty)
+ الخط -

في الوقت الذي تبدو فيه الإدارة الأميركية وكأنها نجحت بامتياز في التعامل مع أزمة وباء كوفيد-19 وتبعاتها السلبية على الاقتصاد والمواطن، ما زال التفاوت الكبير بين أغنياء البلاد وفقرائها يطلّ بوجهه القبيح، لنرى عشرات الأثرياء يحتفلون بإضافة عدة مليارات من الدولارات إلى ثرواتهم، بينما يكافح ملايين آخرون لتوفير بضع مئات من الدولارات لدفع الإيجارات وتجنب الطرد من مساكنهم.

وبعد أن تمكنت الإدارة الحالية، بمساعدة لا يمكن إنكارها من الإدارة السابقة، من إحياء الاقتصاد الأميركي وإخراجه من الركود الذي ضربه العام الماضي، في أعقاب صدمة تسببت في تراجع الطلب والعرض في أغلب قطاعات الاقتصاد، وفقدان أكثر من 20 مليون شخص وظائفهم، وخسارة مؤشرات الأسهم أكثر من ثلث قيمتها، لا تبدو الصورة في الداخل إيجابية على النحو الذي تعكسه أهم المؤشرات الاقتصادية حالياً، خاصة فيما يخص الطبقات الأفقر والفئات الأضعف، في بلدٍ شديد التنوع والتفاوت والأنانية.

ومؤخرا، رفع مجلس النواب جلساته ليبدأ عطلة تستمر لعدة أسابيع من دون تجديد الحظر الفيدرالي لعمليات الإخلاء للمتأخرين عن دفع إيجارات مساكنهم، والذي بدأ قبل 11 شهراً وانتهى بنهاية يوليو/تموز الماضي.

أكثر من 7 ملايين عائلة أميركية تواجه كابوس الطرد من المنازل بسبب عدم القدرة على دفع قيمة الإيجارات، مما استدعى تدخلا نادرا من بايدن والكونغرس والمحكمة الدستورية العليا

لكن الأزمة التي عاشها أكثر من 7 ملايين عائلة أميركية ومواجهة كابوس الطرد من المنازل بسبب عدم القدرة على دفع قيمة الإيجارات، استدعت تدخلا نادرا من الكونغرس والمحكمة الدستورية العليا، ومركز مكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC)، بل ومن الرئيس جو بايدن شخصيا.

ورغم دعوة الرئيس جو بايدن،، الكونغرس مؤخرا إلى تجديد الحظر، بعد أن نصحت المحكمة الدستورية العليا قبل شهر تقريبا بالحصول على موافقة المشرعين قبل تجديده، متعهداً بعدم التمديد مرة أخرى، فشلت جهود قادة الحزب الديمقراطي في مجلس النواب في اللحظات الأخيرة في حشد الأصوات المطلوبة قبل التصويت، بعد اعتراض النائب الجمهوري باتريك ماكهنري عليه، معتبراً إياه "غير دستوري".

ومع احتدام أزمة انتشار الوباء خلال الصيف الماضي، أقر الكونغرس العديد من الإجراءات لحماية المستأجرين غير القادرين على دفع إيجارات مساكنهم، كان من بينها حظر طرد المستأجرين حال تأخرهم أو عجزهم عن الدفع.

ووافق الكونغرس على الإجراء الذي اقترحه مركز مكافحة الأمراض المعدية CDC لوقف انتشار الفيروس، وعارضته جماعات الضغط التابعة للملاك، قبل أن يمدده المركز في ثلاث مناسبات لاحقة.

ووجهت إدارة بايدن مجهوداتها في الأيام الأخيرة نحو تقديم مساعدات مباشرة للمستأجرين لمساعدتهم على دفع الإيجارات المتراكمة عليهم.

وبعد تأكيد نانسي بيلوسي، رئيسة مجلس النواب، أن من أصل 46.5 مليار دولار تم تخصيصها للتخفيف عن غير القادرين على دفع إيجارات مساكنهم، لم يتم صرف إلا ثلاثة مليارات دولار منها للمستأجرين، طلب بايدن من الحكومات المحلية في الولايات اتخاذ كافة الخطوات المطلوبة للإسراع في صرف بقية المبلغ، خاصة مع انتهاء مهلة حظر الطرد.

واتخذت حكومات بعض الولايات قرارات منفردة فيما يتعلق بمد الحظر، مثل نيويورك التي قررت مده لمدة شهر، وكاليفورنيا التي مدته شهرين، ونيفادا التي مدته لمن تقدموا بالفعل للحصول على إعانات الإيجارات الحكومية.

وعلى نحو متصل، طلبت إدارة بايدن من الوكالات الحكومية تمديد الحظر الخاص بها على عمليات الإخلاء، والتي انتهت أيضًا في 31 يوليو/تموز.

اتخذت حكومات بعض الولايات قرارات منفردة فيما يتعلق بمد الحظر، مثل نيويورك التي قررت مده شهر، وكاليفورنيا شهرين، ونيفادا مدته لمن تقدموا بالفعل للحصول على إعانات الإيجارات الحكومية

ومؤخرا، وسعت الوكالات، بما فيها وزارة الإسكان والتنمية الحضرية الأميركية ووكالة تمويل الإسكان الفيدرالية، إجراءات الحماية من الإخلاء، وحظرته لمن يعيشون في عقارات مؤمّنة اتحادياً.

وحالياً، توجد عدة برامج لمساعدة المستأجرين لدى وزارة الخزانة، والتحالف الوطني لإسكان منخفضي الدخل، والمؤتمر الوطني للإسكان.

وأظهر مسحٌ دوري تقوم به إحدى الإدارات التابعة للحكومة الفيدرالية أن أكثر من 3 ملايين مستأجر قالوا، مطلع الشهر الماضي، إنهم معرضون للطرد من مساكنهم خلال الشهرين القادمين. بينما أشار ما يقرب من 5 ملايين مستأجر إلى أنهم لن يتمكنوا على الأرجح من دفع إيجار أغسطس/آب الجاري.

ولا يتساوى المستأجرون في الولايات المختلفة أمام خطر التعرض للطرد، حيث توجد بعض الولايات التي يعد ساكنوها الأكثر عرضة له، مثل ساوث كارولينا وميسيسبي وجورجيا ونيوجيرسي وألاباما، وفقاً لتقرير أعدته شركة بيانات التخطيط الحضري Urban Footprint.

وأظهرت أبحاث الشركة أيضاً أن المستأجرين من السود معرضون لخطر الإخلاء بأكثر من الضعف، مقارنة بالمستأجرين البيض، وأن ما يقرب من 25% من السكان المعرضين للخطر من السود، و11% من البيض.

وبصفة عامة، تأخر ما يقرب من 16% من إجمالي المستأجرين في الولايات المتحدة عن دفع الإيجارات المستحقة عليهم، وهي نسبة تعد أعلى من ضعف النسبة التي ظهرت خلال مسح 2017، وهو العام الذي شهد آخر إجراء للمسح عن المتأخرين في سداد الإيجارات قبل ظهور الفيروس في الأراضي الأميركية.

المساهمون