وقال الناطق باسم الحكومة الفلسطينية إبراهيم ملحم خلال مؤتمر صحافي، ان وزارة المالية لن تتردد بالإعلان عندما تتوفر أي إمكانية لدفع المرتبات.
ولم يعلن ملحم عن موعد صرف رواتب الموظفين مع العلم أن المرتبات للموظفين الحكوميين لم تصرف حتى اللحظة هذا الشهر بسبب عدم استلام أموال المقاصة من الاحتلال الإسرائيلي، بسبب وقف التنسيق الأمني.
وأكد أن الفلسطينيين يخوضون معركة "وفي المعركة يسقط ضحايا" ووجه حديثه إلى الموظفين قائلاً: "أنتم شركاء في هذه المعركة، شركاء في المغانم والمغارم".
وقال ملحم إن هذه المعركة مختلفة وهي معركة الدفاع عن الوجود، مضيفاً أن "الرئيس محمود عباس وهو يعلن باسم القيادة الفلسطينية اتخاذ الإجراءات الصارمة بقطع العلاقات مع إسرائيل بكافة المجالات كان يعلم أننا سنتحمل أكلاف هذا الموقف السياسي الوطني الجريء، وكان لا بد من اتخاذ هكذا مواقف، نعلم أن هناك وعوداً كثيرة وتهديدات بالعواقب التي يمكن أن تترتب على الرفض الفلسطيني لصفقة القرن".
وأضاف أن موضوع الأموال يتعلق بالمقاصة، والخزينة لم تستقبل الإيرادات التي تأتي من المقاصة بسبب الموقف السياسي، فالاحتلال أراد ابتزاز الفلسطينيين بالموقف السياسي بدفع الأموال، "بأن نوقع ويلتقطوا الصور للقاءات ويكسروا الموقف الوطني بعدم التنسيق ووقف العلاقات مع الإسرائيليين"، مؤكداً أن القيادة الفلسطينية ترفض الخضوع للابتزاز.
وفي إجابة على سؤال لـ"العربي الجديد" حول انتظار الحكومة الفلسطينية لوعود من جهات ما، قال ملحم إن "الاتصالات مع جميع الأشقاء والأصدقاء ترمي الى كبح جماح الاندفاعة الإسرائيلية التي تستبد بها شهوة الضم"، مشيراً إلى اجتماع غداً لوزراء خارجية دول أوروبية مع وزير الخارجية الأميركي حول خطة الضم الإسرائيلية.
وأضاف ملحم، أن الحكومة الفلسطينية طلبت اجتماعات لمجلس الأمن والأمم المتحدة وأنها تتواصل وجميع الهيئات الدولية والحقوقية لكي تستجيب للحقوق الفلسطينية وتنزع من إسرائيل التوجهات والنوايا للضم التي من شأنها أن تقوض ليس فقط المشروع الوطني بل أسس السلام في المنطقة.
وقال إنه "عندما أعلن الرئيس عباس قطع العلاقات مع إسرائيل والولايات المتحدة أراد أن يدفع بالأمور لجهة المحاكمة الدولية، ما نقوم به دعوة العالم بإلزام إسرائيل بالقرارات الدولية وقرارات الشرعية الدولية التي تؤمن إقامة الدولة الفلسطينية".
في شأن آخر، أعلن ملحم عن بدء عودة العالقين الفلسطينيين في دول العالم ابتداء من الحادي والعشرين من الشهر الجاري بدفعة أولى من مصر، حيث يبلغ عدد العالقين هناك قرابة 1600 فلسطيني، سيتم نقلهم عبر الطائرات المصرية.
وقال إنه قد تم الاتفاق مع الأردن لإجلاء العالقين في كل دول العالم بالطائرات الملكية الأردنية، حيث سجل قرابة 6500 فلسطيني حول العالم عبر السفارات الفلسطينية للعودة، وتم رفع تلك الأسماء للحكومة الأردنية لتتخذ الإجراءات اللازمة لضمان الإجلاء الآمن والسريع، حيث سيعودون من المطار إلى معبر الكرامة مباشرة بدون فترة للحجر المنزلي في الأردن، وسيتم اتخاذ إجراءات صحية على المعبر، بحيث يحول المصابون إلى الحجر الصحي وغير المصابين إلى الحجر المنزلي.
وعبر ملحم عن اعتذاره لتأخر عودة العالقين من الخارج، قائلاً: "لأن الأمر خارج عن إرادتنا ولا نمتلك القدرة على الترتيبات قبل هذا الوقت لأن الأمور كانت تتعلق بالإجراءات المتخذة في دول الجوار".