الخلافات الروسية السعودية على حالها قبيل اجتماع أوبك+

09 ابريل 2020
مخاوف من استمرار النزاع النفطي (Getty)
+ الخط -

قال مصدر روسي وآخر بأوبك، اليوم الخميس، إن السعودية وروسيا ما زالتا بحاجة لتسوية خلافات بشأن خطط تخفيضات كبيرة لإنتاج النفط العالمي، قبل ساعات من بدء محادثات بين أوبك وروسيا وآخرين بشأن مساعٍ لدعم الأسعار.

وقال المصدر الروسي لـ"رويترز": "لست متأكداً من الكيفية التي ستسوي بها روسيا والسعودية خلافاتهما اليوم، قد تستمر جميعها". وشرح مصدران روسيان أن الحد الأقصى لخفض إنتاج النفط الروسي بموجب أي اتفاق عالمي بشأن الإمدادات سيبلغ مليوني برميل يوميا. 

وتعقد الدول الكبرى المنتجة للنفط وفي طليعتها دول أوبك اجتماعا الخميس عبر الفيديو، بحثاً عن اتفاق على خفض الإنتاج، بهدف دعم الأسعار التي انهارت مع تفشي فيروس كورونا المستجد.

ورأى المسؤول في شركة "راشتاد إينرجي" بيورنار تونهاوغن، أن هذا المؤتمر الطارئ المقرر عقده في الساعة 14,00 بتوقيت غرينتش سيكون حاسماً، معتبرا أنه "الأمل الوحيد للسوق من أجل تفادي انهيار تام للأسعار ووقف للإنتاج" في بعض المواقع.

ودعت السعودية التي بادرت إلى تنظيم الاجتماع بدعم من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إلى "اتفاق عادل يعيد التوازن المنشود للأسواق البترولية". وستبحث بلدان منظمة الدول المصدرة للنفط وشركاؤها في "أوبك بلاس" خفضا كبيرا للإنتاج العالمي للنفط، وهو سلاحها الرئيسي في مواجهة تدني الطلب العالمي على الذهب الأسود.

وسادت توقعات أن هناك توافقا على اقتطاع عشرة ملايين برميل في اليوم من الإنتاج المشترك، ما سيمثل 10% من الإنتاج العالمي، وهو رقم طرحه ترامب في تغريدة الخميس الماضي، غير أن نسب تقاسم هذا الخفض بين الدول ستكون مسألة شائكة.

وأوضح المحلل لدى شركة "سيب" بيارني شيلدروب أن السعودية وروسيا كانتا "في غاية الوضوح"، بتأكيدهما أنهما ستخفضان إنتاجهما "فقط إذا انضمت إليهما دول أخرى من كبار منتجي النفط".

وتدفع الولايات المتحدة، المنتج الأول للنفط في العالم، في اتجاه اتفاق يخفف الضغط عن قطاعها، إذ إن تكلفة النفط الصخري المستخرج في هذا البلد مرتفعة ولا يعود إنتاجه مربحا مع مستوى الأسعار الحالي.

وبعدما كانت الشركات الأميركية تستخرج حتى الآن كميات قياسية من النفط، بدأ إنتاجها يتراجع مع انهيار الأسعار، فبلغ الأسبوع الماضي 12,4 مليون برميل في اليوم بالمقارنة بـ13 مليون برميل قبل أسابيع قليلة. ومن المتوقع ألا يتخطى 11,8 مليون برميل في اليوم كمعدل سنوي، وفق آخر تقديرات صدرت عن الوكالة الأميركية للمعلومات حول الطاقة.

وترغم قدرات تخزين الخام، التي تكاد تصل إلى أقصى حد لها، الدول المنتجة على الحد من إنتاجها. ورأى المحلل لدى شركة "أواندا" كريغ إيرلام أنه "إن كان مثل هذا الاتفاق لمصلحة الجميع، فهذا لا يعني حكما أنه سيتم التوصل إليه".

وخلافا لدول أخرى، لا يمكن لواشنطن إملاء قرارات على منتجي النفط الأميركيين، في ظل القوانين حول المنافسة التي تمنع الشركات من التنسيق في ما بينها.

ويبقى الاجتماع رهن الخلافات التي غالبا ما تقوم بين موسكو والرياض، وأدى آخرها في عطلة نهاية الأسبوع الماضي إلى إرجاء موعد الاجتماع الذي كان مقررا أساسا الإثنين الماضي. ويعتبر الاجتماع الذي تقرر في مهلة قياسية استثنائيا على أكثر من صعيد.

فالدعوة إليه تخطت بكثير الدائرة الاعتيادية وشملت ما لا يقل عن عشر دول من خارج إطار "أوبك بلاس" من بينها الولايات المتحدة، وفق ما ذكرته وكالة أنباء "تاس" الروسية.

كما أنه يعقد في وقت تواجه الصناعة النفطية العالمية "صدمة غير مسبوقة في تاريخها"، بحسب تعبير الوكالة الدولية للطاقة الإثنين. ويسود العالم وضع غير مسبوق نتيجة التدابير البالغة الشدة المفروضة على حركة الأشخاص والبضائع سعيا لاحتواء فيروس كورونا المستجد، ما سيؤدي إلى فائض نفطي في السوق قد يصل إلى 25 مليون برميل في اليوم في نيسان/إبريل، بحسب "رايشتاد إينرجي".

وإزاء التراجع الهائل في الطلب، وصلت أسعار النفطين المرجعيين برنت الأوروبي وغرب تكساس الوسيط الأميركي الأسبوع الماضي إلى مستويات غير مسبوقة منذ 2002 مسجلة أسوأ فصل في تاريخها.

وأخيرا، يعقد المؤتمر عبر دائرة الفيديو في ظل الأزمة الصحية الحادة، وليس في مقر أوبك في فيينا كالعادة. وسيليه الجمعة اجتماع ثانٍ حول الموضوع ذاته دعت إليه السعودية أيضا، يشارك فيه هذه المرة وزراء الطاقة من دول مجموعة العشرين.

المساهمون