أسعار النفط تهبط 4% بعد تجنب إسرائيل استهداف منشآت الطاقة الإيرانية

28 أكتوبر 2024
توقعات بمزيد من انخفاض أسعار النفط مع هدوء التوترات، حقل بارس الجنوبي 23 أغسطس 2016(Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- شهدت أسعار النفط انخفاضًا كبيرًا بعد الضربات الإسرائيلية المحدودة على إيران، مما أدى إلى تهدئة التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط وتراجع علاوة المخاطر الجيوسياسية.
- المحللون يشيرون إلى أن الأسواق تراقب عن كثب أي رد فعل إيراني محتمل، حيث أن التوترات المتراجعة أو محادثات السلام قد تؤدي إلى انخفاض الأسعار إلى 60 دولارًا للبرميل.
- توقعات المؤسسات المالية الكبرى تشير إلى استقرار أسعار النفط بين 70 و85 دولارًا للبرميل بحلول 2025، مع استمرار أوبك+ في سياستها الإنتاجية دون تغيير.

هبطت أسعار النفط أكثر من ثلاثة دولارات للبرميل اليوم الاثنين، بعدما تجنبت الضربة التي وجهتها إسرائيل لإيران في مطلع الأسبوع المنشآت النفطية والنووية في طهران ولم تتسبب في تعطيل إمدادات الطاقة، الأمر الذي خفف التوتر الجيوسياسي في الشرق الأوسط.

وسجلت العقود الآجلة لخام برنت وخام غرب تكساس الوسيط الأميركي أدنى مستوياتها منذ الأول من أكتوبر/تشرين الأول عند الفتح. وبحلول الساعة 05.14 بتوقيت غرينتش، بلغ سعر خام برنت 72.59 دولارا، بانخفاض 3.46 دولارات أو 4.6% للبرميل. وانخفض سعر خام غرب تكساس الوسيط 3.37 دولارات أو 4.7% إلى 68.541 دولارا للبرميل. وصعد الخامان القياسيان 4% الأسبوع الماضي، في تعاملات متقلبة مع تأثر الأسواق بحالة الضبابية بشأن حجم رد إسرائيل على الهجوم الصاروخي الإيراني في الأول من أكتوبر/ تشرين الأول والانتخابات الأميركية الشهر المقبل.

ونفذت عشرات الطائرات الحربية الإسرائيلية ثلاث موجات من الضربات قبل فجر السبت، استهدفت مصانع صواريخ ومواقع أخرى بالقرب من طهران وفي غرب إيران، في أحدث تبادل للقصف في الصراع المتصاعد بين البلدين. 

أسعار النفط تترقب الرد الإيراني

وأفاد محللون بتراجع علاوة المخاطر الجيوسياسية التي زادت من أسعار النفط تحسبا للهجوم الإسرائيلي. وقال سول كافونيك، محلل الطاقة في إم.إس.تي ماركي، وفقا لوكالة رويترز، إن "الطبيعة المحدودة للضربات، بما في ذلك تجنب البنية التحتية للنفط، عززت الآمال في مسار لخفض التصعيد، وهو ما أدى إلى انخفاض علاوة المخاطرة بضعة دولارات للبرميل". وأضاف "ستراقب السوق عن كثب تأكيدا على أن إيران لن تشن هجوما مضادا في الأسابيع المقبلة، وهو ما قد يؤدي إلى ارتفاع علاوة المخاطرة مرة أخرى".

وقال هاري تشيلينجويريان، مدير إدارة الأبحاث في أونيكس، على موقع لينكدإن: "يمكن للسوق أن تتنفس الصعداء؛ فقد انكشف المجهول المعروف المتمثل في الرد الإسرائيلي النهائي على إيران". وأضاف أن " إسرائيل شنت هجومها بعد مغادرة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، ولم يكن بوسع الإدارة الأميركية أن تأمل في نتيجة أفضل مع اقتراب موعد الانتخابات الأميركية بعد أقل من أسبوعين".

بينما أوضح ستيفن إينيس المحلل في "إس بي آي أسيت مانجمينت" SPI Asset Management، أن "الضربة التي نفذتها إسرائيل والتي تجنبت مواقع الطاقة بعناية، خففت المخاوف من نشوب صراع واسع النطاق مع إيران". وأضاف أن رد إيران "قلل من تأثير الهجوم" وهو ما قلّص المخاطر الجيوسياسية، وقال وفقا لوكالة فرانس برس: "إذا استمرت التوترات في التراجع أو اكتسبت محادثات السلام زخما غير متوقع (في الشرق الأوسط)، فقد نرى انخفاض أسعار النفط إلى 60 دولارا للبرميل. يمكن أن نرى عودة المتداولين الى التركيز على تخمة المعروض" في مواجهة تباطؤ الطلب ولا سيما من جانب الصين.

وأبقى غولدمان ساكس، الخميس، على توقعاته لأسعار النفط من دون تغيير عند مستوى يراوح بين 70 و85 دولاراً لبرميل خام برنت في 2025، وتوقع أن يكون تأثير أي تحفيز في الصين متواضعاً مقارنة بعوامل أكبر مثل إمدادات النفط من الشرق الأوسط. وقال بنك أوف أميركا في مذكرة، الجمعة، إنه يتوقع أن يبلغ متوسط سعر خام برنت 75 دولاراً للبرميل في 2025.

وكانت منظمة البلدان المصدرة للبترول وحلفاؤها، المعروفة باسم أوبك+، قد أبقت في أكتوبر/ تشرين الأول على سياستها لإنتاج النفط دون تغيير بما في ذلك خطة لبدء زيادة الإنتاج اعتبارا من ديسمبر/ كانون الأول. وستجتمع اللجنة الوزارية المشتركة للمجموعة في الأول من ديسمبر/ كانون الأول قبيل اجتماع أوبك+ بكامل هيئتها.

من جانبه، دعا رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني، الأحد، إلى أهمية التعاون والشراكة بين العراق ومجموعة دول أوبك+ للحفاظ على استقرار وتوازن أسواق النفط العالمية. وشدد السوداني خلال إجتماعه مع نائب رئيس الحكومة وزير النفط خيان عبد الغني ووكيل الوزارة علي معارج، "على أهمية الشراكة مع الدول المنتجة للنفط في مجموعة أوبك بلس بهدف الحفاظ على استقرار وتوازن أسواق النفط العالمية"، حسب بيان للحكومة العراقية.

كما شدد على ضرورة "التزام العراق بما تم الإتفاق عليه في إطار المجموعة، بما في ذلك التخفيضات الطوعية والتعويض عن الزيادة في الإنتاج وفق الجدول المحدّث الذي قدمته وزارة النفط إلى منظمة البلدان المنتجة للنفط/ أوبك".

(رويترز، فرانس برس، العربي الجديد)

المساهمون