حراك الجزائر لا يهدد سياحة تونس

17 مارس 2019
تونس تتوقع وصول تسعة ملايين سائح خلال 2019(الأناضول)
+ الخط -

 

لم تتوقف حركة السياحة بين تونس والجزائر، بالرغم من الحراك الذي تشهده الجزائر، حيث واصل السياح التدفق عبر الحدود الغربية براً، بذات الوتيرة السابقة، بينما يتوقع مسؤولون تونسيون زيادة أعداد الوافدين خلال الفترة القادمة تزامنا مع العطل المدرسية لفصل الربيع.

وأقلق الحراك في الجزائر، الكثير من العاملين في القطاع السياحي بتونس، لاسيما أن الوافدين من الجارة الغربية ساهموا بشكل كبير في السنوات الأخيرة في دعم السياحة التونسية بعد تعرضها لضربات إثر تراجع الوافدين من أوروبا بعد هجمات إرهابية استهدفت منتجعات ومناطق أثرية في 2015.

وقال الناطق الرسمي باسم الجمارك التونسية، العميد هيثم زناد لـ"العربي الجديد" إن عدد الجزائرين الوافدين في الفترة من 15 فبراير/شباط الماضي حتى منتصف مارس/آذار، بلغ 127.9 ألف شخص، مؤكدا أن مصالح الجمارك لم تسجل أي تراجع في عدد الوافدين الجزائريين، مقارنة بذات الفترة من العام الماضي 2018، وكل المعابر الحدودية على الشريط الغربي تسير بشكل عادي.

وتتصدر تونس قائمة أفضل الوجهات السياحية بالنسبة إلى الجزائريين، قبل تركيا ودبي. ويفضل أغلب الجزائريين قضاء عطلة رأس السنة والعطل المدرسية فيها.

وفي عطلة رأس السنة الميلادية ارتفع تدفق الجزائريين إلى تونس ليتجاوز عددهم خلال هذه المناسبة أكثر من نصف مليون شخص، وفق أرقام شرطة الحدود الجزائرية الصادرة مطلع يناير/كانون الثاني الماضي.

وينتظر أن يبلغ عدد السياح الجزائريين في تونس نحو 4 ملايين شخص خلال العام الجاري 2019، وفق تصريحات أخيرة لوزير السياحة التونسي، روني الطرابلسي، مشيرا إلى أن عددهم بلغ خلال الأشهر العشرة الأولى من العام الماضي نحو 2.3 مليون سائح.

ويخلق الإقبال على الوجهة التونسية حركة واسعة في النزل (الفنادق)، ويساهم في تنشيط إيجارات الشقق المفروشة وحركة الأسواق والمطاعم، لاسيما في المدن الحدودية الغربية التي تعاني من ضعف التنمية والحركة التجارية والاقتصادية.

وقال رئيس جامعة (جمعية) الفنادق والنزل خالد الفخفاخ، إن الطلب الجزائري على الحجوزات في النزل لم يتراجع، متوقعا تزايد تدفق السياح المغاربيين في الأسابيع القادمة تزامنا مع عطل المدارس الربيعية.

وأضاف الفخفاخ في تصريح لـ"العربي الجديد" أن الجزائريين يتميزون بالإنفاق العالي، بما يفوق معدلات بعض الأسواق الأوروبية.

وكان عاما 2015 و2016 الأكثر سوءاً في تاريخ السياحة التونسية بفعل التراجع الحاد للإيرادات وتقهقر نسبة الوافدين بأكثر من 35%، إذ لم تتجاوز إيرادات القطاع سنة 2015 المليار دولار مقابل 1.5 مليار دولار في 2014. وبلغ عدد الوافدين حينها 5.3 ملايين سائح مقابل 7.1 ملايين عام 2014.

وفي المواسم العجاف التي مرت بها السياحة التونسية عقب الضربات الإرهابية لمتحف باردو ومنتجع "الانبريال" السياحي بمدينة سوسة (جنوب) في 2015، كان السياح الجزائريون طوق النجاة للقطاع، ما أسهم في إنقاذ الموسم السياحي، بعد أن هجر السياح الأوروبيون النزل وألغى أكبر متعهدي الرحلات الأوروبيين تونس من برامجهم السنوية.

وفي 2016، كشفت أرقام رسمية لوزارة السياحة عن توافد 1.8 مليون جزائري إلى تونس، من جملة 5.3 ملايين سائح، وفي 2017 زاد عددهم بنسبة 59.8 في المائة.

وأظهرت بيانات صادرة عن البنك المركزي التونسي في يناير/كانون الثاني الماضي، أن إيرادات السياحة قفزت إلى 1.36 مليار دولار عام 2018 بزيادة 45 في المائة عن 2017، وذلك مع وصول عدد قياسي من الزائرين بلغ 8.3 ملايين.

وتتوقع تونس أن يصل عدد السائحين إلى تسعة ملايين لأول مرة في عام 2019، وتمثل السياحة ثمانية في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للدولة.

 

المساهمون