الغموض يكتنف اجتماع "أوبك" وسط خلافات بين منتجي النفط

05 ديسمبر 2018
محطة وقود في أميركا (Getty)
+ الخط -



وسط حالة غموض في مواقف الدول النفطية المنتجة وتعقيدات عديدة في المشهد السياسي، تعقد منظمة "أوبك" اجتماعها يوم الخميس في فيينا لبحث خفض الإنتاج وإخراج أسعار النفط من دورة الانهيار السريع الذي تعيشه منذ أواخر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، حيث خسرت 30% من قيمتها.

وقالت أربعة مصادر لرويترز أمس الثلاثاء، إن منظمة "أوبك" وحلفاءها يسعون إلى اتفاق لخفض إنتاج النفط بما لا يقل عن 1.3 مليون برميل يومياً، مضيفين أن مقاومة روسيا لخفض إنتاجي كبير هي العقبة الرئيسية حتى الآن. 

وتجتمع أوبك غدا الخميس في فيينا ثم تجري محادثات مع حلفاء مثل روسيا يوم الجمعة وسط تراجع في أسعار النفط ناتج من ضعف في أداء الاقتصاد العالمي وبواعث قلق من تخمة في المعروض النفطي جراء زيادة الإنتاج الأميركي.

وأشارت السعودية، أكبر منتج في المنظمة، إلى الحاجة لتخفيضات عميقة في الإنتاج بدءاً من يناير/كانون الثاني، لكنها تتعرض لضغوط من الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي يرغب في بقاء أسعار النفط منخفضة للمساعدة في دعم الاقتصاد العالمي.

وقد تتسب أزمة مقتل الصحافي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في إسطنبول في أكتوبر/تشرين الأول في تعقيد أي قرار لمنظمة "أوبك". ويدعم ترامب ولي العهد السعودي محمد بن سلمان رغم الدعوات الصادرة عن كثير من السياسيين الأميركيين لفرض عقوبات صارمة على الرياض ومعاقبة ولي العهد.

وقالت ثلاثة من منظمة البلدان المصدرة للبترول ومصدر من خارجها، إن الاجتماع يُعقد في وضع صعب، وإن موقف روسيا سيكون مهما للتوصل إلى اتفاق. وأكد أحد المصادر من أوبك "روسيا تبدي تمنعاً".


وأشارت مصادر روسية إلى أن موسكو قد تساهم بنحو 140 ألف برميل يومياً في الخفض، لكن أوبك التي تهمين عليها دول خليجية تصر على أن تخفض موسكو الإنتاج بما بين 250 ألفا و300 ألف برميل يومياً.

وقال مصدران في أوبك إن المحادثات الجارية تركز على خفض بنسب متساوية يدور بين 3 و3.5% من مستويات الإنتاج المسجلة في أكتوبر/تشرين الأول، دون استثناءات لأي عضو.

وقال أحد المصادر "لحين تلبية تلك المعايير، فإن أوبك قد تكابد هبوطاً في أسعار النفط لفترة إذا اختارت تأجيل قرار الخفض لمدة شهر أو شهرين".

وأضاف المصدر "بمقدور أوبك دوماً الاجتماع مجدداً في فبراير/شباط المقبل، واتخاذ قرار بشأن الخفض حينها. غير القادرين على التعاون أو غير الراغبين فيه سيكونون راغبين في الخفض وقتها".

ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الرسمية عن وزير النفط الإيراني، بيجن زنغنه، قوله اليوم الأربعاء إن إيران لن تناقش حصتها الإنتاجية في أوبك ما دامت تحت العقوبات.

وقال زنغنه متحدثا قبيل اجتماع لمنظمة البلدان المصدرة للبترول "ما دامت إيران تحت العقوبات، فإن حصة الجمهورية الإسلامية في أوبك لن تكون موضع نقاش مع أي أحد."

وأعلنت قطر يوم الاثنين إنها انسحبت من أوبك للتركيز على الغاز، مما قد يقوض جهود السعودية التي تسعى لإظهار وحدة الصف في معالجة انخفاض أسعار النفط.

وكان الرئيس فلاديمير بوتين قد اتفق مع ولي العهد السعودي بن سلمان على خفض الإنتاج، لكنه لم يحدد حصة نفطية معينة للخفض.

ويسعى بوتين لكسب ود بن سلمان في لحظات الضعف التي تمر بها علاقات الرياض وواشنطن. لكن مصادر روسية سبق أن ذكرت أن الشركات الروسية لا ترغب في خفض الإنتاج في الظروف الحالية التي تراهن فيها على كسب السوق الصيني على حساب أرامكو.

(العربي الجديد، رويترز)
المساهمون