فقبل دخولك المدينة بخمسة كيلومترات تجد على جانبي الطريق مساحات شاسعة مزروعة بنبات الحناء، وبحسب أهالي المدينة لـ"العربي الجديد" فإن المساحة المزروعة تقدر بحوالي 7 آلاف فدان.
وتشتهر المدينة منذ عام 1967 بزراعة هذا النبات مرتين كل عام، وتبلغ إنتاجية الفدان الواحد نحو طنين سنوياً، وتعتمد آلاف الأسر على العائد منها في تدبير أمور حياتها اليومية.
ويقول مدير أحد مطاحن الحناء بالمدينة، أحمد عبدالعظيم، إن مصر بدأت زراعة نبات الحناء منذ القدم، لكنه ازدهر بشكل كبير منذ نهاية الستينيات من القرن الماضي.
ويشير إلى أن المدينة تضم حالياً عدداً من تجار الجملة والمطاحن حتى باتت مقصدا لكل مشتر للحناء، وغزت أسواق الخليج العربي ودول أوروبا وكافة دول العالم.
وتعتبر المملكة العربية السعودية وألمانيا أكبر الدول المستوردة للحناء المصري، ويلفت عبدالعظيم إلى أن المستوردين يضعون شروطا في المنتج النهائي بأن يكون نقياً من دون أي إضافات وعالي الجودة.
وعن مراحل الإنتاج يوضح عبد العظيم، "تبدأ بالزراعة حيث هناك تنسيق كبير بين مزارعي الرديسية وتجار الجملة، من خلال تمويل التاجر لزراعة محصول الحناء، ويزرع الحناء في مساحات شاسعة، وتستغرق مدة زراعته حوالى 6 أشهر حتى يتم حصاد المحصول، لتبدأ عملية التجفيف وتستغرق من أربعة إلى عشرة أيام ثم الطحن والتعبئة".
وحول أهم الاستخدامات للحناء يقول عبد العظيم إنه يستخدم في مستحضرات التجميل والأدوية، وكذلك في الطب البديل، مشيرا إلى أن حطب الحناء تصنع منه السلال والفواصل والمظلات التي تستخدم في القرى السياحية، وتجري عملية تصنيع هذه المنتجات في ورش متخصصة.
وعن المشاكل التي تواجههم، يؤكد عبد العظيم أن ارتفاع أسعار الأسمدة الزراعية وقلة العمالة أبرز المعوقات التي تواجه عملية الإنتاج، مطالبا الحكومة بدعم الأسمدة المصروفة لمزارعي محصول الحناء أسوة بمزارعي قصب السكر.