دواء الأردن يستهدف أسواق العراق المتعطشة للاستيراد

04 نوفمبر 2024
ضعف الإنتاج المحلي للدواء في العراق (حسين فالح/فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تسعى الصناعات الدوائية الأردنية لتعزيز وجودها في السوق العراقية، حيث تواجه العراق تحديات في تصنيع الأدوية منذ 2003. وقد تم بحث سبل التعاون بين الأردن والعراق لتحقيق متطلبات دخول الدواء الأردني للسوق العراقية.

- يستورد العراق أدوية بأكثر من 3 مليارات دولار سنوياً، مع اعتماد على الاستيراد والإنتاج المحلي الذي يغطي 70% من الحاجة. تسعى الحكومة لتنظيم الإنتاج والاستيراد عبر قانون هيئة الغذاء والدواء.

- يعاني العراق من أزمة تمويل تهدد الخدمات الطبية، مع دعوات لتعزيز الرقابة على الحدود ومنح إعفاءات جمركية للمواد الخام لدعم الصناعة الدوائية المحلية.

 

تسعى الصناعات الدوائية الأردنية إلى الانفتاح على الأسواق العراقية، التي تعتبر مستهلكاً كبيراً للمنتجات الدوائية في ظل ضعف الإنتاج الوطني العراقي من الصناعات الدوائية.
يواجه العراق منذ الغزو الأميركي للبلاد عام 2003، تعثراً كبيراً في قطاع تصنيع الأدوية والعقاقير الطبية، بعد خروج عدد كبير من المصانع والمعامل الدوائية عن الخدمة في السنوات التي أعقبت الغزو، بعد أن كانت البلاد تتمتع بإنتاج مختلف الصناعات الدوائية منذ عام 1958.
الأسبوع الماضي، ذكر بيان لغرفة صناعة الأردن، أن ممثل قطاع الصناعات العلاجية في الأردن، فادي الأطرش، بحث مع الملحق الصحي الأردني في العراق، سليمان عمارين، العمل على تعزيز التعاون بين الأردن والعراق في مجال الصناعات العلاجية واللوازم الطبية، وبحسب بيان، يحقق الدواء الأردني كل المتطلبات اللازمة لدخول السوق العراقية.
ووفقاً لتصريحات رسمية حكومية، يستورد العراق سنوياً أدوية ومواد طبية بأكثر من 3 مليارات دولار من دول وجهات مختلفة، ودعا بهذا الصدد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، السبت الماضي، للتوجه إلى إنشاء المصانع والمعامل الدوائية، معتبراً أن رقم 3 مليارات دولار سنوياً لاستيراد الأدوية بأنه "غير منطقي".
المتحدث باسم نقابة الصيادلة في العراق، أسامة هادي حميد، قال إن الأدوية والمستلزمات الطبية يتم توفيرها في العراق بطريقتين، الأولى تتعلق بالقطاع العام المتمثل بالاستيراد الدوائي من قبل وزارة الصحة، والطريقة الثانية متمثلة باستيراد القطاع الخاص من الشركات والمذاخر الدوائية.

يضيف حميد، لـ"العربي الجديد"، أن ما يستورده العراق من منتجات دوائية عن طريق تعاقدات وزارة الصحة، أو استيراد القطاع الخاص مع الإنتاج المحلي يغطي حاجة البلد من الأدوية والمستلزمات الطبية، ولا يمكن الاستغناء عن إحداهما حالياً.
وبيّن حميد أنه "ما زال الحديث عن مرحلة الاكتفاء مبكراً"، موضحاً أن "إنتاج القطاع الدوائي الخاص يغطي نحو 70% من حاجة السوق، مقارنة بالقطاع الحكومي الذي يوفر أقل من ذلك في الوقت الحالي، بحسب الإحصائيات الأخيرة".
وأشار حميد إلى أن هنالك شركات ومستحضرات ذات سمعة قوية ورصانة عالية أثبتت كفاءتها من حيث الجودة والرصانة العلمية وهذا ينطبق على كثير من الشركات ومنها الشركات الأردنية.
 

توطين الصناعة الدوائية

من جانبه، كشف مستشار رئيس الوزراء لشؤون الصناعة وتطوير القطاع الخاص وتوطين الصناعة الدوائية، حمودي اللامي، عن أن إصدار قانون هيئة الغذاء والدواء العراقية وصل إلى المراحل النهائية، وأن هذا القانون سينظم إنتاج الدواء واستيراده في العراق.
وأضاف اللامي أن العراق بدأ بالعمل على إصدار قانون هيئة الغذاء والدواء العراقية بمتابعة من رئيس الوزراء، حيث شكلت لجنة برئاسته وعضوية عدد من وكلاء الوزارات المعنية والقانون وتم تدقيقه من قبل مجلس الدولة والآن في المراحل النهائية.

اقتصاد عربي
التحديثات الحية

وأوضح أن هذا القانون سينظم إنتاج الدواء واستيراده وستكون كل الجهات المعنية بالدواء تحت مظلة واحدة، وهي هيئة الغذاء والدواء، والتي تتولى عمليات التسجيل والرقابة الدوائية والمصانع الوطنية واستيراد الأدوية، وغيرها من الأمور التي ستكون جميعها تحت مظلة واحدة ووفق المعايير العالمية.

أزمة تمويل

يعاني العراق أزمة تمويل قطاع الصحة في مختلف المجالات الدوائية والعلاجية، حيث تتأخر التخصيصات المالية والتشغيلية اللازمة، مما يهدد بوقف الخدمات الطبية المقدمة للمواطنين.
وحمّل عضو البرلمان العراقي، هادي السلامي، وزارة المالية العراقية مسؤولية تأخير التخصيصات المالية اللازمة للقطاعات الصحية العراقية، مؤكداً ضرورة تعزيز الرقابة على المنافذ الحدودية لمنع تهريب الأدوية والعمل على تطوير الواقع الصحي العراقي.
وأوضح السلامي، خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، أن تأخير التخصيصات المالية يشكل خطورة بالغة على حياة المواطنين، مؤكداً أن القطاع الصحي يواجه الكثير من التحديات، منها نقص العلاج واعتماده على الاستيراد بشكل شبه تام، بالإضافة إلى شبهات الفساد المستمرة في قطاع الأدوية.
وأضاف أن من بين التحديات التي يواجهها القطاع الصحي العراقي مخاطر الغش والتهريب، فضلاً عن قصور واضح في دعم إنتاج القطاع الخاص، إلى جانب منافسة المستورد.
وشدد على أهمية تعزيز الرقابة على المنافذ الحدودية لمنع تهريب الأدوية، وضرورة تقديم إعفاءات جمركية للمواد الخام اللازمة للمصانع الدوائية، لأن العراق في حاجة إلى بنية تحتية للصناعة الدوائية المحلية، للمساهمة في سد الحاجة المتزايدة إلى الأدوية والحد من عمليات الاستيراد.

المساهمون