انخفاض أسعار الفواكه والخضار بتركيا

23 يونيو 2016
تركيا تسعى إلى فتح أسواق جديدة لمنتجاتها الزراعية (Getty)
+ الخط -

انخفضت أسعار الخضار والفواكه خلال شهر رمضان بالأسواق التركية بنحو 20% عما كانت عليه الشهر الفائت، رغم تراجع سعر صرف الليرة إلى نحو 2،9 ليرة للدولار.
وعزا مراقبون انخفاض الأسعار إلى زيادة العرض خلال الموسم ووجود فائض بالإنتاج الزراعي بعد توقف الصادارات باتجاه روسيا.
ويقول تاجر الخضار والفواكه بسوق "الشارشامبا" بإسطنبول، عزيز أوفور، تراجعت أسعار الخضر والفواكه الموسمية بنسب بين 20 و40% خلال الشهر الجاري بسبب زيادة العرض خلال الموسم، مشيراً إلى أن سعر كيلو البندورة انخفض من 4 إلى 2 ليرة والبطاطا والبصل إلى ليرة والبطيخ الأحمر إلى 80 قرشا، وهي أسعار أقل من رمضان الفائت بنحو 60%.

وأضاف أوفور لـ"العربي الجديد" أن نسبة انخفاض الأسعار الكبيرة طاولت الفواكه الموسمية بشكل خاص، من كرز ومشمش وخوخ، بمستوى لم تشهده الأسواق التركية خلال السنوات الخمس الأخيرة، مشيرة إلى تراجع المبيعات التي شهدتها الأسواق خلال الأسبوع الأول من شهر رمضان.
من جهته، أكد نائب رئيس اتحاد سماسرة الخضار والفواكه في تركيا، أورخان دوغان، أن أسعار الخضار والفواكه في شهر رمضان، شهدت انخفاضا ملحوظا مقارنة بشهر رمضان في العام الماضي.
وأضاف دوغان، خلال تصريحات صحافية أول من أمس، أن أسعار الخضار والفواكه تتأثر بالعرض والطلب، مشيرًا إلى أن الطلب على الخضار والفواكه في هذا العام أقل من العام الماضي، الأمر الذي أثر على انخفاض أسعار الخضار والفواكه، لافتاً إلى دور تحسن الأوضاع الجوية في الزيادة الكبيرة في المحاصيل الزراعية، ما زاد من حجم العرض وكسر الأسعار.

ورأى الاقتصادي التركي خليل أوزون، أن جملة من الأسباب اجتمعت هذا العام، ربما توقف التصدير إلى روسيا أهمها، أدت إلى تراجع الأسعار، رغم تراجع سعر صرف الليرة خلال الشهر الأخير إلى نحو 2،9 ليرة للدولار.
وأشار أوزون خلال تصريحه لـ"العربي الجديد" إلى تراجع مبيع السع الاستهلاكية بأكثر من 10%، بعد الإقبال بداية شهر رمضان نتيجة العروض على السلل والسلع الرمضانية التي اعتمدها التجار لتصريف الإنتاج.
وحول إيجاد أسواق بديلة عن السوق الروسية التي فرضت عقوبات على تركيا بعد إسقاط الطائرة الروسية في نوفمبر/ تشرين الثاني العام الفائت، قال أوزون، خسرت تركيا أهم أسواقها بعد العقوبات الروسية، حيث كان حجم التبادل التجاري بين روسيا وتركيا بنحو 30 مليار دولار، قيمة الصادارت التركية منها 6 مليارات دولار، منها مليار دولار لقطاع الغذائيات، وأكثر من 350 مليون دولار منها خضار وفواكه، ما انعكس على الأسواق التي تحاول الحكومة وقطاع الأعمال إيجاد أسواق بديلة، في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، لكن تكاليف التصدير وعمر الخضر والفواكه المحدد، ربما يحد من تعويض الصادرات التي كانت تدخل الأسواق الروسية.

وخلال تصريحات سابقة، أكد نائب رئيس اتحاد تجار الجملة للخصار والفواكه، فاروق اقباش، أن الاتحاد يسعى الى فتح أسواق جديدة في منطقة الشرق الأوسط كأسواق بديلة عن السوق الروسية، وذلك عقب الأزمة الروسية التركية.
وأضاف أقبا، أن التسريع في فتح أسواق جديدة مع دول الشرق الأوسط سيكون من شأنه طمانة المزارعين الذين ينتطرون تصريف منتجاتهم الزراعية بفارغ الصبر، مشيراً إلى أن التجار رغم وجود خسائر طفيفة إلا أنه سيتم تجاوز هذه الأزمة، مؤكدا أن المزارعين والتجار غير قلقين من إمكانية تصريف منتجاتهم في حال استمر إغلاق السوق الروسية.
وبلغت صادرات تركيا من الخضار والفواكه خلال العام الفائت نحو مليونين و500 ألف طن بعائدات وصلت إلى 1.07 مليار دولار.

واحتلت الطماطم المرتبة الأولى بين المنتجات المصدرة تبعه الليمون والعنب والكرز والمندلينا. حيث وصلت نسبة صادرات الخضار إلى 39 % من إجمالي الصادرات.
وتحتل تركيا المرتبة الأولى بين دول القارّة الأوروبية والسابعة عالمياً في مجال القطاع الزّراعي وتحتلّ المرتبة الأولى عالمياً في إنتاج العديد من المحاصيل الزّراعية المتنوّعة، إذ تنتج 70% من الإنتاج العالمي للفستق وتتربّع في المرتبة الأولى عالمياً في إنتاج التّين والكرز والمشمش، كما تحتل المرتبة الثالثة عالمياً في إنتاج الفاصولياء والتفاح والفلفل.
ويعتبر قطاع الزّراعة في تركيا من القطاعات المهمة التي تساهم في إنعاش الاقتصاد من حيث كثرة استخدام القوى العاملة فيها ورفع نسبة الصادرات التركية. كما أنّ هذا القطاع يلعب دوراً مهماً في تحديد نسب التّضخّم في البلاد.



المساهمون