المغرب يخفف من تداعيات هجمات بروكسل على السياحة

06 ابريل 2016
تمثل الفضاءات الصحراوية ركيزة للسياحة في المغرب (الأناضول)
+ الخط -
لم تأت تداعيات الاعتداءات الإرهابية التي عرفتها بروكسل على السياحة المغربية، كما تخوف منها المهنيون في هذا القطاع قبل أكثر من أسبوعين، وإن كانت كبحت الانطلاقة المتوقعة في فصل الربيع الذي يعتبر من فترات الذروة السياحية في المملكة.
وعندما عبر المهنيون عن التخوفات حين وقوع تلك الاعتداءات الأخيرة، فلأنهم كانوا يستحضرون ما حدث عندما تعرضت باريس لهجمات إرهابية في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، حيث بادر الكثير من السياح إلى التراجع عن الحجوزات التي عبروا عنها قبل ذلك.
وكانت تخوفات المغاربة من تداعيات الاعتداءات الإرهابية الأخيرة، مبررة أكثر لأنها تزامنت مع عطلة عيد الفصح وسبقت عطلة مدارس البعثات الأجنبية، حيث يكثر الإقبال على المدن السياحية المغربية من الخارج والداخل.
غير أن "العربي الجديد"، لاحظت أن مدينة مثل مراكش التي تعد مقصد السياح، تمكنت من الحفاظ على بعض من جاذبيتها لدى السياح في هذه الفترة التي يعول عليها المهنيون كثيراً، لأنها تعد فترة الذروة على مستوى إقبال السياح على المغرب.
ويذهب محمد البيضاوي، الذي يعمل بأحد الفنادق الكبرى بمراكش، إلى أن نسبة إقبال السياح على المؤسسة التي يعمل بها، وصلت إلى حوالى 60% في الفترة الأخيرة، وهو مستوى مقبول بالنظر للظروف الدولية الحالية.
ويذهب البيضاوي أيضاً إلى أنه سادت حالة من الخوف من استنكاف السياح عن الإقبال على المغرب، بعد الاعتداءات الإرهابية التي استهدفت بلجيكا، غير أن العديد من الفنادق تمكنت من الحفاظ على نشاطها رغم بعض التراجع المسجل مقارنة بما كان متوقعاً.
وجاءت الاعتداءات الإرهابية الأخيرة، بعد ظهور مؤشرات على انتعاش السياحة، رغم العملية الإرهابية التي استهدفت فرنسا، حيث ارتفعت إيرادات السياحة في نهاية فبراير/شباط الماضي بحوالى 1.1%، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، لتستقر في حدود 740 مليون دولار.


ويعبر عزيز بنحمو، الذي يدير أحد الفنادق بضواحي مدينة مراكش، أنه رغم عدم تسجيل تراجع حاد لإقبال السياح، إلا أن المهنيين كانوا يتوقعون انتعاش النشاط السياحي أو على الأقل استقراره، بفعل الترويج والتخفيضات التي تقترحها الفنادق.
ويعوّل المهنيون في مدن مثل مراكش وأكادير والدار البيضاء، على العطلة نصف السنوية في الأيام الحالية، التي تساهم في إنعاش السياحة، علماً أن العديد من المشتغلين بالسياحة يؤكدون أن الأسر المغربية أكثر إنفاقاً عند زيارتها للمدن السياحية، مقارنة بالسائح الأجنبي الذي يأتي إلى المغرب في إطار رحلات منظمة من شركات سياحية.

ويتضح من بيانات المجلس الجهوي للسياحة بأكادير، ارتفاع عدد السياح المحليين الذين وفدوا إلى المدينة الشاطئية بنحو 14.5%، فيما تراجع عدد السياح الفرنسيين بحدود 15%، وزاد عدد السياح الإنجليز بنحو 1.64%، وعدد السياح السعوديين بحدود 6.6%.
وكشف رئيس المجلس الجهوي للسياحة لأكادير سوس ماسة، خلال ندوة صحافية قبل ثلاثة أيام، أن المجلس يجري مفاوضات مع شركة الخطوط الملكية المغربية، بهدف برمجة رحلات خاصة خلال عطلة نهاية الأسبوع بأسعار معقولة، ووضع منتج خاص بهذه الفئة من السياح على صعيد وجهة أكادير.
ولاحظ المهنيون تراجع إقبال السياح الإسبان والفرنسيين والإيطاليين، في مقابل عودة السياح الألمان والبريطانيين، غير أن المهنيين، لاحظوا مساهمة السياح المحليين في انتعاش السياحة في المملكة في الفترة الأخيرة، خاصة في ظل العطل نصف السنوية.
يشار إلى أن المغرب يراهن الأسواق السياحية بعيداً عن التقليدية التي تراجعت، حيث يعول على البلدان الصاعدة مثل روسيا، بولونيا، تركيا، الصين والهند.
وكان المكتب الوطني المغربي للسياحة، كشف عن المضي للترويج لوجهة المغرب في العام الحالي، حيث يراهن الأول على الأسواق التقليدية، خاصة ألمانيا وإنجلترا، بالموازاة مع ربط شراكات مع شركات النقل وتكثيف النقل الجوي.
ويعتقد المسؤولون المغاربة أن بلوغ هدف 20 مليون سائح بحلول 2020 يقتضي البحث عن أسواق مصدرة غير السوق الفرنسية، التي تمثل نسبة 35% من السياح الوافدين إلى المغرب، الذي يدر عليه النشاط السياحي حوالى ستة مليارات دولار، تأتي كما في العام الماضي من حوالى عشرة ملايين سائح.
وينتظر أن ينشىء المكتب الوطني للسياحة، مكاتب جديدة له على الصعيد الدولي، ويعول أكثر على فتح مكتب في تركيا التي تصدر 13 مليون سائح نحو العالم سنوياً.


المساهمون