خطة أفريقية لتعزيز صناعة الأسمدة في المغرب

28 فبراير 2016
أفريقيا تسعى لزيادة إنتاجها الزراعي (فرانس برس)
+ الخط -



التقى خبراء ومسؤولون أفارقة في المغرب من أجل البحث في سبل توفير الأسمدة للقارة السمراء، بما يساعدها على توفير الغذاء لسكانها المنتظر أن يتضاعفوا في الأعوام المقبلة.

وتتجلى أهمية الأسمدة في كونها تعد عنصراً حيوياً لتنمية الزراعة، على اعتبار أنها تساهم في زيادة المردودية وإنتاج المواد العضوية التي تغني التربة. في الوقت ذاته تساعد الأسمدة على تحسين نوعية المحاصيل وتعزيز استعمال المياه التي تندر في المناطق الجافة، خاصة في القارة السمراء.

وفي هذا الإطار، أكد مدير التطوير على الصعيد الدولي بالمجمع الشريف للفوسفات بالمغرب (حكومي)، طارق شوهو، أن استعمال الأسمدة تضاعف بثلاث مرات في القارة الأفريقية في الثلاثين عاماً الأخيرة، غير أنه لاحظ أن ذلك المستوى، ما زال دون المتوسط العالمي المحدد بنحو 50 كيلوغراماً في الهكتار.

وشارك 400 مندوب يمثلون 55 دولة، نصفهم من القارة الأفريقية، في الطبعة السابعة من المؤتمر الدولي حول الأسمدة بمراكش، في الفترة بين 24 و26 فبراير/شباط الجاري، حيث تباحثوا حول السبل الكفيلة برفع استعمال الأسمدة في القارة السمراء وسبل تخزينها ونقلها.

وكان القادة الأفارقة التزموا في عام 2006 عبر إعلان أبوجا، لسد نقص الأسمدة في بلادهم كي يصل في المتوسط إلى 50 كيلوغراماً في الهكتار قبل 2015، غير أن قلة من البلدان بلغت ذلك الهدف.

وأوضح شوهو، أن كثيراً من البلدان الأفريقية لا يتعدى استعمال الأسمدة في أراضيها الفلاحية 20 كيلوغراماً في الهكتار، بل إن هناك بلداناً تتراجع تلك الكمية في أراضيها إلى 4 كيلوغرامات.

ونبه إلى أن ضعف استعمال الأسمدة يحدث في وقت ينتظر أن يتضاعف سكان القارة السمراء في أفق 2025، ما يستدعي في تصوره مضاعفة الجهود من أجل توفير شروط تأمين الغذاء لسكان القارة.

اقرأ أيضاً: المغرب يخطط لصدارة منتجي الأسمدة في العالم

وشدد على أن 23% من سكان القارة السمراء جنوب الصحراء، لا يجدون ما يكفي من الغذاء، ما يستدعي رفع كمية الغذاء في هذه المنطقة بـ170%. واعتبر شوهو أن القارة قادرة على توفير الغذاء للعالم، غير أنها لا تغذي نفسها في الوقت الراهن.

وذهب الخبير بالبنك الأفريقي للتنمية، بينديكت كانو، إلى أن النقص في استعمال الأسمدة في القارة السمراء، يرجع إلى تكلفتها المرتفعة.

ويعتبر خبراء أن سعر الأسمدة يكون في متناول المزارعين في الموانئ، غير أنها ترتفع بعد ذلك بما بين 53 و107% بفعل احتساب تكاليف النقل واللوجستيك.

وأعلن المجمع الشريف للفوسفات المملوك للحكومة المغربية عن إنشاء فرع له خاص بالسوق الأفريقية، حيث التزم المجمع، الذي يعتبر أهم فاعل في سوق الفوسفات في العالم والساعي للتحول إلى أول فاعل في سوق الأسمدة في العام المقبل، بتوفير منتجات تلائم توقعات المزارعين واقتراح حلول تتعلق بالخدمات والدعم اللوجستي والتمويل.

وأكدت المجموعة على أنها ترمي من وراء تخصيص شركة للقارة الأفريقية، إلى المساهمة في تحسين خصوبة الأراضي وإنتاجيتها، عبر تقديم منتجات ملائمة، وتصنيع الأسمدة قرب المناطق الفلاحية الكبرى.

ويوجد لدى المغرب أكبر احتياطي للفوسفات في العالم، ما يدفعه إلى المراهنة، على الريادة في قطاع الأسمدة من أجل ربح حصص كبيرة في السوق، حيث يسعى إلى رفعها إلى 40% في الخمسة أعوام المقبلة.

وكان المجمع أعلن في الأعوام الأخيرة، عن توجهه نحو تكريس دوره في الثورة الخضراء بالقارة السمراء، بالزيادة في استعمال الأسمدة، كي يتم بلوغ 50 كيلوغراماً في الهكتار الواحد.

وبدأ المجمع الشريف للفوسفات قبل أيام، الإنتاج في مصنع جديد للأسمدة، مخصص للقارة الأفريقية فقط، وهو المصنع الذي وصل إنتاجه إلى مليون طن من الأسمدة، و1‪.‬4 مليون طن من الحامض الكبريتي و450 ألف طن من الحامض الفوسفوري.

 


اقرأ أيضاً:
قفزة في مبيعات المغرب من الفوسفات
بنكيران يدعو لمنح عقارات للمستثمرين لخلق فرص عمل

دلالات
المساهمون