شركات التكنولوجيا تخسر تريليون دولار في يوم واحد... ما القصة؟

25 يوليو 2024
مقر ناسداك في نيويورك، 1 مارس 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **هبوط حاد في أسهم التكنولوجيا:** شهد مؤشر ناسداك 100 تراجعًا بنحو تريليون دولار، مع انخفاض أسهم ألفابيت وتسلا بشكل كبير بسبب تقارير الأرباح السلبية.

- **تأثير عالمي على الأسواق:** تسببت موجة البيع في هروب المستثمرين إلى الملاذات الآمنة، مما أدى إلى انخفاض البورصات الأوروبية والأسهم الصينية، وزيادة رهانات خفض أسعار الفائدة عالميًا.

- **تراجعات مستمرة في الأسواق العالمية:** انخفض مؤشر MSCI للأسهم العالمية ومؤشر نيكاي الياباني، مع ارتفاع الين والفرنك السويسري كملاذات آمنة، وانخفاض عوائد سندات الخزانة الأميركية.

تسبب يوم الأربعاء في نفور المستثمرين من شركات التكنولوجيا وتراجع الثقة بوعود الذكاء الاصطناعي، مما أدى إلى هبوط حاد في مؤشر ناسداك 100 بنحو تريليون دولار، مع تزايد التساؤلات حول المدة التي ستستغرقها الاستثمارات الكبيرة في التكنولوجيا لتؤتي ثمارها. وانخفضت مؤشرات ناسداك بأكثر من 3% في أسوأ أيامها منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2022، بحسب "بلومبيرغ". وكانت قائمة المتخلفين تضم مجموعة من شركات تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، بقيادة شركات أشباه الموصلات مثل Nvidia  وBroadcom وArm Holdings.

وقد تسبب تقرير الأرباح الذي أصدرته شركة ألفابيت في وقت متأخر من يوم الثلاثاء في موجة بيع واسعة النطاق. وهبط سهم الشركة بأكثر من 5% مسجلاً أسوأ أداء له منذ يناير/كانون الثاني. كما هبط سهم شركة تسلا بأكثر من 12% بعدما قدم الرئيس التنفيذي إيلون ماسك تفاصيل ضئيلة عن مبادرة شركته الخاصة بالسيارات ذاتية القيادة.

وكانت التحركات في شركات التكنولوجيا عنيفة بما يكفي للإشارة إلى أن هناك شيئا يجري. وعلى وجه التحديد، يبدو أن المستثمرين يستمعون إلى ثرثرة متزايدة في بعض دوائر وول ستريت بأن ارتفاع الذكاء الاصطناعي الذي غذى فقاعة أضافت 9 تريليونات دولار من القيمة إلى مؤشر ستاندرد آند بورز 500 في العام الماضي من المحتم أن ينفجر. وفي حين قد لا يمثل يوم الأربعاء بداية ذلك، فإن حجم الانخفاض يثير الإنذارات.

هبوط أسهم شركات التكنولوجيا

وسجلت أسواق الأسهم هبوطا حادا بمليارات الدولارات اليوم الخميس، وفق "رويترز" مع فرار المستثمرين إلى الملاذات الآمنة التقليدية مثل السندات والين والفرنك السويسري بسبب هبوط أسهم شركات التكنولوجيا العالمية.

سجلت البورصات الرئيسية في أوروبا انخفاضًا بأكثر من 1% في التحركات المبكرة، حيث تفاعل المتداولون هناك وفي آسيا مع أسوأ يوم الأربعاء بالنسبة لمؤشر ناسداك منذ عامين.

وانخفضت أسعار الأسهم الصينية وخام الحديد والنفط أيضا بعدما قرر البنك المركزي في البلاد خفض أسعار الفائدة على المدى الطويل بشكل مفاجئ، وهو ما أدى إلى تأجيج المزيد من المخاوف بشأن ثاني أكبر اقتصاد في العالم.

وقد دفعت موجة البيع في أسواق الأسهم المستثمرين إلى زيادة رهاناتهم على خفض أسعار الفائدة على مستوى العالم، حيث تشير العقود الآجلة إلى احتمالات بنسبة 100% لقيام بنك الاحتياطي الفيدرالي بتيسير السياسة النقدية في سبتمبر/أيلول. كما أدى ارتفاع التقلبات في السوق إلى تفاقم الضغوط الشرسة على صفقات الفائدة، مما أدى إلى انخفاض الدولار الأميركي بنسبة 0.7% أخرى إلى 152.78 ينا اليوم الخميس.

تراجعات متواصلة

انخفض مؤشر MSCI الأوسع نطاقا للأسهم العالمية بنسبة 1%، فيما انخفض مؤشر نيكاي الياباني بنسبة 3.3%، وهو ما تفاقم بسبب انخفاض سهم نيسان موتور بنسبة 11% بعد انخفاض أرباحها الفصلية بنسبة 99%.

أغلقت أسواق تايوان أبوابها لليوم الثاني على التوالي بسبب إعصار. وانخفضت الأسهم القيادية الصينية بنسبة 0.9%، مع هبوط مؤشر شنغهاي المركب بنسبة 0.9% إلى أدنى مستوى له في خمسة أشهر. وانخفض مؤشر هانغ سنغ في هونغ كونغ بنسبة 1.7%، حيث لم يجد سوى القليل من الدعم من الخطوة الأخيرة التي اتخذتها بكين لتخفيف السياسة النقدية.

وقال جيف يو، كبير استراتيجيي النقد الأجنبي والاقتصاد الكلي في بنك بي إن واي ميلون في لندن لـ "رويترز": "هناك العديد من العوامل المحفزة في الوقت الحالي، وخاصة ما يحدث في أسواق الأسهم".

ولفت أيضا إلى ضعف مبيعات السيارات في الولايات المتحدة وأوروبا واليابان، وتحركات أسعار الفائدة في الصين هذا الأسبوع، كإشارة واضحة على ضعف الطلب الاستهلاكي العالمي. وأضاف أنه "مع الاستجابات السياسية، فإن الأسواق سوف تقول إن الأخبار السيئة هي أخبار سيئة".

وكان الين، الذي يعتبر ملاذا آمنا، المحرك الرئيسي الآخر للارتفاع، حيث ارتفع بأكثر من 1% إلى أعلى مستوى في شهرين ونصف الشهر. وصعد الين خلال الليل، مع استمرار الزخم الصعودي قبل اجتماع بنك اليابان الأسبوع المقبل حيث سيناقش صناع السياسات ما إذا كان ينبغي رفع أسعار الفائدة أم لا.

وارتفع الفرنك السويسري أيضا بنسبة 0.5% إلى 0.88 فرنك للدولار، بعدما حقق مكاسب بنسبة 0.7% خلال الليل.

وارتفعت أسعار السندات قصيرة الأجل بدعم من تعليقات من رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي السابق في نيويورك دودلي بأن البنك المركزي يجب أن يخفض أسعار الفائدة، ويفضل أن يكون ذلك في اجتماعه للسياسات الأسبوع المقبل.

وانخفض العائد على سندات الخزانة الأميركية لأجل عامين بمقدار ثلاث نقاط أساس أخرى إلى 4.3894%، بعدما انخفض بمقدار أربع نقاط أساس يوم الأربعاء. كما تراجع العائد على سندات الخزانة الأميركية لأجل عشر سنوات بمقدار نقطتين أساس إلى 4.2622% يوم الخميس.

المساهمون