النفط يرتفع واجتماعات اليوم بين المنتجين لضمان خفض الإنتاج

09 ديسمبر 2016
توقعات إيجابية لنتائج اجتماع فيينا (جوي كلامار/فرانس برس)
+ الخط -
أبلغ مصدر حكومي روسي وكالة "رويترز" أن روسيا تنوي إجراء محادثات إضافية اليوم مع بعض الدول من داخل أوبك وخارجها لمناقشة القضايا العالقة بخصوص خفض إنتاج النفط المزمع وذلك قبيل اجتماع أوسع نطاقاً يعقد غدا السبت في فيينا.

وقال المصدر "تتوقع روسيا مخاطر قبيل الاتفاق في حالة عدم تسوية بعض المسائل. الامتثال الكامل ضروري للاتفاق. من الضروري أن تتحلى الدول غير الأعضاء في أوبك بنهج ينم عن المسؤولية تجاه الاتفاق".

وأضاف المصدر أن هناك أيضاً أسئلة بشأن التزام أوبك، مشيراً إلى زيادة إنتاج المنظمة من النفط في نوفمبر/ تشرين الثاني 370 ألف برميل يومياً.


ارتفاع الأسعار

وواصلت أسعار النفط مكاسبها اليوم الجمعة، بفعل التفاؤل بأن يتفق المنتجون غير الأعضاء في أوبك على خفض الإمدادات، إثر اتفاق المنظمة على الحد من إنتاجها، لكن المكاسب جاءت محدودة وسط عدم تيقن بشأن حجم قيود الإنتاج. 

وارتفع سعر خام برنت تسليم فبراير/ شباط 17 سنتاً إلى 54.06 دولاراً للبرميل بعد أن تحدد سعر التسوية على صعود 1.7% أمس الخميس. وزاد الخام الأميركي تسليم يناير/ كانون الثاني 33 سنتاً إلى 51.17 دولاراً للبرميل. 

وتعقد منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) اجتماعاً مع الدول غير الأعضاء في فيينا غداً السبت طلباً لمساعدتها في كبح تخمة المعروض العالمي.

وقالت أذربيجان إنها ستحضر الاجتماع المقرر في العاصمة النمساوية، حاملة معها مقترحات لخفض إنتاجها.

ووافقت أوبك الشهر الماضي في فيينا على تقليص إنتاجها بنحو 1.2 مليون برميل يومياً اعتبارا من يناير/ كانون الثاني 2017 وهو إجراء عزز أسعار النفط. وكان أعضاء منظمة البلدان المصدرة للبترول قد اتفقوا الأسبوع الماضي على تقليص الإنتاج للمرة الأولى منذ 2008. 

وسيبحث منتجو النفط في فيينا ما إذا كان المنتجون المستقلون سيخفضون إنتاجهم لتقليص تخمة المعروض من الخام في الأسواق العالمية والتي ضغطت على الأسعار على مدار أكثر من عامين.

ومن المتوقع أن يسهم المستقلون في تقليص الإنتاج بواقع 600 ألف برميل يوميا ضمن اتفاق أوسع نطاقا.

اتجاه نحو التعاون



وقالت روسيا إنها ستخفض إنتاجها 300 ألف برميل يومياً، مما يعني حاجة باقي المنتجين غير الأعضاء في أوبك إلى التعهد بخفض مماثل لتقليص الإنتاج 600 ألف برميل يومياً كما ترغب أوبك، وهو نصف الخفض الذي ستنفذه المنظمة نفسها.

وأعلنت شركة روسنفت النفطية الروسية لوكالة "رويترز" اليوم أنها تملك كل الموارد اللازمة لتلبية عقدها طويل الأجل الجديد مع شركة غلينكور لتجارة السلع الأولية، مضيفة أن العقد يشمل توريد النفط والمنتجات النفطية.

وأوضحت أن حجم العقد تحدد بناء على الالتزامات التعاقدية الحالية لروسنفت وخططها الإنتاجية. والعقد جزء من صفقة اتفقت غلينكور وقطر فيها على شراء 19.5% في روسنفت من الحكومة الروسية. 

بدوره، قال توموميتشي أكوتا كبير الاقتصاديين لدى ميتسوبيشي يو.اف.جيه للأبحاث والاستشارات "هناك آمال لتعميق التخفيضات حيث تتجه الدول غير الأعضاء في أوبك إلى التعاون في كبح الإنتاج". لكن ما زال من غير المؤكد ما إذا كانت تخفيضاتهم ستصل إلى 600 ألف برميل يومياً وهو ما يقدم دعماً محدوداً لمكاسب النفط.

السعودية تخفض الإمدادات

وأعلنت مجموعة بيرا إنرجي الاستشارية، أن السعودية تبلغ عملاءها بخفض إمداداتهم من النفط الخام في يناير/ كانون الثاني امتثالاً لأحدث اتفاق أبرمته أوبك.

وتضيف المذكرة الصادرة في ساعة متأخرة أمس الخميس أن التخفيضات متفاوتة لكن من المرجح أن تكون أكبر في الإمدادات المتجهة إلى أميركا الشمالية.

وفي هذا السياق، قال مصدر خليجي مطلع على سياسة النفط السعودية لوكالة "رويترز" إن المملكة أخطرت العملاء بخفض إمدادات الخام من يناير /كانون الثاني تماشياً مع تقليص الإنتاج الذي اتفقت عليه أوبك الأسبوع الماضي.

وأضاف المصدر النفطي أن التخفيضات تتركز في أوروبا والولايات المتحدة وبدرجة أقل في آسيا قائلاً "الخفض أكبر في الولايات المتحدة لأن المخزونات هناك بالغة الارتفاع". 

وذكرت مصادر بمصافي تكرير اليوم الجمعة أن السعودية ستزود ما لا يقل عن أربعة مشترين آسيويين بكامل كميات النفط الخام المتعاقد عليهاـ لشهر يناير/ كانون الثاني وسترصد كميات إضافية لاثنين على الأقل.

وتتماشى الخطوة مع استراتيجية السعودية للدفاع عن الحصة السوقية في المنطقة التي تشهد أسرع معدلات نمو الطلب على النفط ـ رغم اتفاق منظمة البلدان المصدرة للبترول الأسبوع الماضي على تقليص الإنتاج.

وبحسب المصادر أيضاً، فإن أكبر بلد مصدر للنفط الخام في العالم الذي دأب على تزويد معظم المشترين الآسيويين بالكميات المتعاقد عليها كاملة منذ أواخر 2009 لم يحد حتى الآن الشرط الذي يسمح بتحميل كميات تزيد أو تنقص عشرة بالمئة عن المتعاقد عليه.

وقد تكبح أرامكو السعودية استخدام ذلك الشرط لفرض سقف على أحجام الشحنات بدءا من تحميلات يناير/ كانون الثاني، امتثالا إلى أهداف خفض أوبك.

وفي ضوء رصد السعودية كامل الكميات المتعاقد عليها لآسيا، قالت اثنتان على الأقل من شركات التكرير الآسيوية، إنهما لا تبحثان عن شحنات بديلة من أماكن أخرى لتعويض التخفيضات المتوقعة في مخصصات أوبك.

وتؤدي زيادة الإمدادات السعودية وقدوم شحنات من أوروبا والولايات المتحدة للاستفادة من فروق الأسعار، إلى تقلص الطلب الآسيوي على الخامات الخفيفة عالية الكبريت المماثلة، مثل خامات أبوظبي.

وقال مصدر من مشتر بشمال آسيا إن أرامكو وافقت على توريد كميات إضافية من الخام العربي الخفيف جدا في يناير/ كانون الثاني مما أدى إلى ارتفاع إجمالي الكميات المخصصة عدة نقاط مئوية فوق المتعاقد عليه للشهر المقبل. 


إيران تدعو للتوافق

من جهته، نقل التلفزيون الإيراني عن رئيس البلاد حسن روحاني قوله إن على المنتجين الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) العمل مع بعضهم البعض لضمان تنفيذ اتفاق تم التوصل إليه الشهر الماضي، بهدف تحقيق استقرار سوق النفط. وأشار إلى أن طهران تؤيد الإجراءات التي تهدف إلى تحقيق استقرار السوق، والتي قد تؤدي إلى زيادة أسعار الخام.

وبحسب التلفزيون الإيراني، أيضاً، فقد صرّح روحاني خلال اتصال هاتفي مع نظيره الفنزويلي نيكولاس مادورو بأن "التعاون الوثيق بين الدول الأعضاء وغير الأعضاء في أوبك مهم لتحقيق استقرار أسعار النفط وزيادتها. هذا سيمهد الطريق أمام تطبيق الاتفاقيات التي تم التوصل إليها خلال الاجتماعات التي جرت في الجزائر وفيينا هذا العام".

وخفضت إيران سعر البيع الرسمي لخامها الخفيف إلى المشترين الآسيويين إلى أدنى مستوياته في أربعة أشهر في يناير/ كانون الثاني لكنها رفعت أسعار بيع النفط في المناطق الأخرى.

وتسلط الخطوة الضوء على المعركة الدائرة بين كبار المنتجين على السوق الآسيوية التي تشهد أسرع نمو للطلب على النفط في العالم، وذلك رغم اتفاق منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) الأسبوع الماضي على خفض الإنتاج بدءا من يناير/ كانون الثاني في أول تقليص لها منذ 2008.

وتحدد سعر البيع الرسمي للخام الإيراني الخفيف عند مستوى يقل 55 سنتاً للبرميل عن متوسط خامي سلطنة عمان ودبي لشهر يناير/ كانون الثاني أي بانخفاض 1.20 دولار للبرميل عن ديسمبر/ كانون الأول حسبما ذكر مصدر مطلع اليوم الجمعة.

ويتحرك سعر الخام الإيراني الخفيف بموازاة الخام العربي الخفيف السعودي، لكن تخفيضات أسعار يناير/ كانون الثاني للخام الإيراني الثقيل وخام فروزان تزيد أربعة سنتات عن تخفيضات الخام العربي المتوسط السعودي وفقا لما أظهرته البيانات.

بين فنزويلا والعراق

بدوره، قال الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو الخميس إنه اتفق مع إيران على الدعوة إلى عقد قمة لقادة دول أوبك والمنتجين غير الأعضاء خلال الربع الأول من العام المقبل، لوضع استراتيجية لسوق النفط.

وقال في بث تلفزيوني "أبلغت الرئيس (حسن) روحاني بأن نطلق دعوة مشتركة لعقد قمة للرؤساء وقادة الدول والحكومات بأوبك في الربع الأول من 2017 لوضع آلية جديدة للأسواق وأسعار النفط، واتفقنا على دعوة الدول غير الأعضاء في أوبك والرئيس بوتين". 

وأُعفيت إيران من التخفيض وسُمح لها بزيادة إنتاجها قليلا، عن المستويات التي جرى تسجيلها في أكتوبر/ تشرين الأول. 

إلى ذلك، قالت ثلاثة مصادر مطلعة اليوم الجمعة إن العراق سيزود ما لا يقل عن ثلاثة مشترين في آسيا بكميات الخام المتعاقد عليها كاملة في يناير/ كانون الثاني. يأتي ذلك رغم التزام العراق بخفض الإنتاج ضمن اتفاق أوبك الأسبوع الماضي. 

قازاخستان تعرض التثبيت

من جهته، قال وزير الطاقة القازاخستاني كانات بوزومباييف اليوم الجمعة، إن قازاخستان قد تعرض تثبيت إنتاجها النفطي عند مستوى الشهر الماضي، خلال محادثات المنتجين من داخل أوبك وخارجها المقرر عقدها في فيينا.

وأبلغ بوزومباييف الصحفيين عشية الاجتماع الذي تأمل أوبك أن تقنع خلاله المنتجين غير الأعضاء بالانضمام إلى خفض إنتاج النفط، وقال "سجلنا إنتاجاً قياسياً مرتفعاً (في نوفمبر/ تشرين الثاني) ونعتقد أن بوسعنا التحدث على الأقل عن تثبيت عند مستوى نوفمبر من جانبنا".

ولم يذكر بوزومباييف حجم ما ضخته قازاخستان، ثاني أكبر منتج للنفط من دول الاتحاد السوفييتي السابق بعد روسيا، في نوفمبر/ تشرين الثاني. وبحسب البيانات الرسمية كان الإنتاج اليومي 234 ألفاً و500 طن (حوالي 1.8 مليون برميل) في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني.

يشمل هذا إنتاج حقل كاشاجان العملاق الذي بدأ العمليات التجارية الشهر الماضي، مما يجعل من الصعب على قازاخستان خفض إجمالي إنتاجها.

(رويترز، العربي الجديد)
المساهمون