قطر تتمدد في الغاز عالمياً بصفقات كبرى

11 ديسمبر 2016
"قطر غاز" أكبر شركة منتجة للغاز الطبيعي المسال عالمياً(Getty)
+ الخط -

اتخذت قطر خطوات متلاحقة نحو التمدد في سوق الطاقة العالمية، عبر صفقات استحواذ، خلال الأيام الأخيرة، على حصص في شركات روسية وبريطانية في قطاع الغاز، هي الأكبر على مستوى العالم.

وتأتي الصفقات الخارجية لقطر، التي تُعد أكبر منتج ومصدّر للغاز الطبيعي المسال في العالم، بجانب دمج أنشطة شركتي الغاز الرئيسيتين العملاقتين في الدولة "قطر غاز" و"راس غاز" في كيان واحد بهدف خلق "مشغّل عالمي فريد من نوعه"، وفق ما أعلنه سعد شريده الكعبي، الرئيس التنفيذي لشركة "قطر للبترول" الحكومية، في مؤتمر صحافي في الدوحة، اليوم.

و"قطر غاز" في هيكليتها الحالية أكبر شركة منتجة للغاز الطبيعي المسال في العالم، وتبلغ طاقتها الإنتاجية نحو 42 مليون طن سنوياً، بحسب ما تؤكد الشركة على موقعها الإلكتروني.

أما "راس غاز" فتشرف وتدير كل الأنشطة المرتبطة بالغاز الطبيعي المسال في قطر. وتملك الشركتان عقوداً مع كبريات شركات الطاقة العالمية.

وتملك قطر ثالث أكبر احتياطي للغاز الطبيعي في العالم بعد روسيا وإيران. كما تحتضن الدوحة مقر منتدى الدول المصدّرة للغاز، والذي يضم 12 دولة.

وتأتي عملية الدمج، في وقت تتمدد فيه قطر عالمياً في قطاع الطاقة. وباعت الشبكة الوطنية البريطانية للطاقة، وفق منشور أصدرته اليوم، 8.5% من أسهمها في قطاع الغاز إلى جهاز قطر للاستثمار، في صفقة تصل قيمتها إلى نحو 1.9 مليار جنيه إسترليني (2.4 مليار دولار).

ويعد الاستثمار في الغاز الأكبر في مجال التعاون بين قطر والمملكة المتحدة، وتوفر قطر ما يصل إلى 20% من احتياجات المستهلك البريطاني من الغاز.

كما أعلنت شركة روسنفت الروسية، أمس السبت، أنها وقّعت صفقة مع تحالف يضم جهاز قطر للاستثمار وشركة جلينكور لتجارة السلع الأولية السويسرية، لبيع حصة تبلغ 19.5% في الشركة المملوكة للدولة.

وتعد هذه الصفقة التي تدرّ نحو 11.4 مليار دولار للميزانية الروسية، هي الأكبر في تاريخ روسيا وفي سوق الطاقة العالمية خلال 2016.

ويقول ألكسندر باسيتشنيك، رئيس قسم التحليل في صندوق أمن الطاقة في موسكو، في حديث لـ "العربي الجديد": "تعتبر قطر من منافسينا الاستراتيجيين في مجال الطاقة، لا سيما في ما يتعلق بالغاز، لكن بعد هذه الصفقة ستتحول العلاقات من المنافسة إلى الشراكة".

وتتمكن روسيا، من خلال هذه الصفقة، من تحقيق بضعة أهداف في آنٍ واحد، وفق باسيتشنيك، تتمثل في كسر حصار العقوبات الغربية، باعتبارها رسالة قوية لأكبر صناديق الاستثمار التي كانت أيديها مغلولة بالعقوبات، فضلا عن دعم ميزانية الدولة، مع بقاء سيطرة الحكومة على الشركة.

وتملك الحكومة الروسية 69.5% من أسهم "روسنفت" ستصبح 50% بعد الصفقة، فيما تملك شركة "بي بي" البريطانية 19.75%، ويملك أشخاص طبيعيون أقل من 1% من أسهمها، ويجري تداول باقي الأسهم في بورصتي موسكو ولندن.

وهذه ليست أول مرة تستثمر فيها قطر في روسيا، إذ سبق لصندوق الثروة السيادي القطري أن اشترى، في عام 2013، أسهما في بنك "في تي بي"، ثاني أكبر مصرف في روسيا، بقيمة 500 مليون دولار.

دلالات
المساهمون