إثيوبيا والمغرب يدشنان مشروعاً للأسمدة باستثمار 3.7 مليارات دولار

الرباط

مصطفى قماس

avata
مصطفى قماس
19 نوفمبر 2016
A9FD1240-68BB-4443-9AC4-DFA5AD05277E
+ الخط -
أعلن المغرب وإثيوبيا، اليوم السبت 19 نوفمبر/تشرين الثاني، في أديس أبابا، عن إطلاق مشروع إنجاز ثاني أكبر منصة صناعية مندمجة لإنتاج الأسمدة في القارة الأفريقية، بعد مصنع الجرف الأصفر في المغرب.

وترأس العاهل المغربي، محمد السادس، ورئيس الوزراء الإثيوبي هايلي ماريام ديسالغن، إطلاق المشروع الذي يقتضي استثمارات بـ 3.7 مليارات دولار، وهو استثمار غير مسبوق في إثيوبيا.

وقال مصطفى التراب، الرئيس التنفيذي للمجمع الشريف للفوسفات في المغرب إن "هذا المشروع الصناعي الضخم سيتطلب استثماراً بقيمة 2.4 مليار دولار في شطره الأول، بغرض إنتاج 2.5 مليون طن من الأسمدة في السنة في أفق سنة 2020، وهو ما سيمكن إثيوبيا من تأمين اكتفائها الذاتي من الأسمدة، مع إمكانية التصدير".

وأشار إلى أن هناك استثماراً إضافياً بقيمة 1.3 مليار دولار مرتقب في أفق سنة 2025 من أجل بلوغ قدرة إنتاج إجمالية بقيمة 3.8 ملايين طن من الأسمدة سنويا، من أجل دعم نمو الطلب المحلي.

وأكد أن هذا المشروع يتوخى الاستفادة على أكمل وجه من التكامل بين الموارد الطبيعية للبلدين، عبر الاستفادة من البوتاسيوم والغاز الإثيوبيين، فيما سيوفر المكتب الشريف للفوسفاط الحامض الفوسفوري.

وأضاف أن المنصة، تتكون من مركب صناعي مندمج لإنتاج الأسمدة، ووحدات صناعية للتخزين، وستتوفر على محطة لضخ المياه ومنشآت لمعالجتها ومحطة كهربائية ستوفر امتيازا مهما لكونها ستكون مستقلة على مستوى الطاقة.

وأفاد بأن توفير الحاجيات الأولية الضرورية لمنصة الأسمدة، اقتضى التفكير في إعداد وحدة للتخزين على مستوى ميناء جيبوتي.

وينتظر أن يستجيب المشروع بنسبة 100 % للطلب على الأسمدة في إثيوبيا بأسعار تنافسية مع إمكانية التصدير في اتجاه السوق الإقليمية بفضل الربط السككي الجديد مع بلدان الجوار. ويرتقب أن يوفر 500 فرصة عمل دائمة.

ويتجه المغرب نحو تعزيز استثماراته في الأسمدة في القارة الأفريقية، فقد قرر إنشاء أربع عشرة شركة في دول أفريقية، حيث ستشكل فروعاً للمجمع الشريف للفوسفات، أكبر مصنّع في هذا المعدن ومشتقاته في العالم.

ويرى المجمع الشريف للفوسفات، أن استعمال الأسمدة تضاعف ثلاث مرات في الثلاثين عاماً الأخيرة في القارة السمراء، غير أنه لا يتعدى في الكثيرين منها 20 كيلوغراماً في الهكتار الواحد، بل إنه لا يتعدى 4 كيلوغرامات في بعض الأراضي.

ويفترض أن يصل استعمال الأسمدة إلى 50 كيلوغراماً في الهكتار الواحد في القارة السمراء، إذا ما أرادت الاستجابة للطلب على الغذاء، خاصة أن عدد سكانها سيتضاعف بحلول 2025.

وتأتي الأسمدة الطبيعية والكيماوية على رأس صادرات المغرب، نحو القارة الأفريقية، فهي تمثل نسبة 12.5%، وهي نسبة مرشحة للارتفاع في ظل الاستراتيجية القائمة على تلبية احتياجات القارة من الأسمدة.

ويمتلك المغرب أكبر احتياطي للفوسفات في العالم، ما يدفعه إلى المراهنة على الريادة في قطاع الأسمدة من أجل ربح حصص كبيرة في السوق، إذ يسعى لرفعها إلى 40% في الأعوام الخمسة المقبلة.

ويخطط المغرب لرفع إنتاج الفوسفات من 30 مليون طن إلى 50 مليون طن سنوياً، وزيادة إنتاج الأسمدة من 3.5 ملايين طن إلى 10 ملايين طن سنوياً.