كردستان العراق وتركيا نحو مزيد من التعاون النفطي

14 يناير 2016
تعزيز التعاون في الطاقة بين كردستان العراق وتركيا (Getty)
+ الخط -
تتأهب كل من سلطات إقليم كردستان العراق وتركيا لزيادة التعاون في مجال الطاقة، عبر البدء في تنفيذ أنبوب لتصدير الغاز من الإقليم إلى أنقرة، في غضون الأسابيع المقبلة. وحسب مسؤولين في حكومة الإقليم، لـ"العربي الجديد"، ستبدأ كردستان، في منتصف فبراير/شباط المقبل، بتنفيذ اتفاق كان قد وقعه في عام 2013 مع شركة بوتاش الحكومية التركية يتضمن تشغيل الأنبوب لمدة 26 عاماً. ويتوقع أن ينتهي مد الأنبوب في جانبيه بإقليم كردستان والأراضي التركية في النصف الثاني من العام الحالي، ليبدأ الضخ عبره قبل نهاية العام. ويقدّر طول الأنبوب بنحو 500 كيلومتر تقريباً.
ودفعت الأزمة القائمة بين روسيا وتركيا، إلى حث أنقرة على تسريع تنفيذ اتفاق الغاز مع كردستان، حتى يمكنها من تقليل الاعتماد على غاز موسكو. ويخطط الإقليم للتمكن من ضح 10 مليارات قدم مكعبة من الغاز إلى تركيا على مدى عامين، لترتفع إلى ضعف الكمية بحلول 2020، إلا أنه يخشى أن تؤثر الاضطرابات الداخلية في جنوب شرق تركيا على مد الأنبوب، كونه يمر بمناطق الصراع.
كما اتفقت وزارة الثروات الطبيعية في الإقليم مع شركة تركية/بريطانية هي "جنل انرجي" من أجل إنتاج الغاز من 4 مناطق في محافظتي أربيل ودهوك. وهناك شركة أخرى هي "ريبسول" تعمل في منطقة خامسة.
وكان الإقليم قد وقع اتفاقاً مع شركتي نفط الهلال ودانه غاز الإماراتيتين لاستثمار حقلين كبيرين للغاز هما خورمور، وجمجمال، القريبين من كركوك، في عام 2007، لكن دخول شركتين مجرية ونمساوية هما (إم أو في، و إم أو إل) في الاتفاق بحصة تبلغ 10% أدى إلى عدم تفعيل الاتفاق، حيث اعتبرت سلطات الإقليم دخول شركات أخرى في عقد الاستثمار مخالفاً، لأنه تم من دون موافقتها، فيما تمسكت الشركتان الإماراتيان بحقهما في ذلك، ونتيجة للخلاف لم يجر تنفيذ المشروع.
وتقول وزارة الثروات الطبيعية في كردستان إن احتياطات الغاز في الإقليم تصل إلى 200 ترليون قدم مكعبة، ما يشكل نحو 3% من إجمالي الاحتياطي العالمي، ويسعى الإقليم إلى تعزيز الإنتاج في هذا القطاع.

وتعد تركيا الشريك التجاري الأول لإقليم كردستان العراق منذ سنوات، حيث وصلت قيمة الصادرات التركية للإقليم في 2013، قبل سيطرة تنظيم داعش على مناطق في شمال البلاد، إلى نحو 8 مليارات دولار، وكان بذلك ثالث أكبر سوق للبضائع التركية، وهو ضعف قيمة ما تم تصديره لبقية المناطق العراقية، لكن بسبب الحرب انخفضت الصادرات التركية لكردستان إلى 5 مليارات دولار سنوياً.
ولا يقتصر التعاون بين كردستان وتركيا على التجارة فقط، بل امتد إلى تعاون القطاع الخاص بينهما، وضخ أنقرة استثمارات كبيرة في أربيل، حيث يوجد نحو 2000 شركة تركية في الإقليم، تشكل أكثر من نصف مجموع الشركات الأجنبية العاملة في المنطقة، وتأتي في المرتبة الأولى شركات قطاع المقاولات، وهي تنفذ نحو 90% من مشاريع المقاولات بالإقليم. ويؤكد مسؤولون أكراد، أن 25 شركة تركية تسجل نفسها للعمل بالإقليم كل شهر.
وكانت الأزمة المالية التي يمر بها إقليم كردستان منذ نهاية 2013 قد دفعت رئيس الوزراء نيجرفان بارزاني، إلى زيارة أنقرة ولقاء الرئيس التركي أردوغان ورئيس الوزراء داود أوغلو، نهاية الشهر الماضي، لإقناعهما بموضوع تصدير الغاز إلى تركيا، وقد لقي طلب الإقليم تأييداً تركياً، وفقاً لتقارير إعلامية تركية وكردية.
وتركيا هي الوجهة الأولى والأكثر طلباً في حركة الطيران من الإقليم، وهناك أكثر من 10 رحلات جوية بين البلدين، بشكل يومي.
ويرى المستشار الاقتصادي لدى حكومة إقليم كردستان العراق، بيوار خنسي، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، أن التعاون بين الطرفين في قطاع الغاز الطبيعي قابل للنمو السريع، حيث إن مد أنبوب الغاز، لن يستغرق سوى عام، في حال الجدية في تنفيذ الاتفاق، ليبدأ الإقليم بتزويد تركيا باحتياجاتها من الغاز فور الانتهاء من إنشاء الأنبوب.
ويرى خبراء اقتصاديون أن العامل الجغرافي وضعف القدرات الاقتصادية في المجالات التصنيعية والمقاولات للدول القريبة من كردستان العراق، قد خدما تركيا بقوة لتتحول إلى الشريك الأول تجارياً للإقليم.
وحسب التقارير الرسمية، تشمل أنشط مجالات التعاون بين الطرفين، الزراعة، والخدمات المصرفية والمالية، والإنشاء، والتعليم، والكهرباء، والنفط والغاز، والاتصالات والنقل، والصناعة.

اقرأ أيضا: إغلاق تركيا لمعبر حدودي يزيد متاعب كردستان العراق
المساهمون