الصيف يوفّر وظائف موسمية لعاطلي غزة

18 مايو 2015
غزيون يجدون طريقاً للوظائف الموسمية(العربي الجديد/عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -

يسابق الشاب جهاد أبو جياب الزمن؛ محاولاً إنهاء كافة الإجراءات والترتيبات المتعلقة بتجهيز استراحته البحرية، وتوفير كل الاحتياجات لاستقبال المصطافين في غزة، مع اقتراب فصل الصيف الذي يكثر فيه لجوء الغزيين إلى شاطئهم الذي يعد متنفسهم الوحيد.

ويشير أبو جياب إلى أنّ الحالة الاقتصادية السيئة، وظروف الحصار التي تعصف بالشباب في

غزة دفعت الكثيرين منهم للتفكير في استغلال شاطئ البحر، لتنفيذ مشاريع تعيل أسرهم، وتجعلها مصدراً للدخل ولو لفترة الصيف فقط.

ويقول لـ "العربي الجديد" إنّ الأسر الغزية تتوجه بشكل دائم في فصل الصيف للتنزه والاستجمام، وخصوصاً مع انقطاع التيار الكهربائي، وارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير؛ ما يجعل هذه المشاريع الصغيرة مجدية نوعاً ما، رغم وجود التزامات مالية تدفع للبلديات والتجهيزات.

ويلفت جهاد إلى أنّ هذه المشاريع رغم أنها تعتبر مصدر رزق لعشرات الأسر الفلسطينية في غزة، إلا أن ارتفاع التكلفة يجعلها صعبة، خصوصاً في ظل الظروف الاستثنائية التي تعصف بالقطاع المحاصر من ثماني سنوات، وارتفاع نسب البطالة والفقر في المجتمع.

ويحتاج صاحب الاستراحة البحرية ما بين 5-10 آلاف دولار أميركي، تكاليف لاستئجار المساحة المطلوبة وتجهيزها وترتيبها والرسوم الحكومية، وفق أبو جياب.

ويستعد العشرات من الشبان وأصحاب المشاريع الغزيين لاستغلال العطلة لتنفيذ مشاريع استثمارية صغيرة، في محاولة لتحسين ظروفهم وظروف عوائلهم الاقتصادية، في ظل تفشي البطالة ووجود أكثر من 200 ألف عاطل عن العمل بغزة.

ويعد بحر غزة بالنسبة لأهالي القطاع المفر الوحيد للتنزه، مع إغلاق المعابر وعدم تمكن الكثيرين منهم من السفر للخارج عدا عن الحالة الاقتصادية الصعبة.

اقرأ أيضاً: 43 ألف فلسطيني يتقدمون لشغل 800 وظيفة

بدوره، يواصل حسن سالم، الذي يعمل في إحدى الاستراحات على شاطئ بحر غزة، العمل مع

زملائه لترتيب وتحديد المساحة المخصصة للاستراحة التي حددت لهم من قبل بلدية غزة.

ويقول سالم لـ "العربي الجديد" إنّ فصل الصيف على وشك أن يبدأ، خصوصاً مع قدوم شهر

رمضان، ويجب أن تكون كافة الاستعدادات قد انتهت قبل نهاية شهر مايو/أيار الحالي.

ويبين الثلاثيني أنّ عدم إدخال الإسمنت لقطاع غزة أدى لتوجه العمال للعمل في الاستراحات على شاطئ البحر، أو في مجالات مختلفة أخرى، للاستمرار في توفير لقمة العيشة لهم ولعوائلهم.

ويشير إلى أنّ هذه المشاريع مجدية بشكل كبير، وخصوصاً أنّ ما توفره هذه الاستراحات من

مشروبات ووجبات غذائية ليست مرتفعة الثمن، وتتوافق إلى درجة ما مع حجم الدخل للكثير من الأسر الفلسطينية.

من جانبه، يقول الخبير الاقتصادي نهاد نشوان، لـ "العربي الجديد"، إنّ توجه الغزيين نحو المشاريع الصغيرة يأتي في ظل عدم وفاء حكومة التوافق الوطنية بالتزاماتها تجاه قطاع غزة، وتفشي البطالة وعدم تلقي آلاف الموظفين لرواتبهم، عدا عن الحروب الثلاث التي أكلت الأخضر واليابس.

ويشير نشوان إلى أنّ عدم تفعيل السلطة الفلسطينية لصندوق الاستثمار في قطاع غزة، واقتصار خدماته على الضفة الغربية أدى لتوجه المواطن بغزة نحو المشاريع الصغيرة؛ والتي تعتبر مجدية إلى درجة ما، في ظل تفشي البطالة وارتفاع معدلات الفقر، ووجود آلاف الخريجين من الجامعات الفلسطينية.

ويؤكد الخبير الاقتصادي أنّ المشاريع الصغيرة تعتبر مصدر دخل لعشرات الأسر الفلسطينية، كونها منخفضة التكاليف مقارنة مع المشاريع المتوسطة والضخمة؛ والتي تحتاج إلى مصادر

تمويل كبرى.

وتبلغ معدلات الفقر في قطاع غزة وفقاً لإحصائية أعدتها اللجنة الشعبية لكسر الحصار 80%، بالإضافة إلى أكثر من 200 ألف عاطل عن العمل وتجاوز نسبة البطالة 55%.

ويشير نشوان إلى أنّ هذه المشاريع رغم كونها مجدية اقتصادياً، إلا أنها تفتقد عوامل الاستمرار والصمود كون الكثير منها موسميا، يبدأ مع بدء فصل الصيف، وينتهي مع انتهاء فصل الصيف، عدا عن عدم وجود الدعم المالي لتطوير هذه المشاريع.

ويشدد على ضرورة توفير الدعم اللازم لتحسين الظروف الاقتصادية في قطاع غزة الذي يعاني من حصار اقتصادي خانق منذ عدة سنوات.

وقال رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال بغزة، سامي العمصي، في تصريحات سابقة لـ "العربي الجديد": إن معاناة العمال العاطلين من العمل بغزة قد وصلت لحدود كارثية، في ظل عدم وجود برامج واضحة تخفف عنهم، مشيراً إلى أنّ العمال تأملوا خيراً بحكومة التوافق لتخفيف معاناتهم المعيشية الصعبة، وتوقعوا تخفيف نسبة البطالة والفقر.


اقرأ أيضاً: الشباب.. قوام فلسطين العاطل

المساهمون