مغزى زيادة إنتاج النفط السعودي

15 ابريل 2015
معامل أبقيق التابعة لأرامكو السعودية (أرشيف/getty)
+ الخط -

ثمة تغيرات طارئة على أداء الإنتاج السعودي من النفط، فبيانات شهر مارس/آذار الماضي تشير إلى بلوغ الإنتاج اليومي 10.3 ملايين برميل، وبما يزيد بنحو 450 ألف على إنتاج فبراير/شباط الماضي، وكانت السعودية تستهدف سقف 9.5 ملايين برميل يوميًا خلال فترة أزمة انهيار أسعار النفط.

زيادة حصة الإنتاج السعودي لا تبررها على الإطلاق منافسة المنتجين على حصصهم في السوق، حيث لا يزال السوق يعاني من زيادة المعروض، وأن الزيادة المتحققة في الأسعار، لا تغري بزيادة الإنتاج، لكن التفسير المقبول تجاه هذه الزيادة في إنتاج النفط السعودي، هو التأثير الذي أحدثه دخول المملكة في حربها على الحوثيين باليمن، وهي بلا شك تكلفة لحرب مفتوحة لم يعرف نهايتها بعد، خاصة بعد تصعيد حدة اللهجة الإيرانية تجاه السعودية، وتحريك إيران لسفنها الحربية تجاه المياه الدولية بمحيط باب المندب.

هذا التطور، يترك أثره على الأوضاع المالية للسعودية، التي منيت منذ أزمة انهيار النفط بداية من منتصف 2014 بنزيف وصل إلى نحو 50 مليار دولار في فبراير 2014، ويتوقع أن يستمر نزيف الاحتياطي السعودي في ظل سيناريو الحرب المفتوحة.

إن التصريح الأخير لوزير النفط السعودي، علي النعيمي، حول توقعه لارتفاع أسعار النفط، شريطة مساعدة الدول المنتجة للنفط على ذلك، سواء كانوا من داخل أوبك أو خارجها، يعكس تغيرا في لغة الخطاب السعودي، الذي كان دومًا يؤكد على عدم التدخل في الأسعار، وتركها لآليات العرض والطلب.

فهامش الزيادة المتحقق في أسعار النفط بسيط، ولكنه في نفس الوقت يؤدي إلى زيادة ملموسة لدى أكبر دولة منتجة للنفط، وبلا شك يخفف من نزيف سحب المملكة من احتياطياتها الأجنبية، وهي قضية بدأت تثير مخاوف البعض، وعلى رأسهم الأمير الوليد بن طلال، الذي انتقد السياسة المالية الحالية تجاه أرصدة الاحتياطي وتوظيفها في سد عجز الموازنة، وأهمية استثمارها، وإبعاد مؤسسة النقد السعودي "البنك المركزي" عن أداء هذه المهمة، وهو ما اتخذ بالفعل خلال الأيام الماضية من إطلاق بعض الوزارات والهيئات في إدارة مخصصات للصناديق السيادية.

كما أن المبرر الآخر المقبول من قرار السعودية بزيادة إنتاجها اليومي، هو المحافظة على استراتيجية بقاء أسعار النفط منخفضة، وعدم تأثرها بدخول المملكة لمعترك الحرب على الحوثيين، حيث تؤدي زيادة الإنتاج إلى استقرار أسعار النفط في هوامش ترغبها السعودية وحلفاؤها الدوليون.


اقرأ أيضاً:
سوق النفط وإشارات السعودية
السعودية واثقة من صعود سعر البرميل فوق 60 دولاراً