خسائر النظام في إدلب تتجاوز الزراعة والجغرافيا

15 ابريل 2015
إدلب سلة غذاء مهمة للسوريين (أرشيف/الأناضول)
+ الخط -

يجمع محللون على أنه من الصعوبة تحديد مكاسب المعارضة وخسائر النظام السوري من جراء تحرير مدينة إدلب، قبل توقف القصف وسياسة الأرض المحروقة التي يعتمدها نظام بشار الأسد، بعد هزيمته نهاية آذار/مارس الماضي، خاسرا ثاني مدن سورية بعد الرقة الخاضعة لتنظيم الدولة "داعش".

وانعكس تحرير إدلب على المياه وبعض الخدمات التي باتت شبه معدومة، نتيجة القصف المستمر لنظام الأسد، إذ تعمد قطع التيار الكهربائي عن المدينة الواقعة شمالي البلاد، وهدم بعض المؤسسات وخطوط النقل.

وقال عضو اللجنة الإغاثية في إدلب، حسين أبو الحجي، لـ "العربي الجديد": "تتوفر معظم الاحتياجات اليومية الغذائية للمواطنين، من خبز وخضروات ولحوم، كما تراجعت الأسعار قليلا عما كانت عليه، ربما لنزوح الكثير من الأهالي وزيادة العرض".

ويستدرك الإغاثي الحجي: "الجمل بليرة، لكن لا يوجد ليرة"، في إشارة إلى شح السيولة وقلة موارد المدينة، بعد فصل الموظفين في ريف إدلب، فضلا عن تهديم المنازل وتخريب الزراعة.

ويقول نبيه السيد علي، أمين سر غرفة صناعة وتجارة إدلب المستقيل أول أيام الثورة، "لم تتحرر إدلب بمعنى التحرير طالما ظلت عرضة للقصف والتهديم والإبادة، وإن خرجت عن سيطرة النظام الإدارية والتنفيذية، وبخروجها خسر الأسد جغرافيا شديدة الأهمية".

ويضيف علي لـ "العربي الجديد": "لتحرير مركز مدينة إدلب أخيراً أهمية بالغة ستنعكس على الثورة والثوار، نظراً لموقعها الاستراتيجي لجهة أنها عقدة مواصلات الساحل السوري مع شمال شرق سورية، إضافة إلى أنها بوابة سورية الرئيسية على تركيا وأوروبا، وتعتبر من أهم المحافظات السورية، لجهة مساهمتها في الناتج الوطني، لا سيما الإنتاج الزراعي والمحاصيل الاستراتيجية، وأهمها القمح".

وتُنتج إدلب نحو 10% من إجمالي القمح السوري، ونحو 25% من إنتاج زيت الزيتون، فضلاً عن إنتاج سلة غذاء مهمة من الخضار والبقوليات والإنتاج الحيواني، إذ تصلح أكثر من 60% من أراضي إدلب للزراعة.

ويؤكد علي أن خسائر النظام بالغة، لذا يروّج ويسعى لاستعادة إدلب ولو "أرضا محروقة" لأنه بخسارة المدينة فقدَ طريق الإمداد وبوابة تزويد المدن الساحلية (معقله) ببعض إنتاج إدلب، وخسر أهم سوق لإنتاج الساحل من خضار وفواكه.

ويرى المدير السابق لإدارة النقل في إدلب، محروس الخطيب، أن كل ما يقوم به نظام بشار الأسد من قصف وتدمير لإدلب، إنما يدلل على حجم الخسارة التي مني بها جراء التحرير.

ويقول لـ "العربي الجديد": "لو أخذنا المكاسب والخسائر بالحسبان، يمكنني القول إن السوريين يخسرون ممتلكاتهم وأرواحهم كما خسر النظام وجوده في الشمال الشرقي لسورية وعُزل عن التواصل مع القريتين الشيعيتين "الفوعة وكفريّا" المؤيدتين له".

ولفت مدير النقل السابق إلى تأمين وصول الشاحنات من معبر "باب الهوى" الحدودي مع تركيا إلى إدلب، وهذا أحد المكاسب المهمة لتحرير المدينة.

 

اقرأ أيضاً:
النظام السوري ينتظر نصيبه من اتفاق الغرب وإيران

المساهمون