سباق عالمي على السياح الفّارين من مصر

21 نوفمبر 2015
سياح روس يغادرون مصر (فرانس برس)
+ الخط -
دخلت عدة دول عربية وآسيوية في سباق على استقطاب السياح الروس الفارين من مصر، بعد قرار روسيا إجلاء رعاياها وتعليق رحلات الطيران من وإلى مصر، على خلفية سقوط طائرة روسية في سيناء شمال شرق مصر، ومقتل 224 شخصاً هم جميع من كانوا على متنها.
وأطلقت الأردن حملة مكثفة لجذب السياح، كما أبرمت إيران اتفاقاً مع موسكو يقضي بافتتاح مكاتب لتطویر التعاون السیاحي بين البلدين، فيما أجرت تايلاند وفيتنام ودول أخرى مباحثات مع روسيا لاستقطاب سياحها.
وتعرضت السياحة المصرية لضربة موجعة بمغادرة السياح الروس، إثر سقوط الطائرة، التي كشفت موسكو أن التحقيقات أثبتت تفجيرها بقنبلة.
وقصد مصر بهدف السياحة العام الماضي نحو 3.16 ملايين سائح روسي، قاموا بتوفير عائدات تقدر بنحو 1.9 مليار دولار، وفق البيانات الرسمية الروسية.
وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة السياحة الأردنية، زياد البطاينة، في تصريح خاص لـ" العربي الجديد "، إن بلاده أطلقت مؤخراً حملة مكثفة لجذب السياح، تستهدف عدة بلدان من ضمنها روسيا. لكن البطاينة، أضاف أن الخطة الترويجية كانت معدة سابقاً قبل حادثة سقوط الطائرة الروسية.
وتابع البطاينة "هناك مكاتب ترويج سياحي للأردن في روسيا ومكاتب أخرى متعاقد معها لتسيير الأفواج السياحية، لكن أعداد السياح الروس ما تزال قليلة حتى الآن ونأمل ارتفاعها خلال الفترة المقبلة"، مشيراً إلى اتخاذ الحكومة لبعض الإجراءات المحفزة للسياح، من بينها تخفضيات على تذاكر الطيران.
ورغم محاولات الأردن لجذب السياح، إلا أنه ما يزال ينظر إليه بعين الحذر، من قبل منظمي الرحلات العالميين، في ظل تنامي الاضطرابات التي تشهدها دول الجوار والتي تثير مخاوف من زيارة الأردن.
وذكر وكيل وزارة السياحة والآثار، عيسى قموه، في تصريح خاص أن قطاع السياحة في الأردن انخفض بنسبة 10% خلال العشرة شهور الأولى من العام الحالي 2015، بسبب الاضطرابات في المنطقة.
وأضاف أن تصاعد وتيرة الصراعات أدى إلى عزوف السياح الأجانب عن المنطقة، لافتاً إلى أن حادثة سقوط طائرة السياح الروسية فوق الأراضي المصرية أثرت سلباً على الأفواج السياحية.
وبحسب بيانات المصرف المركزي الأردني، فإن الدخل السياحي المتحقق خلال الثمانية شهور الأولى من العام الحالي بلغ 2.8 مليار دولار، بانخفاض نسبته 8.8% عن نفس الفترة من العام الماضي.

اقرأ أيضا: السياحة التي كانت

وأشار قموه إلى أن الانخفاض كان واضحاً بشكل أكبر في السياحة الأجنبية، فيما ارتفعت بعض الشيء السياحة العربية وخاصة المغتربون الأردنيون العاملون في الخارج الذين تتركز عودتهم في فترة الصيف.
وتحاول مصر الخروج من الأزمة الحالية بعدما تلقت السياحة، التي تشكل نحو 12% من إجمالي الدخل القومي للبلاد و15% من مواردها من العملات الأجنبية، ضربة موجعة بعد تحطم الطائرة الروسية بعد إقلاعها بفترة وجيزة من مطار شرم الشيخ جنوب سيناء نهاية أكتوبر/تشرين الأول الماضي. ويشكل السياح الروس نحو 31% من إجمالي عدد السياح الذين يقصدون مصر سنوياً.
وكان وزير السياحة المصري، هشام زعزوع، قد قدر في وقت سابق حجم خسائر مصر جراء قرار روسيا وبريطانيا تعليق الرحلات الجوية إليها بنحو 281 مليون دولار شهرياً. وغادر نحو 90 ألف سائح روسي مصر في أقل من أسبوعين على خلفية حادث الطائرة.
ودخلت إيران السباق على استقطاب السياح الروس، ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية "إرنا" الأسبوع الماضي عن مساعد رئیس منظمة التراث الثقافي والصناعات الیدویة والسیاحة، سمیع الله حسیني مكارم، قوله إنه تم إبرام اتفاق خلال اجتماعات اللجنة الاقتصادیة المشتركة بین طهران وموسكو يقضي بتوسیع التعاون السیاحي بین البلدین وافتتاح مكاتب ترويجية في هذا المجال.
كما نقلت فضائية روسيا اليوم عن رئيس الوزراء الروسي، دميتري مدفيديف، قوله يوم الخميس الماضي، إن بلدان منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ "أبيك" مستعدة لاستقبال السياح الروس، واتخاذ التدابير الأمنية اللازمة لضمان أمن عطلتهم.
وأضاف مدفيديف "هم يتطلعون لاستقبال السياح الروس وكسب المال من السياحة"، مشيراً إلى أن هذه المسألة نوقشت مع رئيس فيتنام، ورئيس وزراء تايلاند.
وقال رئيس الاتحاد المصري للغرف السياحية، إلهامي الزيات، إن على الحكومة اتخاذ تدابير لإعادة السياح الأوروبيين بشكل عام، الذين يمثلون 72% من إجمالي الحركة السياحية الوافدة لمصر. وشهد منتجع شرم الشيخ، يوم الأربعاء الماضي، مؤتمراً لدعم قطاع السياحة.

اقرأ أيضا: روسيا تعلن عن إجلاء جميع سياحها من مصر
المساهمون