بوتين يخرج لسانه للغرب

05 أكتوبر 2015
بوتين يتحدى الغرب ويعلن فشل العقوبات الغربية (أرشيف/Getty)
+ الخط -


قبل أيام، وتحديدا يوم 29 سبتمبر/أيلول الماضي، خرج علينا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتصريح لافت للنظر يقول فيه، إن العقوبات الاقتصادية الغربية على بلاده فشلت، ووصف سياسة العقوبات الغربية بغير الفعالة والهامشية، قائلا إن سياسة العقوبات والعزل ليست فعالة على الإطلاق في العالم المعاصر، ولا تحقق أهدافها المرجوة خاصة مع بلد مثل روسيا.

وخاطب بوتين الغرب قائلا "إن جميع محاولات عزل روسيا فشلت"، في إشارة للعقوبات المفروضة على روسيا منذ شهر مارس/آذار 2014، على خلفية موقفها من الأزمة الأوكرانية.

بوتين بات يخرج لسانه للغرب وكأنه يقول لهم "أيها الفشلة توقفوا عن سياساتكم الرعناء.. توقفوا عن استخدام الأساليب الاقتصادية التقليدية في محاربة بلادي"، بل ودخل الرئيس الروسي في نوع من المكايدة السياسية مع الدول الغربية التي قادت العقوبات الاقتصادية على بلاده، وفي مقدمتها أميركا وألمانيا، حينما راح يعايرها بفشلها في إسقاط الاقتصاد الروسي وتركيع روسيا.

الأرقام الصادرة عن مؤسسات محلية ودولية بشأن الاقتصاد الروسي تدعم وجهة نظر بوتين وتؤكد أن نتائج العقوبات الاقتصادية المفروضة على روسيا تشبه إلى حد كبير نتائج العقوبات الغربية على إيران والتي استمرت سنوات وأثبتت فشلها في النهاية، إذ كانت العقوبات الأخيرة تكبد الاقتصاد الأميركي نفسه خسائر تتجاوز 176 مليار دولار سنويا، في الوقت الذي كانت تكلف فيه إيران نفسها خسائر لا تتجاوز مليارات الدولارات سنوياً.

نعم، الاقتصاد الروسي يعاني بشدة، لكن الجزء الأكبر من هذه المعاناة ناجم بشكل رئيسي عن

تهاوي أسعار النفط والتي فقدت 60% من قيمتها منذ يونيو/حزيران 2014، خاصة أن موارد روسيا من النقد الأجنبي تأتي أساساً من صادرات النفط والغاز والسلاح والسلع الأولية والقمح والغذاء والحبوب.

اقرأ أيضاً: توجّه روسي للاقتراض لسدّ عجز الموازنة

وحسب الأرقام أيضا، فإن نحو 90% من المشاكل التي يعاني منها اقتصاد روسيا حالياً هي بسبب تهاوي أسعار النفط عالمياً، وليس بسبب العقوبات الغربية، إذ إن تراجع أسعار النفط 10% يقلص حجم الناتج المحلي الإجمالي للبلاد 0.8%، ما أدى إلى تراجع الاقتصاد الروسي بنحو 3.9% خلال الأشهر الثمانية الأولى من العام الحالي.

ومع استمرار تهاوي أسعار النفط خفّضت روسيا، أول من أمس السبت، توقعاتها لأداء اقتصادها في عام 2015، مرجحة أن يتراجع الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 3.9%، بدلا من 3.3% وفق التوقعات السابقة.

لا أحد ينكر أن العقوبات الغربية كانت لها تأثيراتها السلبية الخطيرة على الاقتصاد الروسي، إذ أدت إلى هروب الاستثمارات الأجنبية وتراجع حاد للاحتياطي الأجنبي لدى البنك المركزي الروسي، وبالتبعية اهتزاز سوق الصرف وتراجع سعر صرف الروبل أمام الدولار، إضافة لارتفاعات قياسية للأسعار، لكن الهزة الأكبر جاءت من تراجع أسعار النفط، خاصة أن روسيا تعد واحدة من أكبر الدول المصدرة للنفط والغاز في العالم، ومن هنا يمكن أن نفهم أسباب التحركات الأخيرة لروسيا للحيلولة دون استمرار تهاوي أسعار النفط. والتلويح بخفض انتاجها من النفط للمحافظة على الأسعار ومحاولة رفعها.


اقرأ أيضاً: بوتين: العقوبات الغربية ضد روسيا فشلت

المساهمون