العدو يحمّلنا فاتورة جريمته

12 أكتوبر 2014
العرب يدفعون فاتورة دمار العدوان الاسرائيلي على غزة(أرشيف/getty)
+ الخط -
هناك سيناريو بات مكرراً في الحروب الثلاث الأخيرة التي قام بها العدو الإسرائيلي على غزة، وهو أن العدو يقتل البشر ويحرق الأرض ويدمر الحجر، والعرب هم من يدفعون فاتورة العدوان ويتحملون دوماً تكلفة إصلاح ما اقترفته يد العدو وهجماته البربرية، حدث ذلك في الحروب التي جرت في أعوام 2008 و2012 و2014.

في الصيف الماضي، شن الكيان الصهيوني حرباً شاملة على غزة امتدت 51 يوماً، وأسفرت عن استشهاد 2148 فلسطينياً، وإصابة 11 ألفاً، وبالإضافة لارتفاع عدد الشهداء اتسمت الحرب بفداحة خسائرها الاقتصادية لغزة والتي قدرت بنحو 7.5 مليار دولار، فقد دمر الاحتلال القطاعين الصناعي والتجاري بالكامل، حيث سوّى بالأرض نحو ألف منشأة صناعية، وأكثر من 4200 منشأة تجارية، وتجاوزت خسائر الصناعة حاجز المليار دولار، والزراعة 550 مليون دولار.

وارتفعت البطالة في غزة لمستويات غير مسبوقة، حيث زادت من 39% قبل العدوان، لأكثر من 55% بعد العدوان، وتضررت بشدة شبكة الكهرباء الوحيدة في القطاع.

كما دمر الاحتلال أحياء كاملة بالقطاع وسوّى 20 ألف منزل بالأرض وألحق أضراراً بنحو 100 ألف وحدة سكنية، وهناك 2.5 مليون طن من الأنقاض بحاجة لإزالة، وألحق أضراراً بالغة بـ 24 بئرا، كما دمر 50 كم من شبكات المياه و17 كم من أنابيب الصرف الصحي، ولا يزال أكثر من 100 ألف فلسطيني مشردين في العراء.

صحيح أن إسرائيل تكبدت خسائر فادحة خلال الحرب الأخيرة تجاوزت 3.7 مليار دولار، وصحيح أيضاً أن المقاومة شلت الحركة الاقتصادية داخل دولة الاحتلال خلال فترة العدوان، لكن إسرائيل هي التي يجب أن تتحمل تكلفة إعادة إعمار غزة وسداد فاتورة حربها البربرية، لأنها هي التي بدأت الحرب وليست فصائل المقاومة، فالذي يتحمل تكاليف الحرب المعتدي لا المُعتدى عليه، والمساعدات العربية يجب أن توجه لتمويل مشروعات تنقذ أهالي غزة من الفقر والجوع وليس دفع الفاتورة نيابة عن الكيان الصهيوني، السؤال: لماذا يدفع العرب دوما فاتورة ذنب لم يقترفوه؟.
المساهمون