15.6 مليار دولار خسائر صندوق الاستثمارات العامة السعودي في 2022

06 اغسطس 2023
محافظ صندوق الاستثمارات العامة ياسر الرميان خلال مباراة فريق نيوكاسل الإنكليزي (Getty)
+ الخط -

تكبد صندوق الاستثمارات العامة السعودي خسائر قدرها 15.6 مليار دولار، خلال العام 2022، أغلبها بسبب تراجع قيمة استثمارات في أوراق مالية وصناديق، مقابل أرباحٍ بلغت 25.4 مليار دولار للعام 2021، وذلك بسبب تراجع الأسواق وخاصة قطاع التكنولوجيا، وفقاً للنتائج التي أعلنها الصندوق يوم الأحد ونشرتها وسائل إعلام سعودية وعالمية.

وووفق أرقام وكالة "بلومبيرغ" الأميركية فإن 11 مليار دولار من هذه الخسائر جاءت نتيجة تراجع قيمة استثمارات الصندوق في "سوفت بنك" وبعض شركات التكنولوجيا الأخرى، كما بعض الاستثمارات الأخرى، بينما جاء الجزء المتبقي من العمليات، والضرائب، وبعض النفقات التشغيلية الأخرى.

وفي المقابل ارتفعت إيرادات الصندوق من الأنشطة غير الاستثمارية بنسبة 32% مع زيادة إيرادات بعض الشركات التابعة  المحلية.

وأتت نتائج صندوق الاستثمارات العامة كنتيجة لأداء أسواق الأسهم العالمية خلال عام 2022، التي شملت العديد من أصول الصندوق المدرجة في الأسواق.

ويُعد صندوق الاستثمارات العامة أحد أكبر الصناديق السيادية في العالم للاستثمار المحلي والعالمي، ويملك محافظ استثمارية ضخمة، ترتكز على الاستثمار في الفرص الواعدة محلياً وعالمياً.

كما يُعتبر الصندوق مستثمرا على المدى الطويل، ولا يرتبط أداؤه بنتائج مالية قصيرة المدى، وتعد تلك الخسائر المحققة نهاية العام الماضي دفترية. ويهدف الصندوق إلى تحقيق قيمة مستدامة على المدى الطويل تهدف لتنويع الاقتصاد المحلي وخلق عوائد مستدامة.

ووفق النتائج التي كشف عنها صندوق الاستثمارات العامة اليوم فقد ارتفعت قيمة الأصول التي يديرها الصندوق بمقدار 67.7 مليار دولار (15%)، لتسجل 595.5 مليار دولار. ويعود ذلك إلى ارتفاع الاستثمارات في أوراق مالية ومشتقات مالية، نتيجة تحويل 4% من ملكية شركة أرامكو النفطية العملاقة إلى الصندوق خلال العام 2022، والتي تمثل ما تقترب قيمته من 80 مليار دولار.

وقال الصندوق إنه تم تنويع الاستثمارات باستثمارات دولية تضم 23% من أصوله ما يعادل 137 مليار دولار، واستثمارات محلية تشكل 77% من أصوله ما يعادل 458.5 مليار دولار.

ووفق بيانات المؤسسة المالية السعودية الضخمة فقد بلغ إجمالي عائد المساهمين منذ بدء برنامج تحقيق الرؤية في سبتمبر/أيلول 2017 وحتى نهاية 2022 نحو 8% على أساس سنوي.

وأشار الصندوق إلى أنه تم استحداث 181 ألف وظيفة مباشرة وغير مباشرة خلال عام 2022، وتأسيس 25 شركة.

ووفق الصندوق السيادي، شكلت محفظة الاستثمارات في الشركات السعودية 32% من أصول الصندوق، ومحفظة الاستثمارات الهادفة إلى تطوير القطاعات الواعدة وتنميتها 21% من الأصول.

وقام الصندوق بالإفصاح عن القوائم المالية الموحدة سنويا التي تشمل أصول الصندوق وشركاته التابعة تماشيا مع أفضل الممارسات لصناديق الثروة ومختلف الجهات الاستثمارية وفق بيان صادر عنه.

وكانت وكالة "بلومبيرغ" قد ذكرت في يوليو/تموز الماضي، أن صندوق الاستثمارات العامة السعودي خسر في الأنشطة الاستثمارية نحو 11 مليار دولار خلال عام 2022، مشيرة إلى أن الصندوق يمر بموجة خسائر استثمارية عالمية بعد أن تم تحويله من شركة قابضة تركز على المستوى المحلي إلى صندوق سيادي عالمي في العام 2016. وكان الصندوق السيادي أعلن عن تحقيق عائد بنسبة 25 في المائة خلال العام 2021.

استثمارات جديدة

وفي تطور آخر يواصل صندوق الاستثمارات العامة ضخ الاستثمارات محلياً وإطلاق قطاعات استراتيجية، وبناء شراكات دولية، وتحقيق أهدافه المعلنة في برنامجه 2021-2025.

في هذا الإطار أعلن الصندوق، اليوم الأحد، أنه استثمر 120 مليار ريال في القطاعات الاستراتيجية خلال عام 2022، فيما بلغ حجم أصوله المدارة 2.23 تريليون ريال.

وذكر الصندوق في تقريره السنوي عن العام الماضي أنه أسس 25 شركة جديدة للصندوق خلال العام الماضي، 

وتجاوزت الأصول المدارة للصندوق  2.23 تريليون ريال (594.43 مليار دولار) في 2022. وأكد الصندوق أنه في وضع "قوي ومتين لتحقيق مكانة عالمية".

كما أعلن الصندوق اليوم، أيضا عن تأسيس شركة سرج للاستثمارات الرياضية، وهي شركة استثمارية رياضية تهدف لدعم وتمكين نمو قطاع الرياضة في المملكة ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

ووفقا لبيان للصندوق، ستستثمر شركة سرج في الحصول على حقوق الملكية لإنشاء الفعاليات الرياضية الجديدة، إلى جانب الاستثمار في الحقوق التجارية للبطولات الرياضية، واستضافة الفعاليات الرياضية العالمية، بما يحقق أهداف الشركة في تحقيق العوائد المالية، ويدعم توطين الشراكات في مختلف أنحاء المملكة ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وتهدف "سرج" إلى الاستثمار في الفعاليات المرتبطة بالمشجعين، وستقوم بتوظيف التقنيات الرياضية المتقدمة لتطوير القطاع، بما يُسهم في تعزيز مكانة المملكة كوجهة رياضية وترفيهية.

(الدولار = 3.75 ريال سعودي)

المساهمون