13 اكتشافاً نفطياً جديداً في تركيا تعزّز طموحاتها الإنتاجية

20 اغسطس 2021
فاتورة استيراد الطاقة تزيد عن 40 مليار دولار سنوياً (الأناضول)
+ الخط -

تسعى تركيا، براً وبحراً، لتسريع التنقيب واستخراج النفط والغاز، لتخفيف فاتورة استيراد الطاقة التي تزيد عن 40 مليار دولار سنوياً، ولو عبر إنتاج نفطي يقلل من كمية الاستيراد السنوية التي تزيد عن 360 مليون برميل نفط سنوياً. 

أعلنت اليوم شركة البترول التركية (TPAO)، أنه في الأشهر السبعة الأولى من هذا العام، تم جلب ما يقرب من 30 مليون برميل من احتياطيات المكافئ النفطي إلى تركيا، مضيفة خلال بيانها "نحن فخورون بجلب حوالي 30 مليون برميل من احتياطيات المكافئ النفطي لبلدنا من خلال 13 اكتشافًا جديدًا قمنا به في الأشهر السبعة الأولى من عام 2021".

وتعوّل تركيا، بحسب تصريح سابق لوزير الطاقة والموارد الطبيعية، فاتح دونمز على إنتاج 100 ألف برميل عام 2023، بعد إشارته إلى أن إنتاج بلاده يومياً الآن، تجاوز 60 ألف برميل.

ويقول الاقتصادي التركي، أوزجان أويصال، أن تركيا بدأت بالتنقيب عن النفط، منذ عام 1970، لكنها كثفت الجهود عبر مؤسسة البترول التركية "TPAO" بعد وصول حزب العدالة والتنمية إلى السلطة عام 2002، وبدأت "بشائر" الاكتشاف والاستخراج منذ عام 2013، ليصل الإنتاج اليومي إلى أكثر من 50 ألف برميل يومياً، لكن الآمال كبيرة على نفط البحر الأسود والمتوسط والحقول المكتشفة في ولايتي سيعرت وديار بكر جنوب شرقيّ تركيا.

ويبيّن الاقتصادي التركي خلال حديث سابق لـ"العربي الجديد" أن عودة سفينة الفاتح مطلع الشهر المقبل، هي تتمة لتسع عمليات حفر في المياه العميقة في البحرين المتوسط والأسود، أجرتها سفينتا "الفاتح" و"يافوز" ولن تتوقف تركيا، برأيه، حتى تكون دولة مصدرة للطاقة، كذلك أدخلت بلاده أخيراً تقنية "التكسير الهيدروليكي"، ويمكنها استخراج النفط الموجود في مسام الصخور على أعماق كبيرة، وهذا ما أكده الاكتشاف في حقلي سيعرت باحتياطي 11.2 مليون برميل، وحقل ديار بكر بحجم 5.2 ملايين برميل، إضافة إلى ستة حقول قديمة مكتشفة منذ عام 2014 في ولاية سيرت.

وحول الآبار المنتجة فعلياً في تركيا، يقول أوزجان أويصال: "يوجد في تركيا، منذ 72 سنة، أهمّ وأقدم حقل منتج للنفط، هو "رامان-8" في ولاية باطمان، وقد زادت الحكومة حجم الاستثمار به خلال العقد الأخير بأكثر من 1.5 مليار دولار، كاشفاً أن الآبار المستثمرة من تركيا بالخارج، تنتج أكثر من 100 ألف برميل نفط يومياً.

لكن برأي أويصال، بقدر ما أن اكتشاف الغاز مبشر ويدعو إلى الآمال بالتصدير، تبقى اكتشافات النفط، حتى الآن، أقل بكثير من استهلاك تركيا.

غير أن النقطة الإيجابية بالتجربة التركية، بحسب الاقتصادي التركي، أن بلاده استغنت عن سفن وكوادر التنقيب البريطانية المستأجرة، وصنعت سفنها "يافوز والفاتح"، وطورت سفن التنقيب الاهتزازي، كذلك أهّلت الكوادر، وافتخرت العام الماضي، بأن سفينة التنقيب وكادرها تركيان 100%، خلال اكتشاف حقل "تونا" ذي الاحتياطي الهائل (320 مليار متر مكعب). 

وكانت مؤسسة البترول التركية، قد أعلنت أخيراً عن نجاح أول اختبار لتدفق الغاز من بئر "توركالي 2" بحقل صقاريا، غربي البحر الأسود، مضيفة خلال بيان، أن 0.75 مليون متر مكعب من الغاز الطبيعي تدفقت من مستوى الخزان الأول الذي تم اختباره، فيما أظهرت نتائج التحليل امتلاك البئر طاقة إنتاجية يومية تصل إلى 1.2 مليون متر مكعب، مضيفة أن اختبارات ستجرى قريبا على مستويين آخرين من البئر، ليصار إلى تطوير حقل صقاريا للغاز عقب اكتمال الاختبارات على كل آبار الحقل. 

وتعمل المؤسسة على مشروع لتطوير الحقل، يتكون من نظام إنتاج غاز سيتم إنشاؤه تحت سطح البحر، ومنشأة معالجة على شاطئ فيليوس بولاية زونغولداق (شمال)، وخطوط أنابيب لربط هاتين الوحدتين.

وكثفت تركيا أخيراً عمليات التنقيب بالبحر الأسود عبر إرسالها ثلاث سفن للتنقيب والاستكشاف، هي "بربروس، القانوني والفاتح"، في حقل "صقاريا السابق" ومنطقة حقل البحث الجديدة، التي يطلق عليها اسم "أماصرا-1" بعد الاكتشافات الهائلة قبالة سواحل ولاية زونغولداق. 

اقتصاد عربي
التحديثات الحية

ويرى اقتصاديون أنه إذا ثبتت الجدوى الاقتصادية لاستخراج الغاز من الحقول الجديدة وحقل "تونا 1"، ستنتقل تركيا خلال سنوات، من خفض اعتمادها على واردات الغاز من روسيا وإيران وأذربيجان، إلى التصدير.

أو على الأقل، ستخفف من فاتورة استيراد الطاقة التي تزيد بعجز الميزان التجاري، رغم ارتفاع الصادرات التركية. إذ تستورد تركيا سنوياً أكثر من 90% من استهلاك الطاقة من الخارج، أي نحو 53.5 مليار متر مكعب من الغاز ونحو 360 مليون برميل من النفط، لتحتل المرتبة الأعلى من حيث الطلب على الطاقة بين دول منظمة التعاون والتنمية. 

المساهمون