بدأ قطاع السيارات يعرف نوعاً من التعافي ظهرت نتائجه خلال بيانات النصف الأول من العام 2021، حيث سجلت غالبية الشركات الكبرى لتصنيع السيارات ارتفاعاً في مبيعاتها.
وأعلن مركز "فوكس تو مووف" لتحليل بيانات أسواق السيارات أن فورد هي الوحيدة بين مجموعات وشركات تصنيع السيارات الأساسية في العالم التي تراجعت مبيعاتها حتى مارس/ آذار 2021، فيما سجلت مجموعة ستلانتيس أفضل أداء بنسبة 10.5% من النمو. علماً أنه التحالفات التي تضم أكثر من شركة تكتسب بطبيعة الحال دفعاً في مبيعاتها يفوق الشركات العادية.
وشرح المركز التحليلي أنه خلال العقد الماضي، تغير السيناريو التنافسي لصناعة السيارات بشكل كبير بسبب أداء الشركات المصنعة في متابعة تطور ديناميكيات السوق رفعت التحديات فيما يتعلق بالقدرة على التصميم المناسب لكل سوق، وتلبية حاجات العملاء في كل جانب من العالم.
ووفق التصنيف، احتلت مجموعة تويوتا صدارة السوق العالمية بحصة سوقية تبلغ 12.6% و 2.3 مليون من المبيعات منذ بداية العام حتى مارس/ آذار الماضي، بزيادة 7.9% عن الفترة ذاتها من العام الماضي. في السنوات الأخيرة كان لديهم تغطية عالمية كبيرة أثناء إدارة محفظة العلامات التجارية بشكل جيد.
وجاءت مجموعة فولكس فاغن في المركز الثاني، مع مليوني سيارة مباعة منذ بداية العام (حصة 11.4% من السوق)، بزيادة 6.9% عن العام الماضي.
واحتل تحالف رينو نيسان المركز الثالث مع بيع 1.8 مليون وحدة (+10%)، تليه مجموعة ستلانتيس الجديدة (الاندماج بين فيات كرايسلر وبيجو سيتروان الذي أصبح رسميًا في 16 يناير/ كانون الثاني)، والتي سجلت بيع 1.8 مليون وحدة (+9.8%).
في المركز الخامس جاءت هيونداي كيا بمبيعات 1.7 مليون وحدة (+11.2%)، تليها جنرال موتورز مع 1.5 مليون وحدة مباعة (+15.1%).
وسجلت مجموعة فورد بيع مليون سيارة جديدة (-0.4%)، تليها هوندا موتور بمبيعات 905 آلاف سيارة (+14.3%)، فيما نمت مرسيدس دايملر 13.8% مع 620 ألف سيارة مباعة. وجاءت على حافة المراكز العشرة الأولى، بي أم دبليو بمبيعات بلغت 587 ألفًا (+ 17.2%).
جاء ذلك بعدما انخفض إنتاج السيارات العالمي بنسبة 16% عام 2020 ليعود إلى مستواه في 2010 إلى أقل من 78 مليون سيارة، كما قالت المنظمة الدولية لمصنعي السيارات الأسبوع الماضي.
ومع عمليات الإغلاق التي أثرت على صناعة السيارات ومورديها لأسابيع، مر القطاع "بأسوأ أزمة في تاريخه".
وانخفض الإنتاج بنسبة 21% في أوروبا و20% في أميركا الشمالية 30% في أميركا الجنوبية. وآسيا التي تمثل أكثر من نصف الإنتاج العالمي، قاومت بشكل أفضل مع انخفاض بنسبة 10%.
وأعقبت الأزمة الصحية التي ضربت العالم في 2020 تباطؤا في عام 2019 حين تم إنتاج 92.2 مليون سيارة وشاحنة وحافلة (-5% في عام واحد). ومع مشكلات توريد قطع الغيار التي تواجه الصناعة خصوصاً أشباه الموصلات.
وتشهد الأسواق الكبرى تفاوتاً في عودة الطلب على السيارات، حيث يعود السوق إلى ارتفاعاته في الدول التي تخفف إجراءات الحجر والإغلاق، فيما يبقى منخفضاً في تلك التي لا تزال تعاني من انتشار كورونا.
إذ ارتفعت مبيعات السيارات في الصين في مارس مسجلة مكاسب للشهر الثاني عشر على التوالي، إذ تقود أكبر سوق في العالم للسيارات تعافي القطاع من جائحة كوفيد-19.
وكشفت بيانات من اتحاد مصنعي السيارات الصيني في مطلع أبريل/نيسان أن المبيعات بلغت 2.53 مليون سيارة في مارس/آذار، بزيادة 74.9% على أساس سنوي.
في المقابل، سجّلت سوق السيارات الأوروبية في فبراير/ شباط انخفاضا بنسبة 19.3% على أساس سنوي، وفقا للأرقام الصادرة عن اتحاد مصنعي السيارات الأوروبيين. ومع بيع 771 ألفا و486 سيارة في الاتحاد الأوروبي، سجل فبراير أدنى مستوى له منذ 2013 وهو عام سيّئ آخر لقطاع صناعة السيارات.
من بين مجموعات السيارات الرئيسية، تعتبر رينو الأكثر تضررا من تباطؤ السوق إذ تم بيع 72132 سيارة (-27.9%).
كما أظهرت بيانات اتحاد مصنعي وموزعي السيارات في بريطانيا أن تسجيلات السيارات الجديدة تراجعت بنحو 36% في فبراير/شباط على أساس سنوي إذ أجبرت إجراءات العزل العام التي فُرضت لمكافحة كوفيد-19 صالات العرض على الإغلاق. وأشار الاتحاد أن الأحجام التي تباع عند أدنى مستوى لها في فبراير/شباط منذ عام 1959.