يشهد السودان يومي الأربعاء والخميس 6 و 7 يناير/كانون الأول زيارتين مهمتين لوفود اقتصادية أميركية عالية المستوى، بعد قطيعة دامت لنحو ثلاثة عقود بين البلدين، إذ يبدأها وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين غداً الأربعاء، ورئيسة بنك الاستيراد والتصدير كيمبرلي ريد، يرافقها وفد عالي المستوى.
ومن المقرر أن تناقش الزيارة إعادة السودان إلى النظام المصرفي العالمي وموضوعات اقتصادية ذات صلة بعمل (EXIM BANK)، وهو البنك الحكومي الرئيس العامل في مجال الاستيراد والتصدير.
وتتضمّن أجندة زيارة وزير الخزانة والتي تستغرق يوماً واحداً، بحسب مصادر مقربة من وزارة المالية تحدثت لـ"العربي الجديد"، لقاء رئيس المجلسين السيادي ومجلس الوزراء ووزير المالية ومحافظ بنك السودان ووزيري الزراعة والري.
فيما تحمل أجندة وفد كيمبرلي ريد مدير بنك الاستيراد لقاء رئيس مجلس الوزراء الانتقالي د. عبد الله حمدوك ووزير المالية المكلفة ومحافظ بنك السودان ومسؤولين بالقطاع الاقتصادي والمالي.
وقال المدير العام لإدارة التعاون الدولي بوزارة المالية عبد العاطي جابر الحاج لـ"العربي الجديد" إن الزيارة هي الأولى رسمياً لمسؤول اقتصادي أميركي رفيع في مرحلة ما بعد رفع السودان من قائمة الإرهاب، وفي السابق كانت هنالك زيارات لمسؤولين أميركيين، ولكن معظمها تمحور في جوانب سياسية أو في العون الإنساني أو السلام.
ووصف الزيارة بأنها تمت في توقيت مهم وتوضح جدية الجانب الأميركي في التعامل مع السودان وتوقع التباحث خلالها حول الجوانب الاقتصادية التي تهم البلدين، ومن أهمها الديون الخارجية وعودة التعاون بين السودان والمؤسسات الإقليمية والدولية، وتعتبر بمثابة فتح لآفاق التعاون الثنائي الاقتصادي بين البلدين.
وأشار إلى أن زيارة رئيس بنك الاستيراد والتصدير تؤكد جانب البدء الفعلي في تنشيط التعامل الثنائي في المجال الاقتصادي والمصرفي والاستثماري وتعتبر مهمة لمساعدتها في إدخال السودان في المجال المصرفي الأميركي والأوروبي وتسهل انسياب التحويلات للسودان، مضيفاً أنها تفتح باب الاستثمار بين البلدين والشراكات بين القطاعين العام والخاص في البلدين وتساعد في خلق فرص لجذب عروض للتمويل للقطاعين العام والخاص الأميركي للسودان.
ودعا الحاج الحكومة إلى الاستفادة من الزيارتين في المجالات الاقتصادية المتشابكة، خاصة التعدين والطاقة والزراعة.
وأشار وزير الدولة بالمالية والتخطيط الاقتصادي السابق بروفيسور عز الدين إبراهيم إلى أن زيارة الوفدين الأميركيين تؤكد عودة السودان إلى المجتمع الاقتصادي الدولي واستعادة الثقة بين البلدين.
وأشار عز الدين إلى أن وصول منوتشين إلى السودان بعد انقطاع دام 3 عقود تؤكد رفع السودان فعلياً من قائمة العقوبات الأميركية، لكون الوزير المسؤول عن ملف عقوبات الدول الراعية للإرهاب.
وتوقع أن تبحث زيارة الوزير مع الحكومة الانتقالية بالسودان في أمر المنحة الأميركية للسودان بقيمة مليار دولار والتي أقرها قانون الكونغرس الأميركي لدعم الانتقال الديمقراطي في السودان، والقرض المعلن من البنك الدولي للمساهمة في سداد ديونه على السودان بقيمة مليار دولار، ما يفتح الباب أمام السودان للحصول على قروض تنموية ميسرة من البنك مستقبلاً.
وأشار إلى فرضية أن يناقش جدول الزيارة الدعم العيني الذي أعلنته الحكومة الأميركية للسودان بشحنات قمح بقيمة 20 مليون دولار لتغطية استهلاك البلاد لأشهر عدة والنظر في إعفائه من الديون الخارجية.
ولفت عز الدين إلى أهمية زيارة رئيس بنك الاستيراد والتصدير الأميركي المختص بعمل ضمانات للمصدرين والمستوردين الأميركيين في العالم، داعياً الحكومة الانتقالية إلى الاستفادة منه بعقد اتفاقيات لاستيراد احتياجات السودان من الطائرات المدنيةـ بما فيها البوينغ، والتي تستورد بضمانات من البنك الأميركي، فضلاً عن استيراد المعدات الزراعية والكهربائية وفتح الباب أمام التعاون بين المصدرين والمستوردين بالبلدين.
وتوقع المحافظ السابق لبنك السودان المركزي مساعد محمد أحمد لـ"العربي الجديد" أن تكون زيارات الوفدين استكشافية للوضع السياسي والاقتصادي بالسودان، خاصة في ظل التحديات الراهنة وهشاشة الأوضاع الداخلية.
وأكد أن تفعيل هذه القرارات برفع العقوبات الاقتصادية والإرهاب يحتاج لمجهود وتوافق سياسي واطمئنان على صلاحية البيئة في السودان لجذب الاستثمارات الأميركية في المجالات المختلفة للعمل بالسودان.
وأشار إلى أهمية الاستفادة من زيارة المسؤولين في فتح قنوات للتعامل الاقتصادي والتجاري مع أميركا والعالم الخارجي وجذب قروض تنموية، وتسريع إعفاء الديون الخارجية على السودان والسعي لخفضها بحجم مقدر.