هلع في أسواق الكويت بعد إعلان الحظر الجزئي

هلع في أسواق الكويت بعد إعلان الحظر الجزئي... والمخزون الغذائي يكفي 6 أشهر

05 مارس 2021
فرض الحظر اعتباراً من الأحد لمدة شهر بين الساعة 5 مساء و5 صباحاً (الأناضول)
+ الخط -

في مشهد تكرر للمرة الثانية، بعد إعلان المتحدث الرسمي للحكومة الكويتية فرض الحظر الجزئي اعتبارا من بعد غد الأحد لمدة شهر بين الساعة 5 مساء و5 صباحاً، تقاطرت جموع المواطنين والمقيمين على الأسواق مساء الخميس، في حالة من الهلع خوفاً من عدم توفر السلع الغذائية او عدم القدرة على الحصول عليها خلال فترة الحظر، خاصة أن القرارات تضمنت عدم إمكانية توصيل طلبات الجمعيات التعاونية أو المطاعم خلال فترة الحظر الممتدة لنحو 12 ساعة.

وجاء قرار الحكومة الكويتية بعد ان أطلع وزير الصحة الكويتي الشيخ باسل الصباح مجلس الوزراء الكويتي على إحصاءات تضمنت زيادة متسارعة في عدد إصابات فيروس كورونا بلغت أرقاماً غير مسبوقة وازدياد عدد الوفيات ومن يتلقى العلاج في العناية المركزة، ليبلغ العدد الإجمالي للإصابات 196.497 إصابة و1105 حالات وفاة منذ بداية الجائحة.

وفي جولة لـ"العربي الجديد" عقب صدور القرارات الحكومية المتعلقة بالحظر، شهدت الجمعيات التعاونية والأسواق الموازية زحمة مضاعفة، لشراء السلع الغذائية وغيرها لتخزينها، وهو ما اعتبره البعض تصرّفاً لا داعي له، فالأمور ما زالت تحت السيطرة، وكل هذه الإجراءات الحكومية هدفها محاصرة فيروس كورونا ومنع انتشاره في البلاد.

وانتشرت على طول البلاد مظاهر من الزحام والتزاحم، وما أدت إليه من مخاطر المخالطة والإصابة بفيروس كورونا المستجد الذي تعمل وزارة الصحة جاهدة لوقف انتشاره.

ويقول أحمد معرفي مدير جمعية تعاونية منطقة الجابرية (شرق الكويت) وهي منطقة يقطنها الكويتيون لـ"العربي الجديد"، إن حدث أمس الخميس، من زحام شديد في الأسواق والتسابق للحصول على كميات كبيرة من السلع الغذائية غير مبرر نهائيا خاصة في ظل وجود كميات جيدة من مختلف السلع الغذائية، ومنسوب جيد من الاحتياطي الغذائي في الكويت.

اقتصاد الناس
التحديثات الحية

ويضيف معرفي لـ"العربي الجديد" انه على الرغم من كل التطمينات الحكومية والدعوات إلى الهدوء وعدم الهلع، مع توافر كل مستلزمات الحياة، كان الزحف الكبير منذ اللحظات الأولى بعد إعلان الحظر الجزئي فاختنقت الشوارع وغصت الجمعيات التعاونية والأسواق الموازية بآلاف المتسوقين، ولم يقف الأمر عند ذلك، بل وصل الزحام إلى محطات البنزين والمخابز، في صور لا تعكس الوعي الشعبي بمخاطر ماحدث من مخالطة قد تؤدي إلى نتائج فادحة من حيث الإصابات بالفيروس.

وفي مشهد آخر في جمعية تعاونية منطقة السالمية وهي منطقة يقطنها الوافدون، يشرح مدير التعاونية سالم العدواني لـ"العربي الجديد"  ما حدث مساء الخميس، قائلا إن المواطنين والمقيمين أرادوا الاستعداد لفترة الحظر الجزئي التي ستمتد لمدة شهر كامل، على طريقتهم، فبدأ التحرك بشكل عشوائي، حيث شهدت محطات الوقود ومراكز التموين في الجمعيات التعاونية ازدحاما شديدا، من المتسوقين الذين وقفوا في طوابير طويلة لشراء احتياجاتهم اللازمة من المواد الغذائية وغيرها، فكان مساء الخميس استثنائياً، استرجع خلاله كثيرون ذكرى تطبيق الحظر الكلي في الكويت العام الماضي ،حيث سادت الازدحامات الموقف وانتظمت الطوابير في كل مكان، وأغلقت كثير من الطرق، وتدافع الجميع أمام المخابز والجمعيات التعاونية وأسواق المواد الغذائية ومحلات الصرافة ومحطات الوقود.

من ناحية أُخرى، سأل "العربي الجديد" مسؤولا في وزارة التجارة والصناعة عن حالة المخزون الغذائي الحالية، فقال إن "الدولة تملك مخزوناً غذائياً من السلع الرئيسية ذات صلاحية طويلة الأجل تتراوح بين 6 و12 شهراً، وربما تتجاوز العام، فيما تمتلك رصيداً كبيراً من جميع السلع الغذائية يكفي لتغطية أي سحوبات، وكن يجب أن يكون عملية الشراء تكفي الاحتياج فقط وليس لمجرد التخزين وهو ما يسبب عجزاً في بعض السلع لبعض مناطق الكويت".

وأوضح المسؤول الذي فضل عدم الإفصاح عن هويته أن الجهات المعنية أبدت ارتياحاً واسعاً، لقدرتها على امتصاص أي سيناريو، حتى الأسوأ منها، بفضل متانة المخزون الاستراتيجي الذي يتم تدعيمه باستمرار وبمعدلات أعلى من الطبيعية.

وأشار إلى أنه تمّ الاتفاق على استمرار تنفيذ خطط طوارئ وزارة التجارة التي أُقرت في بداية انتشار كورونا، لا سيما أنها أثبتت فعالية واسعة في تغطية الطلب الاستهلاكي الواسع، وامتصاص السحوبات العالية جداً، من دون أن يقابل ذلك أي انكشاف سواء في المعروض أو بالنسبة لرصيد المخزون الاستراتيجي.

وأظهرت بيانات رسمية اطلع عليها "العربي الجديد" أن الكويت استوردت نحو 26317 طناً من اللحوم الطازجة والمبرّدة والمجمّدة، في الفترة الممتدة من سبتمبر/ أيلول الماضي، فيما بلغ استيراد الفترة نفسها من الدجاج الطازج والمبرّد والمجمّد نحو 86762 طناً.

ومن المواشي الحية استوردت الكويت 2.128 مليون رأس، فيما بلغ استيراد البصل عن هذه الفترة حوالى 75510 أطنان بمخزون يومي 2023 طناً، علاوة على 828.235 مليون كمّامة، إلى جانب 33178 طناً من الطماطم، و18.42 ألف طن من الليمون.

أما الخبز كان أيضا له نصيب من السلع الاستهلاكية التي سجلت سحوبات تاريخية خلال أزمة كورونا، حيث بلغت كميات ما أنتجته شركة مطاحن الدقيق والمخابز الكويتية "المطاحن"، من هذه السلعة خلال 3 أشهر نحو 411.5 مليون خبزة.

وبحسب تصريحات الرئيس التنفيذي للشركة مطلق الزايد بلغ أعلى معدل إنتاج في اليوم الواحد خلال الأزمة، نحو 7.2 ملايين خبزة، في حين أن أقل معدل إنتاج لليوم الواحد بلغ نحو 1.9 مليون. وذكر أن كمية الإنتاج الشهري بلغت نحو 169 مليون خبزة.

المساهمون