رفعته جائحة كورونا إلى مصاف أكبر الأغنياء في العالم، فقد زادت ثروة الملياردير الأميركي ذي الأصول الصينية إيريك يوان، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة "زووم" المتخصصة في مؤتمرات الفيديو، بفضل العمل والتعليم عن بعد، بينما لا يزال يتوقع المزيد من الثروة رغم خروج العالم من حالة الإغلاق والعودة إلى المكاتب والمؤسسات المختلفة التي اعتمدت كثيراً على المنصة الأشهر عالمياً.
فقد تسبب الفيروس والحجر الصحي والالتزام بتدابير التباعد الاجتماعي، التي طبقت في كل المجالات، في البحث عن طريقة جديدة للتواصل عن بعد على مستوى الشركات والتعليم والمؤتمرات والندوات، حيث ساهمت الحاجة إلى التواصل في ظل الإكراهات التي خلقها الوباء في زيادة عدد مستعملي منصة "زووم" من الشركات فقط بنحو 385 ألف شركة في العام الماضي.
وساعد ذلك على زيادة رقم معاملات شركته في 2020 بنسبة 327%، ليصل إلى 2.65 مليار دولار، وتتضاعف أرباح الشركة 26 مرة لتقفز إلى 672 مليون دولار.
وكان يوان قد أطلق منصته عام 2011، وأدرجها في سوق الأسهم الأميركية عام 2019، لكن حجم أعمالها وثروته المتعاظمة لم يتحقا إلا خلال العام الأول للوباء، إذ تبلغ ثروته حالياً، بحسب مجلة فوربس الأميركية، 13.7 مليار دولار، بينما تضاعفت القيمة السوقية لشركته أربع مرات لتتجاوز 100 مليار دولار، نتيجة لذلك، استحق يوان لقب رجل أعمال العام الماضي، وفق مجلة تايم الأميركية.
ورغم التقارير التي تشير إلى إمكانية تراجع دور "زووم" وغيرها من التطبيقات، بعد تسارع وتيرة توفير اللقاحات المضادة لكورونا وعودة الأعمال إلى طبيعتها في العديد من المجالات حول العالم، إلا أن يوان يرى أن العمل من المنزل سيستمر حتى بعد تخفيف تدابير الإغلاق وطرح اللقاحات في شتى أرجاء العالم.
وكان مسؤولون تنفيذيون لـ"زووم" قد صرحوا، خلال الإعلان عن النتائج السنوية للمنصة في مارس/ آذار الماضي، أنهم يتوقعون استمرار النمو القوي للشركة هذا العام. وتتوقع منصة "زووم" تسجيل نمو في المبيعات بما يزيد عن 40% خلال العام الجاري، لتصل إلى ما يزيد عن 3.7 مليارات دولار.
واهتدى يوان، البالغ من العمر 51 عاماً، إلى تخيل تطبيق "زووم" في الثمانينيات من القرن الماضي، عندما كان طالبا للرياضيات والحاسوب بجامعة شاندونغ الصينية.
وكان يتوجب على ذلك الطالب العشريني، من أجل زيارة الفتاة التي ستصبح زوجته في ما بعد، قطع مسافة تستغرق عشر ساعات على متن القطار، ما دفعه إلى التفكير في طريقة للتواصل معها بالضغط على زر، كما صرح بذلك لمجلة فوربس.
غير أن تجسيد ذلك الحلم، كي يتخذ شكل تطبيق، استغرق وقتا طويلاً، إذ سعى الشاب، بعد حصوله على دبلوم في هندسة الحاسوب، للهجرة إلى الولايات المتحدة، غير أن محاولاته باءت بالفشل سبع مرات، قبل أن ينال التأشيرة عند المحاولة الثامنة.
والتحق في عام 1997 بشركة ناشئة في كاليفورنيا متخصصة في الندوات عن بعد، ولم يكن يتحدث الإنجليزية جيداً. وفي 2011، التحق بمجموعة "سيسكو"، التي اقترح عليها نظاماً موافقاً للهواتف الذكية، غير أن فكرته رفضت.
قرر بعد ذلك تأسيس شركة "زووم"، المنصة التي يمكنها استقبال ألف شخص في الاجتماع الواحد، حيث شرع في اقتراح خدمة المؤتمرات عن بعد، والتواصل عبر الفيديو والاجتماعات الافتراضية، كي يجذب عشرة ملايين مستعمل، وتلج الشركة البورصة في 2019.
عندما انفجرت الجائحة، انتعش استعمال تطبيقات التواصل عن بعد، وحاولت العديد من الشركات العملاقة في مجال التكنولوجيا تلبية ذلك الطلب، غير أن "زووم" تمكن من التقدم على غيره من التطبيقات، كي تصفه وكالة بلومبيرغ الأميركية بأنه "وسيلة التواصل الاجتماعي للجائحة".
رغم النجاح الذي صادف شركته، إلا أنه ظل متكتما ومتحاشياً أضواء وسائل الإعلام، ويفضل التركيز على عمله، حيث تقول ناييس موتو، مراسلة صحيفة "لزيكو" الفرنسية المتخصصة في الاقتصاد التي التقته في كاليفورنيا، إنه لا يشبه الملياردير الأميركي إيلون ماسك، رئيس شركة تسلا للسيارات الكهربائية، الذي يفضل التواصل عبر تويتر، فهو رجل أعمال مشغول أكثر بشركته وعملائه.