هذه مساعداتنا لمصر فأين ذهبت الأموال؟

07 فبراير 2015
أمير سعودي يتساءل عن مساعدات بلاده لمصر(أرشيف)
+ الخط -


هناك رسائل كثيرة باتت تخرج مؤخراً من السعودية تقول وبشكل مباشر إن هناك تغيراً ما تجاه قادة الانقلاب العسكري في مصر، وإن زمن الملك الراحل عبد الله وتقديم مساعدات لا محدودة للنظام المصري الحالي وبمليارات الدولارات، دون السؤال عن مصيرها وأوجه انفاقها قد ولى.

بل إن هناك شخصيات من داخل الأسرة الحاكمة باتت تسأل وبصوت عالٍ سؤالا منطقيا هو: أين ذهب نحو 20 مليار دولار قدمتها السعودية لمصر في صورة مساعدات مادية ونفطية منذ انقلاب 3 يوليو/تموز 2013 وحتي وقت قريب؟

هل ذهبت هذه المليارات حقا للشعب المصري وخففت حدة الأزمات المعيشية التي يواجهها، أو تم إنفاقها على المواطن البسيط الذي لم يعد يجد لقمة عيش كريمة أو فرصة عمل مناسبة؟ أم ذهبت لقتل المصريين عبر تمويل شراء أحدث أنواع الأسلحة والمدرعات والمصفحات والرصاص الحي والخرطوش والقنابل؟ أم أنها ذهبت في صورة مكافآت وحوافز وزيادة في مرتبات قتلة الشعب المصري، أو ذهبت حتى للقضاة الذين حكموا بإعدام آلاف المعارضين للانقلاب وسجنوا 40 ألف آخرين.

وسأرصد هنا أقرب رسالتين، الأولى هي قرار الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز بإعادة الدكتور الشيخ سعود الشريم لإمامة الحرم وخطب الجمعة، ولمن لا يعرف الشيخ الشريم هو من أوائل العلماء الذين جهروا برفض الانقلاب العسكري في مصر، واستنكر محرقة رابعة العدوية والنهضة وقتل المصريين في الشوارع، بل وجه رسالة للجنود لعصيان أوامر قتل إخوانهم المصريين.

أما الرسالة الثانية فهي ما كتبه الأمير سعود بن سيف النصر حفيد الملك الراحل سعود بن عبد العزيز أمس الأول في سلسلة تغريدات عبر حسابه على تويتر، والتي يقول فيها "رغم المليارات التي انهمرت كالمطر على جنرالات الجيش المصري فلا يزال المصريون يعانون أزمات كهرباء وغاز بل ورغيف الخبز"، وتساءل الأمير: أين مليارات الشعب السعودي التي تم منحها للأنقلاب العسكري في الوقت الذي لا يوجد فيه أزمة واحدة تم حلها في مصر؟
ويكمل " لا أحد يعرف الأساس الذي أعطى 20 مليار دولار مساعدات سعودية لمصر ..هل هو قرض أم منحة أم هبة؟ لقد تم إنتاج مسرحية هزلية على الشعبين. لماذا لا يسأل القائمون على التبذير وتبديد خيرات الشعب السعودي جنرالات الانقلاب في مصر عن مصير هذه المساعدات"؟

هكذا تساءل الأمير السعودي حول مساعدات بلاده للانقلاب العسكري في مصر، ولا أظن أن أحداً سيجيب علي أسئلته المنطقية، لأن أحداً لا يعرف أين تم انفاق هذه المليارات في الوقت الذي استمرت فيه أزمات المصريين المعيشية. 

المساهمون