بدأت محافظة دمشق في هدم مول تجاري في قلب العاصمة السورية دمشق بسبب ما تقول إنها مخالفات ارتكبها صاحب المول المقرب من متنفذين في النظام السوري، في إطار ما يعتقد أنه صراع بين أمراء الحرب المقربين من النظام.
وذكرت مصادر إعلامية معارضة لـ"العربي الجديد" أن رجل الأعمال بلال محمد النعال صاحب مول "Big 5" بدأ الأربعاء بتنفيذ قرار صادر عن محافظة دمشق بهدم هذا المول الكائن في حي الميدان خلال 15 يوما. وأشارت المصادر إلى أن المكتب التنفيذي في المحافظة تجاهل قرارات تسوية المخالفات المرتكبة على العقار من قبل مالكه، عام 2018، رغم أن النعال مرتبط بالنظام ويعد واجهة لعدد من أقطابه.
من جهته، أعرب الباحث الاقتصادي ياسر الحسين عن اعتقاده في حديث مع "العربي الجديد" أن هدم "المول" في العاصمة دمشق "ربما يأتي في سياق تصفية الحسابات"، مضيفا: "ربما خفت تأثير داعمي النعال ما شكل فرصة للمنافسين للانتقام منه".
بدوره، أوضح الباحث الاقتصادي يونس الكريم لـ"العربي الجديد" أن "رجل الأعمال النعال ما يزال يحاول إلغاء قرار الهدم عبر تسوية الخلافات مع المحافظة"، مشيرا إلى أن "هناك احتقانا في حي الميدان نتيجة المخالفات بسبب المول المذكور"، مضيفا: "هذا المول ثكنة عسكرية أكثر من كونه مكانا تجاريا، وهذا يسبب استياء سكان الحي الذي يضم جانبا من طبقة رجال الأعمال الدمشقيين الذين لا يريد النظام في الوقت الراهن التصادم معهم".
ويعتقد الكريم أن قرار الهدم "يندرج في سياق صراع أمراء الحرب الذين بدأوا بالدخول الاقتصادي إلى العاصمة"، مضيفا: "ربما نشاهد في الفترة المقبلة تغييرا في تركيبة رجال أعمال النظام على ضوء هذا الصراع المحتدم".
ووفق منظمة "مع العدالة" وهي كما تعرف عن نفسها "منظمة غير ربحية تسعى إلى إحقاق مبدأ المساءلة ومنع الإفلات من العقاب لمجرمي الحرب" في سورية، فإن الحبال شريك مؤسس ومدير وعضو مجلس إدارة في عدد من الشركات، منها: مول قاسيون، مطاعم "Big 5"، شركة أبو الجدي للاستثمار، شركة سياج للتطوير والاستثمار العقاري، وسواها من الشركات التجارية.
وبيّنت أن "علاقة صداقة وعمل ارتبط بها مع محافظ دمشق السابق بشر الصبان أدت لنقل بلال النعال إلى مستوى أعلى من العلاقات التجارية التي سمحت له بالتمدد والحصول على صفقات تجارية مشبوهة".
كما "يرتبط بلال النعال بعلاقة وطيدة مع فادي صقر، قائد مليشيات الدفاع الوطني في دمشق"، وفق "مع العدالة" التي أكدت أن النعال كان له "دورٌ في دعم مليشيا صقر التي ارتكبت جرائم بحق المدنيين في دمشق وريفها".
وأوضحت أن النعال "يعمل كواجهة تجارية لبشر الصبان وأبناء مفتي النظام السوري السابق أحمد حسون وأشخاص آخرين متنفذين في الدولة السورية". وأكدت أن النعال "دعم جهود قيادة النظام في السيطرة على ممتلكات المدنيين في دمشق بعد أن تم تهجيرهم من قبل قوات النظام"، خلال سنوات الثورة السورية. وتؤكد المنظمة أن لدى النظام السوري شبكة من رجال الأعمال بهدف "التحايل على العقوبات الدولية والاستمرار في جرائمه"، موردة على موقعها معلومات عن العشرات من هؤلاء الذين كان لهم دور واضح في مأساة السوريين منذ عام 2011.