انتعاش سياحي يدعم احتياطي المغرب من النقد الأجنبي

17 نوفمبر 2024
عدد السياح ينتظر أن يتجاوز توقعات الحكومة للعام الحالي (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- شهد المغرب زيادة بنسبة 19% في عدد السياح خلال الأشهر العشرة الأولى من العام، حيث بلغ عددهم 14.6 مليون، مما يعزز احتياطي النقد الأجنبي المتوقع أن يصل إلى 36 مليار دولار.
- ساهم فصل الصيف بشكل كبير في زيادة عدد السياح، حيث بلغ عددهم 4.4 ملايين في يوليو وأغسطس، مع ازدحام ملحوظ في مطار مراكش، مما يستدعي الترويج لوجهات أخرى.
- رغم زيادة عدد السياح، ارتفعت إيرادات السياحة بنسبة 8% فقط لتصل إلى 8.7 مليارات دولار، بسبب تقليل الإنفاق السياحي، ويعمل المغرب على خطة سياحية لخلق 200 ألف فرصة عمل.

يتجه المغرب نحو تسجيل مستوى قياسي لعدد السياح خلال العام الجاري، بعدما حققت الأشهر العشرة الأولى من العام قفزة بنحو الخُمس، ما يدعم احتياطي النقد الأجنبي، الذي ينتظر أن يستقر في حدود 36 مليار دولار.

وأظهرت بيانات وزارة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، أن عدد السياح الذين زاروا المملكة، خلال الفترة من يناير/كانون الثاني حتى نهاية أكتوبر/تشرين الأول، بلغ 14.6 مليون سائح، بزيادة بلغت نسبتها 19% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.

يأتي ارتفاع عدد السياح نتيجة زيادة الزوار الأجانب بحوالي 1.3 مليون شخص، والمغتربين الذين زاروا المملكة بمليون شخص، وفق بيانات الوزارة. وتجاوز عدد السياح خلال الفترة المذكورة ما تحقق في عام 2023 بأكمله، الذي سجل 14.5 مليون سائح، بارتفاع نسبته 34%، مقارنة بعام 2022، وبزيادة نسبتها 12% عما قبل جائحة كورونا في 2019.

وجاء بلوغ 14.6 مليون سائح في عشرة أشهر، بفضل استقبال حوالي 1.5 مليون سائح في أكتوبر/تشرين الأول وحده، بزيادة استثنائية قدرها 30% مقارنة بنفس الشهر من العام الماضي، حسب الوزارة، وهو ما يفسره المسؤول في القطاع السياحي، عبد اللطيف بنحمو، بحركة السفر القوية نحو المملكة من بلدان أوروبية.

وقال بنحمو لـ"العربي الجديد" إن حركة السفر القوية أفضت إلى ازدحام كبير في مطار مدينة مراكش، التي تعد الوجهة المفضلة لدى السياح القاصدين للمملكة، ما يفرض في تصوره تكثيف عمليات الترويج لوجهات سياحية أخرى، خاصة في سياق استعداد المملكة لاستقبال منافسات كأس أفريقيا لكرة القدم في 2025 وكأس العالم في 2030.

وقد ساهم فصل الصيف في دعم عدد السياح الوافدين، حيث بلغ عددهم في يوليو/تموز وأغسطس/آب حوالي 4.4 ملايين سائح، بزيادة بنسبة 21%، مقارنة بصيف 2023، وهو ما يفسر بالعودة القوية للمغتربين الذين يقدر عددهم في الصيف بحوالي 3 ملايين شخص.

وينتظر أن يتجاوز عدد السياح في العام الحالي توقعات الحكومة، التي راهنت عبر خارطة الطريق التي كشفت عنها في العام الماضي، على جذب 17.5 مليون سائح في أفق 2026. وكانت إيرادات السياحة قد سجلت، حسب التقرير السنوي لمكتب الصرف الحكومي، ارتفاعاً بنسبة 11.7% في نهاية العام الماضي، لتصل إلى 10.59 مليارات دولار، ما يمثل 30% من رصيد المملكة من النقد الأجنبي. ويتوقع بنك المغرب أن تصل إيرادات السياحة إلى 11.2 مليار دولار في 2024، بزيادة 7.1%، علما أن تلك الإيرادات بلغت 8.7 مليارات دولار في التسعة أشهر الأولى من العام الحالي، بزيادة 8%، حسب مكتب الصرف.

ويتجلى أن إيرادات السياحة لم ترتفع منذ بداية العام الجاري بالوتيرة التي سُجلت على مستوى عدد السياح الوافدين، وهو ما يفسره المحلل المختص في قطاع السياحة، أداما سيلا، بلجوء عدد من السياح إلى خفض إنفاقهم في سياق الصعوبات الاقتصادية في البلدان المصدرة للسياح.

وقال سيلا لـ"العربي الجديد" إن الفنادق لا تستفيد بشكل ملحوظ من الإيرادات التي يمكن أن يخلفها ارتفاع عدد السياح الأجانب، الذين يختارون الإقامة في شقق معدة للإيجار أو فنادق لا تكلفهم كثيراً، لافتا إلى أن من الملاحظ أن المغتربين الذين تدرجهم البيانات ضمن السياح يفضلون الإقامة عند أسرهم ويسافرون إلى مدن سياحية لقضاء أيام قليلة لا ينفقون خلالها الكثير من المال. ويسترشد المغرب منذ العام الماضي بخطة سياحية رصد لها موازنة قدرها 610 ملايين دولار، خلال الفترة الممتدة من 2023 - 2026، حيث ينتظر أن تساهم في توفير 200 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة.

المساهمون